Loading Offers..
100 100 100

رحلة سريعة إلى لاتفيا الساحرة

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

من أمريكا الجنوبية ننتقل اليوم، لأحد دول أوروبا والتي تقع على سواحل بحر البلطيق. ستكون رحلتنا اليوم إلى لاتڤيا، وهي أحد ثلاث دول تمثل دول البلطيق (بالإضافة لأستونيا وليتوانيا). لاتڤيا هي أحد دول الاتحاد السوڤيتي سابقًا وكانت قد أعلنت استقلالها في الحادي والعشرين من أغسطس لعام (1991م) ميلاديًّا بعد انهياره.
تقع لاتڤيا في الشمال الشرقي من قارة أوروبا، بمحاذاة شواطئ البلطيق وخليج ريگا “Riga” ويحيط بها من الشمال أستونيا، ومن الجنوب ليتوانيا بالإضافة إلى روسيا البيضاء “بيلاروسيا” من الجنوب الشرقي.

الجغرافيا والمُناخ

تمتلك لاتڤيا العديد من الأنهار مثل نهر داوقڤا “Daugava” أو كما يطلق عليه أيضًا نهر دڤينا الغربي “Western Dvina” بطول (375) كيلو متر، ونهر الليالوب “Lielupe” ونهر الڤينتا “Venta” والعديد من الأنهار والمجاري المائية الأخرى والتي تصبّ في بحر البلطيق وخليج ريكا أيضًا. يتأثر المُناخ فيها بالرياح الجنوب غربية القادمة من من جهة المحيط الأطلسي، ويكون الجو رطبًا والسماء غائمةً في الغالب، إذ يكون عدد الأيام المشمسة فيها طوال السنة من أربعين إلى خمسين يوم فقط.

4 أمور يجب أن تعرفها قبل السفر إلى الجزر السياحية في ماليزيا

ماذا تعرف عن بوليڤيا رحلة من المنزل

الطبيعة والثروة الحيوانية

تعتبر أكثر من ثلث مساحة لاتفيا عبارة عن غابات، ولكن فقط عُشْر هذه الغابات تُزْرَع فقط، ويقع الجزء الأكبر من هذه الغابات في جزيرة كوريزمي “Kurzeme” (الجزء الغربي من جمهورية لاتڤيا) على ضفاف نهر داوقڤا، وبسبب طبيعتها المتنوعة والمحتوية على الغابات والأنهار وغيرها، أدى ذلك للمزيد من التنوع الحيوي بالنسبة للحيوانات، إذ تحتوي أراضيها على حيوانات مثل: السناجب والثعالب والأرانب الوحشية، وكذلك الوشق والغرير، وبشكلٍ أقل نجد ابن عرس والقاقم، وبسبب زيادة التدابير الوقائية للحياة الطبيعية أدى ذلك إلى زيادة في أعداد الغزلان والأيائل، وكذلك تَمَّت استعادة القنادس والتي كانت قد قاربت على الانقراض في وقت سابق بسبب الصيد الجائر.

الجماعات العرقية والأديان

تتكون الجماعات العرقية في لاتڤيا من ثلاث أخماس من اللاتڤيين (حوالي ستين بالمائة) وربع من نصيب الروس، فيما تتوزع باقي الحصة على عدد من الأعراق الأخرى المختلفة مثل البيلاروس والبولنديين والأوكرانيين والليثوانيين وغيرهم.

تُعَدّ اللاتفية هي اللغة الرسمية في البلاد، فيما يتحدث أيضًا ثلث السكان الروسية، وكذلك اليديشية (إحدى اللغات الجرمانية) وكذلك الرومانية وهي لغة الشعوب الغجرية.
يعتنق غالبية اللاتڤيين المسيحية اللوثرية والأرثودكسية الشرقية، فيما يصنف ربع اللاتفيين أنفسهم لا دينيين، كما ويوجد عدد كبير من اليهود في لاتفيا.

جمال الريف البولندي، في الشمال التركي الساحر

التخييم الفاخر : لنستمتع بأسلوب تخييم ساحر في فرنسا

الزراعة في لاتڤيا

حوالي الثُلث من الأراضي الزراعية في لاتفيا تُستخدم لزراعة المحاصيل، ويستخدم العُشْر لرعاية الماشية. ومن المحاصيل الزراعية التي تزرع الحُبوب، ويعتبر السُّلْت الأكثر أهمية وكذلك يزرع أيضًا القمح والشعير والكتان، ومن الخضراوات التي تزرع البطاطس والجزر والبصل والشمندر وهي من المحاصيل التي تصدّر للخارج.

بعد استقلال لاتفيا عن الاتحاد السوفيتي كان من المأمول أن تؤدي خصخصة القطاع الزراعي إلى زيادة الإنتاج الزراعي في البلاد وأن يؤدي ذلك لتوازنٍ تجاريٍّ في المنتجات الزراعية، ولكن بسبب الضوائق الاقتصادية في السوق وارتفاع تكلفة المعدات المطلوبة، أسهمت الزراعة في نسبة صغيرة من زيادة الناتج الإجمالي في مطلع التسعينيات، وتمَّتْ خصخصة القطاع الزراعي بشكل كامل في بدايات القرن الحادي والعشرين.

