Loading Offers..
100 100 100

السر وراء نحافة اليابانيين: زيادة الوزن تُعّدُّ مخالفة للقانون

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

من الأشياء التي لن تراها إذا زرت اليابان، أناس يعانون من السِمنة، وزيادة الوزن. فوزنك الذي قد يكون حرية شخصية في بلدك، محكوم بقانون في اليابان، وكذلك قياسات الخصر لها معايير محددة بموجب هذا القانون، ومن يخالف ذلك يتعرض لغرامات مالية، ورقابة من هيئات حكومية متخصصة. ونتيجة للجهود المستمرة التي بذلتها اليابان على مدار سنوات لحماية الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي، فقد استطاعت أن تحقق أقل نسبة بدانة في العالم، وأن تقي شعبها من الأمراض التي تتعلق بالسِمنة كالسكري، والسكتات الدماغية. فكيف حققت المعادلة الصعبة؟ هو ما سنعرفه في هذا المقال.. 

كيف بدأت اليابان حربها ضد السمنة ومشاكل الوزن الزائد؟

نشرت الحكومة اليابانية في عام 2005 ميلادياً إرشادات غذائية توجيهية لشعبها بعد قيام الاتحاد الدولي للسكري -في نفس العام- بنشر دليل يوضح المخاطر الصحية الناجمة عن الوزن الزائد. وبدأت وزارة الصحة اليابانية باستخدام وسائل الإعلام المختلفة  كي تحث المواطنين على اتباع أنظمة غذائية من شأنها تقليل نسبة البدانة، وتحسين الصحة العامة، وتقليل تكاليف الرعاية الصحية للكبار والتي كانت تُعّدُّ مشكلة أساسية في اليابان في ذلك الوقت. وواجه رئيس وزراء اليابان السابق ياسو فوكودا -في إثر تلك الضجة التي حدثت بسبب مخاطر السِمنة وتأثيرها على المجتمع الياباني-  انتقاداً برلمانياً، وهي المرة الأولى ضد رئيس الوزراء في تاريخ البلاد بعد الحرب. وفقاً لما ورد في مقال The New York Times الذي يتحدث عن قانون اليابان المتعلق بزيادة الوزن. 

وكانت الخطوة الأولى الرسمية التي أدت إلى تغيُّر كبير في السياسة الصحية في اليابان هو قانون ميتابو الذي تم تفعيله في أبريل عام 2008 ميلادياً، والذي يُلزم الشركات والهيئات في اليابان بخضوع الأفراد لديها لقياسات دورية لتحديد مقاسات الخصر والتي أقر بها القانون، حيث أن 85 سنتيمتراً هو أقصى قياس للخصر مسموح به للرجال، و89 سنتيمتراً هو أقصى قياس للخصر مسموح به للنساء. والشركات التي تتخلف عن تحقيق الأهداف المرجوة منها تواجه غرامات مادية تصل إلى (19 مليون دولاراً ) للشركات الكبيرة بحسب ما جاء في تقرير موقع Workforce. وعندئذ يتم إرسال الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد إلى مراكز تأهيلية لخسارة الوزن لمدة ثلاثة أشهر تحت رقابة الهيئات الحكومية المتخصصة. 

نصائح غذائية معتمدة غيّرت السياسة الصحية في اليابان للأفضل:

تُشجع الأنظمة الغذائية في اليابان على تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات، والحبوب، واللحوم، والأسماك، والخضروات، وتنصح بالاعتدال في تناول منتجات الألبان والفاكهة. وبالتالي تساعد تلك الأنظمة الغذائية على تقليل تناول الأفراد للدهون المُشبعة، والأملاح، والأطعمة المُعَالَجة، والأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر. كما يلي:

