Loading Offers..
100 100 100

أول، وأشهر صورة “سيلفي” في التاريخ: الصور الذاتية بين هوس التجميل، وانعدام الثقة بالنفس  

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

السيلفي – Selfie، أو الصورة الذاتية: هي الصورة التي يقوم الشخص بالتقاطها لنفسه، أو تقوم مجموعة من الأشخاص بالتجمع في صورة واحدة يلتقطها أحدهم دون التضحية بوقوفه خلف الكاميرا. وقد زادت شعبية الصور الذاتية في السنوات الماضية، مع ظهور تطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة مثل: إنستجرام، سناب شات، وغيرها من التطبيقات التي تهتم بالتقاط الصور، ونشرها، لكن تاريخ الصور الذاتية يعود إلى أبعد من ذلك.

أول صورة سيلفي في التاريخ

التقط أول صورة ذاتية في التاريخ، الأمريكي روبرت كورنليوس عام (1839م) ميلاديًّا، وقد كان محبًّا للتصوير فقام بالضغط على زر الكاميرا، ثم ركض مسرعًا إلى داخل إطار التصوير ليتم التقاط الصورة له. وفي عام (1966م) ميلاديًّا قام رائد الفضاء باز ألدرين بالتقاط أول صورة ذاتية في الفضاء، وذلك أثناء وجوده في مهمة (جوزاء 12) التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية.وبالرغم من قِدَم أول صورة ذاتية، إلا أن كلمة "سيلفي" لم تكن كلمة رسمية، ولم تنل الصور الذاتية انتشارًا واسعًا إلا في عام (2002م) ميلاديًّا، وقد كان ذلك بعد التقاط رجل أسترالي صورة له في عيد ميلاده بالخطأ، وقد نشر الصورة قائلًا: "معذرة إن الصورة قريبة جدًّا، ولكنها سيلفي"، بعد ذلك تم استخدام الكلمة والتعامل بها في المنتدى الإلكتروني الأسترالي (ABC Online) عام (2002م) ميلاديًّا، وقد تم اعتماد الكلمة رسميًّا في قاموس أكسفورد عام (2013م) ميلاديًّا.

أشهر صورة ذاتية، والأكثر إعجابًا

في حفل الأوسكار عام (2014م) ميلاديًّا، قامت إلين ديجينيرس مقدمة الحفل، بدعوة مجموعة من الفنانين لأخذ صورة ذاتية معها، قام بالتقاط الصورة الممثل والمخرج برادلي كوبر، وضمت الصورة بعض الممثلين ومنهم: ميريل ستريب، وأنجلينا جولي، وبراد بيت، وجوليا روبرتس، وجينيفر لورانس، بالإضافة إلى إلين.. تصدرت الصورة موقع تويتر حيث حصدت أكثر من (2) مليون إعجابًا، وقام بنشر الصورة أكثر من (3) مليون مستخدم وإلى الآن تُعَدّ هذه الصورة الأشهر على الإطلاق.