 الثروات المعدنية

يُعَدّ الرمل من المعادن الأساسية في لاتڤيا بالإضافة للجير والجصّ، كما يتم استخراج النفط في جزيرة كوريزمي، كما أنه يوجد لدى لاتڤيا محطات كهرومائية على ضفاف نهر داوقفا، وبالرغم من ذلك إلا أن الناتج المحلي من الطاقة لا يكفي، إذ تقوم باستيراد طاقتها من جاراتها  أستونيا وليثوانيا وتستورد الموارد النفطية من روسيا وليثوانيا، وكانت قد حاولت في بدايات القرن الحادي والعشرين التقليل من الاستيراد وتنويع مصادر الإنتاج المحلي، إلا أنها لم تنجح في ذلك.

الصناعة في لاتڤيا

استُبْدَِت صناعة الأثاث والمواد الغذائية والمشروبات بصناعاتٍ أُخرى كالتعدين وصناعة الآلات كصناعة أساسية في البلاد في أوائل التسعينات، ولكن في بداية الألفية الأولى للقرن الحادي والعشرين أصبحت الصناعات الدوائية والكيمائية هي أهم صناعات في البلاد.

الاقتصاد

على الجانب الاقتصادي استخدمت لاتڤيا الروبل الروسي خلال فترة الاحتلال السوفييتي كعملة رئيسية في البلاد، وبعد استقلالها قامت بِسَكّ عُمْلتها الخاصة بها ألا وهي اللاتس اللاتفي، ثم تحولت لاستخدام اليورو في عام (2014م)، وأدى انضمامها للاتحاد الأوروبي في عام (2004م) إلى جذب الاستثمارات من دول أوروبا والذي أدَّى بدوره لزيادة الناتج الإجمالي للبلاد بمقدار الثُلث.

التعليم

التعليم في لاتفيا مجاني وإجباري لسن السادسة عشر، وتمّ في عام (1998م) إصدار قانون ينص على وجوب وجود جزء من التعليم باللغة اللاتفية في مدارس الأقليات الأخرى، ويتم دعم وتمويل مدارس هذه الأقليات الموجودة في البلاد أيضًا، مثل: البيلاروسية والأستونية والعبرية والليثوانية وغيرها من الأقليات العرقية الموجودة للحفاظ على تراث وثقافة كل منهم.

الحياة الثقافية

بسبب احتلالها من قبل القوى المجاورة في كثير من الأوقات عانت لاتفيا للحفاظ على إرثها الثقافي مثل اللغة والأزياء وحتى الفلكور الشعبي الخاص والمميز لها. وقد أسهم فقدانها لاستقلالها السياسي في القرن الثالث عشر بشكلٍ كبيرٍ في عدم نمو الثقافة اللاتفية لعدة قرون أيضًا، إذ لم تُتَح الفرصة للاتفيين للتعبير عن تراثهم والاحتفال به أمام مرأى الجميع إلا في القرن التاسع عشر، وخلال الحكم السوفييتي حظرت المهرجانات والاحتفالات الدينية والفلكلورية والتي كانت عبارة عن رقصات وأغانٍ وأزياء ملونة من بعض المناطق، ويعد مهرجان ياني”Jāņi” هو المهرجان السنوي الأكثر أهمية في البلاد، وهو مبني على مراسم وثنية قديمة تحتفل بالانقلاب الصيفي ويعتبر من سوء الطالع النوم قبل فجر هذا اليوم.

يتم الاحتفال بهذا المهرجان من خلال إشعال مشاعل ضخمة وتعد أكلات ومشروبات خاصة بهذا الاحتفال أيضًا، ويتضمن أكلات من المطبخ اللاتفي مثل جبنة الكراوية “Ķimeņu siers” ولحم الخنزير والتوت والبطاطس والنقانق، ويعتبر السمك المملح “الرنجة” من الأطباق الشائعة أيضًا، ومن الحلويات المفضلة أيضًا فطيرة التوت الممزوجة بالكريمة الحامضة.

الرياضة في لاتفيا

يساعد الجو في لاتفيا على ممارسة الرياضات الشتوية، مثل التزلج على الجليد والتزلج بالعربات وهوكي الجليد. يُعد وادي قوجة “Gauja” منطقة معروفة بالرياضيات الشتوية، ويعد التجديف بالقوارب في نهر قوجة ونهر آبافا “Abava” من الهوايات الشعبية، كما وتحوي شطآن البلطيق في لاتفيا عددًا من المنتجعات، مما يجعلها مزارًا سياحِيًّا للسياح الأوروبيين في عطلاتهم.

كان أول ظهور لللاتفيين في الألعاب الرياضية في عام (1924م) في الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة شاموني”Chamonix” بفرنسا، ولكن كان هذا الظهور تحت مظلة الإتحاد السوفييتي، فيما تعتبر الألعاب الأولمبية لعام (1992م) هي أول ظهور للاتفيا كدولة مستقلة في الألعاب الأولمبية.
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية رحلتنا في جمهورية لاتفيا، على أمل أن نلتقي بكم في رحلات أخرى، لنتعرف على هذا العالم، في أمان الله.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..