  1. تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات يساعد على إمداد الجسم بالطاقة طول اليوم دون الشعور بالجوع.
  2. كمية الوجبات الغذائية التي يتناولها الفرد على مدار اليوم، يتم تحديد حجمها على أساس عمر وجنس الفرد، ولكن في المتوسط يمكن للفرد أن يستهلك: 7 كميات من الحبوب مثل: (الأرز، والمعكرونة، والخبز)، ومن خمسة إلى ستة أطباق من الخضار المختلفة، ومن ثلاثة إلى أربعة أطباق من اللحوم والأسماك، ومصادر البروتين الحيواني. وحصتين من مشتقات الألبان، وحصة واحدة أو اثنتين من ثمار الفاكهة. هذه الحصص رغم زيادة عددها إلا إنها تكون قليلة في الكمية، وهو ما يساعد على زيادة الحرق داخل الجسم، وتنشيط عملية التمثيل الغذائي (الميتابوليزم).
  3. التركيز أثناء تناول الطعام في الطعام فقط. واحدة من العادات الغذائية الخاطئة هي تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز، أو تناول الطعام في الفراش. لأن ذلك لا يجعل الشخص منتبهاً لكمية الطعام التي يتناولها، وكيف يتناولها. أما في اليابان يعتبرون تناول الطعام عادة مُقدسة، فيتناولون الطعام على مائدة مخصصة للطعام فقط، ويخصصون الوقت الكافي لكل وجبة، ويُقَسمون الطعام إلى حصصٍ صغيرة، وتتكون من أصناف كثيرة كما شرحنا، ويَنْصّبُ تركيزهم على الطعام، ومضغه بشكلٍ ملائم، وحساب الكمية التي يقومون بتناولها.
  4. يحرص اليابانيون على شراء طعامهم أولاً بأول حيث يكون طازجاً ومحتفظاً بقيمته الغذائية الكاملة. ويُفضلون الأطعمة التي يتم انتاجها موسمياً ومحلياً.. أما الأطعمة المحفوظة المُجمدة والتي يتم طبخها عند الاستخدام فيعتبرونها غير صحية، حيث تفقد الكثير من قيمتها الغذائية أثناء تجميدها، بالإضافة إلى احتوائها على كميات كبيرة من الصوديوم الذي يساعد على تخزين المياه في منطقة البطن خاصةً، وفي الجسم عامة..
  5. يتناولون وجبات متوازنة، فكل وجبة يجب أن تمد الجسم باحتياجاته اللازمة من البروتين والكربوهيدرات والفيتامينات.. فمثلاً وجبة الغداء في مدارس اليابان تتكون من الأرز، واللحوم أو الأسماك، وحساء مُغذي، وخضروات.
  6. أحد الأشياء الهامة جداً عند اليابانيين هو نشر الثقافة الغذائية وتعليمها للأطفال، ولذلك يقومون بتعليم الأطفال أفضل الأنظمة الغذائية المناسبة لهم، واحتياجات الجسم، وكيف ومتى يأكلون، وتعد الوجبات المدرسية التي يتناولها الأطفال خلال يومهم الدراسيّ جزءاً هاماً من التعليم اليومي. 

اليابان الأولى عالمياً في متوسط أعمار الأفراد :

تصدرت اليابان قائمة البلدان الأكثر في متوسط الأعمار، حيث يصل متوسط أعمار الأفراد فيها إلى 82.6 سنة. ومن الجدير بالذكر أن حوالي 3 ملايين شخص يموتون سنوياً بسبب البدانة، كما أن النسبة تضاعفت بمقدار ثلاث مراتٍ منذ عام 1975 ميلادياً. وفي السنوات الفائتة وصل اليابانيون إلى أقل نسبة بدانة في العالم، فنسبة الذين يعانون من السمنة في اليابان لا تتعدى (3.3%) من الرجال والسيدات، وبمقارنة تلك النسبة بمعدلات السمنة في الولايات المتحدة، فإنها تعد ضئيلة جداً، حيث تصل معدلات السمنة في الرجال الأمريكيين إلى  (32.6 %) ويعاني من السمنة (34.7%) من السيدات الأمريكيات. 

وكشفت القائمة أن مصر تأتي في المركز رقم 30 عالمياً في معدلات إنتشار السمنة بنسبة (28.9%). أما السعودية فتحتل المركز الثامن عشر عالمياً بنسبة (34.7%) وتأتي قطر في المركز الثامن عالمياً بنسبة بدانة (42.3%). 

تجربة اليابان تستحق الإشادة، والاعجاب بكل تأكيد، ولكن هل تعتقد أنه يجب وضع قوانين خاصة بالسِمنة كي يعي الناس خطورتها على صحتهم وتهديد حياتهم؟ قُم بمشاركة هذا المقال مع أصدقائك وأخبرهم عن رأيك. 

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..