Loading Offers..
100 100 100

تجربتي مع الموت: 7 نصائح لتجاوز صدمة فقد عزيز

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

عندما تصاب بصدمة موت عزيز ستعاني كثيرًا من ألَم شديد في روحك (لن يدركه إلا شخص يعاني مثلك)، ستشعر بهزة عنيفة بداخلك غيّرت عالمك وغيرَّتك أنت نفسك، ستدرك الكثير من المعاني والدروس دفعة واحدة، لا يمكنك شرحها للآخرين هي تجربتك وستخوضها بقوة ورضا وستنجو، ستقتلك الأسئلة التي لن تجد لها إجابات شافية أبدًا، أقسى ما في الأمر أن ذلك الشخص الذي كان ملء عينيك ويديك يشاركك يومياتك حدّ الملل قد اختفى من عالمك؛ لذا ولأنني خضت التجربة قبلك ونجوت، يمكنني سرد بعض النصائح التي ستساعدك على التجاوز

أولًا: عليك إيقاف رأسك عن التفكير قدر الإمكان

رأسك الآن هو عدوك الذي يجب أن تُخرسه، لن يمكنك إقناع عقلك أن هذا الشخص لم يعد هنا وهذه أصعب مرحلة ستمرّ بها، لأن الحرب في عقلك لن تهدأ بسهولة، فسيتمرد ويعلن عصيانه على التصديق، لأنه اعتاد في هذا الزمن الممتلئ بوسائل التواصل وسرعتها أننا يمكننا الوصول لأي شخص، حتى مع الحظر من مواقع التواصل هناك حلول كثيرة لتعود لتتلصص على من تحبّ وتسترق أخباره وصوره وصوته، فكيف تقنعه أنه ما من وسيلة مادية للتواصل أبدًا؟!فتبدأ سلسلة من التساؤلات حول الموت لمحاولة فهمه ولكن إمكانيات عقلك تعجز عن ذلك مما يدخلك في دائرة من الألم، لذا فالخطوة الأولى هي إيقاف هذا الاسترسال من بدايته، ومحاولة الاقتناع بأن هناك وسيلة غيبية سيمنّ الله بها عليك، وهي الأحلام فحاول أن توقف ماكينة عقلك لتنام وتتواصل.

ثانيًا: لا تنعزل انضم لمجموعة تشبهك

لا تخشَ التجمعات فتنعزل ولكن ابقَ مع من تحبهم ولا تخجل منهم إذا هاجمتك نوبة بكاء مفاجئة، انضم إلى مجموعة تشبهك وتحمل نفس حزنك أو شيئًا منه، تشاركك الحزن وتخفف من وطأته عندما تشاركهم تساؤلاتك ومخاوفك ومشاعرك، خاصةً إذا كانوا سبقوك في الألم سيساعدونك على التجاوز ومجرد مشاركة هذه المشاعر سيشعرك بالراحة لبعض الوقت.

ثالثًا: لا يمكنك العودة بالزمن، أوقف إحساسك بالذنب

عقلك الذي اعتاد التسويف وقدرته على تدارك اللحظات الضائعة، كحلم الدراسة القديم والسفر ومعاودة التواصل مع الأصدقاء القدامى، سيصعب عليه تقبل أن الأوان قد فات ولم يعد بإمكانك أبدًا تدارك هذا الأمر وإصلاح الأشياء التي تقض مضجعك التي كان يجب أن تفعلها أو كان عليك ألا تفعلها، وكنت قد أجلّت هذا لأن الشخص موجود إلى جوارك وجودًا كان عقلك يحسبه أبديًّا، الكثير من الأشياء المؤجلة تهاجمك في المساء كآلات حادة.عليك التوقف فورًا لقد انتهى الأمر، وتعلم من هذا درسًا يجعلك تستمتع بمن هم معك الآن قبل فقدهم، ستتعلم أن الموت لا ينتظرنا حتى ننفذ خططنا المؤجلة، ستركض من هذه اللحظة لاهثًا خلف خططك وكل فكرة مجنونة تنبت في رأسك لتلاحق كل شخص تحبُّه بكلمات الحب والتقدير.ستتعلم أن الحياة ليست رواية تقرؤها فعندما تنهيها تتمكن من بدءها من جديد، أو مسلسل تفتقد أبطاله فتعيد مشاهدته، فحتى المقاطع التي سجلتها لحياتك مع ذلك الشخص لن تتمكن من إعادة مشاهدتها لأن أصعب ما ستدركه وقتها أنه لم يعد بإمكانك استعادة هذا الشخص إلا في بعض صور وتسجيلات بعد أن كان ملء حياتك وعينيك روحًا وجسدًا.