جراحات تجميل "السيلفي"، وانعدام الثقة بالنفس

فيما مضى كان يلجأ البعض للجراحات التجميلية لإخفاء عيوب الوجه وعلامات تقدم السن، ويستعينون في ذلك بصور للمشاهير كي تكون مصدرًا للإلهام، لكن الآن ووفقًا لتصريحات الأطباء في الجراحة والتجميل، أصبح مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مهووسون بفكرة التجميل، فيأتون للعيادات حاملين صورهم الخاصة المُعدلة ببرامج وتطبيقات الصور المختلفة والفلاتر، ويطلبون أن يصبحوا في الحقيقة مثل صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي.فقد لاحظ الطب التجميلي زيادة ملحوظة في جراحات إعادة بناء الأنسجة، وأظهرت النتائج التي أجرتها الأكاديمية الأمريكية لتجميل الوجه أن شخصًا من بين كل ثلاثة أشخاص كان لديهم الرغبة في إجراء عمليات تجميلية وخصوصًا بالأنف التي زادت نسبة عملياتها (10%) في عامي (2012م)، و(2013م) ميلاديًّا. علمًا بأن عدد الخاضعين للدراسة هو (2700) شخص.في استطلاع أمريكي حديث بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، تبين أن الأشخاص الذين يقومون بنشر صور السيلفي لأنفسهم، عادة ما يكرهون أن ينشر أصدقاؤهم هذه الصور، بل وإنهم يعتقدون أنهم يبدون في أسوأ حال.على جانب آخر فقد صرحت غوغل أن أجهزتها التي تعمل بنظام أندرويد، تلتقط حوالي (93) مليون صورة شخصية في اليوم. فيمكننا أن نقول أن التقاط الصور أصبح عادة يومية لدى أغلب الأشخاص، ولكن الأبحاث التي قد تناولت هذا الموضوع أشارت إلى خطورة السيلفي على الصحة النفسية، فهناك العديد من الأبحاث التي تثبت وجود صلة وطيدة بين كثرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ونمو المشاعر السلبية، لكن على وجه خاص فإن التقاط السيلفي بغرض التواجد على مواقع التواصل الاجتماعي شكل خطورة على ثقة الأفراد بأنفسهم، وخصوصًا النساء.تطوعت مجموعة مكونة من (113) امرأة كندية تتراوح أعمارهن بين (16) و(29) عامًا لإجراء تجربة توضح أثر السيلفي على مشاعرهن، حيث تم منح كل منهن جهاز (iPad) وطُلب من بعض النساء أخذ صورة شخصية واحدة ونشرها على حسابهن في وسائل التواصل الاجتماعي مثل (Facebook) أو (Instagram). تم إخبار البعض الآخر بنشر صورة ذاتية على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن تم السماح لهم بالتقاط عدة لقطات وتم تحرير الصور المفضلة من بينهم وتحسينها بواسطة تطبيقات خاصة قبل نشرها.قبل وبعد التجربة، تم تقييم النساء حسب مزاجهن وكيف شعرن عن أنفسهن، وأتمن العديد من اختبارات التقييم. كما هو متوقع، كانت النتائج كالتالي:
  1.  النساء اللواتي استطعن التقاط ونشر صورة شخصية واحدة فقط دون إجراء أي تعديل شهدن انخفاضًا كبيرًا في الثقة بالنفس، وفي اعتقادهن أنهن يتمتعن بالجاذبية، ورصدت التجربة زيادة كبيرة في القلق لديهن.
  2.  كان الباحثون متشوقين لمعرفة ما إذا كانت القدرة على اختيار صورة مفضلة، ثم تنقيحها وتعديلها لجعلها أفضل ستساعد النساء على الشعور بتحسن. ولكن لا، فالنساء اللاتي استطعن اختيار صورهن الشخصية ثم تحسينها واجهن زيادة في القلق وانخفاض في الشعور بالجاذبية مثل أولئك اللاتي لم يكن لديهن سوى صورة واحدة لم يتم تنقيحها.
  3. من المثير للاهتمام، أن المجموعة التي نشرت الصور الشخصية التي تم تنقيحها قد تعرضت لفقدان في الثقة بالنفس أقل من المجموعة التي نشرت صورها دون أيّ تعديل.
  4. لاحظ الباحثون أنه لم يكن هناك أيّ تأثير نفسي إيجابي على الإطلاق لنشر صور السيلفي، حتى تلك التي تم اختيارها بعناية وتعديلها.
أيْ: إن التجربة استخلصت أن كل تلك الصور الشخصية التي تلتقطها، حتى تلك التي تأخذها وتقوم بالتعديل عليها لتكون في أفضل صورة ممكنة، وتضيف الفلاتر والتحسينات لجعلها تبدو رائعة، أفضل ما يمكنك أن تأمل فيه هو أنها ستزيد من قلقك وتجعلك تشعر بانعدام الثقة بنفسك. لأنها في النهاية لا تعبر عن حقيقتك الكاملة.ولكن السؤال هنا:
إن كان التقاط الصور الذاتية يجعلك تشعر بالسوء، فلماذا لا زلت تلتقطها كل يوم؟
قد يكون من الهام لك أن توّثق لحظة، أو حالة تمر بها، لكن يجب عليك الحرص على ألا تُدْمن التقاط الصور الذاتية، فصحتك النفسية ورضاك عن نفسك هما ثروتك الأولى.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..