رابعًا: تعرّف على نفسك الجديدة

لا تحمل نفسك أكثر من طاقتها لتتصرف بالشكل الذي تعرفه لا تبذل طاقتك في محاولة استعادة نفسك الماضية بميولك وهواياتك وأفكارك، فأنت من اللحظة الأولى لموت شخص تحبه وُلِدَ بداخلك شخص جديد وعليك الآن أن تتعرف عليه، امنح نفسك بعض الوقت لتتشكل من جديد، كن عدَمًا، كن آلة، استسلم للوضع الذي يرضيك، لا تمارس أيّ ضغوط أو التزامات اجتماعية ومناسبات.أنت لست مؤهلا لذلك الآن، مارس عملك لأنك تحتاجه واجعل هذا الالتزام هو الوحيد، لا ترهق نفسك في واجب قراءة يومي مثلًا إن كانت لم تَعُدْ لديها القدرة على امتاعك أو صرفك عن أفكارك وهواجسك، وهذا ينطبق على كل هواية كنت تستمتع بها في السابق، حاول أن تجرب ألوانًا جديدة وهوايات لم تخطر على بالك من قبل ربما تسعدك، اكتشف نفسك.

خامسًا: ابعد عن الحدث بأكبر قدر من الزمن دون أن تفكر

قيل: لكي يلتئم جرحك لا تلمسه. عليك أن تمرر الوقت وتترك نفسك للزمن مستسلمًا، حاول أن تطبق النصيحة السابقة سريعًا لتعرف كيف ستقضي هذا الوقت، يمكنك مشاهدة الكثير من المسلسلات حتى لو تافهة لا يهم الآن استفادتك من هذا الوقت المهم هو أن تبعد أكبر قدر ممكن (بُعدًا زمنيًّا) عن الحدث.

سادسًا: لا تحاسب نفسك إذا تأخرت في التأقلم

ستمضي ستة أشهر وأنت لازلت حزينا ستتعرض للانتقاد، ومحاولات البعض الفاشلة لإخراجك من حزنك وتأنيبك عليه، لا تهتم بكل ذلك، لن يفهمك إلا شخص تألم مثلك، فحتى الأخوة يفقدون ذات الأم والأب وتتباين مشاعرهم فلا تهتم بنصائح الأصدقاء ستة أشهر أو سنة ليست مدة طويلة، استمر في تمضية الوقت دون تفكير ولا تأنيب مع محاولاتك أن تعرف نفسك الجديدة.

سابعا: تعلم الآن فكرة التعايش

تماما كجائحة، تبدأها بالعزلة ومحاولة تمضية الوقت حتى ينتهي الكابوس حتى تصل في النهاية إلى حقيقة أن الحزن لا ينتهي، تماما كالفيروسات التي تملأ الهواء حولنا ولكن الناجي الوحيد من المأساة هو من يتعلم كيف يتعايش مع الأذى المحتمل دون أن يخترقه، بل يجعله باقيًا في الخارج في خلفية حياته التي تسير رغم كل شيء، ستعرف الآن أنه يمكنك الضَّحِك واللعب ومعرفة أشخاص جدد وتمضية أوقات لن نقول سعيدة فأنت الآن فاقد لهذه الحاسة ولكن على الأقل تشعر أنك نسيت حزنك لبعض الوقت.إذن يمكنك العيش أوقاتًا دون أن يجثم الحزن على صدرك ودون أن تدخل في نوبة بكاء عندها، أو أن تشعر بغصّة في الحلق، ستعلم أنك تقترب من النجاة وستبدأ في تعلم كيفية التوازن في حياتك، كالتزلج على الماء ستقع مرة لتشعر بالغرق، ثم تعود مرة أخرى لتوازن جسمك وتبحر باستمتاع.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..