Loading Offers..
100 100 100

كيف ينقذنا الألم ويحافظ على حياتنا؟ معاناة الأشخاص الذين لا يشعرون بالألم!

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

رغم وجود العديد من البشر الذين يعانون من آلام مصاحبة وناجمة عن أمراضٍ مختلفة، ويتمنون لو تزول إلى الأبد، هناك أشخاص آخرون لا يشعرون بأي ألمٍ على الإطلاق، الأمر الذي حوّل حياتهم إلى سلسلةٍ مستمرة من الكوارث، والحوادث المميتة. في نهاية هذا المقال سوف تدرك أن الألم نعمة كبيرة، وزواله ربما يكون مؤشرًا خطيرًا.

عدم الحساسية الخلقية للألم مع عدم التعرق

في عام (1932م) ميلاديًّا قام الطبيب (جورج ديربورن) بتسجيل أول حالة، لرجل يُدعى (براغ بوهيمي) يناهز عمره (54) عامًّا، مريض بطفرة وراثية نادرة، أُطلق عليها فيما بعد (بعدم الحساسية الخلقية للألم مع عدم التعرق) حيث يفقد الشخص المُصاب بها القدرة على الإحساس بالبرودة أو الحرارة. كما يحدث تثبيطًا هائلًا في الغدد العرقية، فلا يقوم الشخص المصاب بإفراز أيّ عرق، ويجعله ذلك يواجه صعوبة في تنظيم درجة حرارة الجسم.قام الدكتور ديربورن بتسجيل قصة حياة هذا الرجل مع الإصابات المتكررة التي تعرض لها منذ صغره، في غياب وجود أي آثار للألم عليه. فمثلًا عندما كان في السابعة تقريبًا من عمره تعرض لحادث نتج عنه جرح عميق وقام معالجه في ذلك الوقت بتطبيق صبغة اليود عليه فلم يلاحظ أيّ استجابة من الطفل للألم الناتج عن ذلك.وفي نفس العام أصاب (براغ) أحد عظامه وقام طبيبه بتقطيب الجرح الظاهر خارجيًّا، ووقتها لم يشعر (براغ) بأيّ ألم أيضًا، استمر (ديربورن) في الحفر داخل ذاكرة (براغ بوهيمي)، ولم يتذكر (براغ) شعوره بالألم في أيّ من مراحل حياته، باستثناء الصداع الذي كان يلازمه طويلًا، وحدوث تشويش للرؤية عند إصاباته السابق ذكرها.

ضرورة الألم في الحفاظ على حياتنا

الألم يُعّد مؤشرًا يخبرنا بحالة أجسادنا، وما تحتاجه. فمثلًا عندما تعاني من ألمٍ في الأسنان، فذلك تنبيه لك يجعلك تتبين إلى وجود مشكلة بأسنانك يجب حلها، وبالتالي تلجأ أنت إلى طبيب الأسنان عند زيادة الألم، لإصلاح المشكلة على الفور.. بالتالي فإن الألم وسيلة هامة للبقاء، والحفاظ على الحياة..  لكن ماذا سوف يحدث عندما يتوقف هذا المؤشر عن العمل؟

معاناة بعض الأشخاص المصابين بعدم الحساسية للألم

من بين كل 125 مليون شخصٍ على وجه الأرض، توجد حالة واحدة لشخص مُصاب بطفرة عدم الحساسية الخلقية للألم. ومن الشائع أن تكون حياة هؤلاء الناس قصيرة، نتيجة للمخاطر التي يتعرضون لها نتيجة لغياب الإحساس بالألم… فعلى سبيل المثال:هناك سيدة تُدعى (جو كاميرون) تبلغ من العمر سبعة وستين عامًا، أثناء تعاملها مع الفرن الحراري، قامت بحرق يدها دون أن تشعر، ولم تنتبه سوى بعد أن قامت بشم رائحة الجلد المحروق بيدها.. دخلت (جو) المشفى، وقام الأطباء بإجراء عملية جراحية لها، وأخبروها أنها سوف تعاني من آلام شديدة بعد تلك العملية، لكن المفاجئ هو عدم إحساس (جو) بأي آلام على الإطلاق، وعند إجراء عملية أخرى، لم يقم الأطباء بتخدير (جو) وتأكدوا من أنها حقًّا لا تشعر بأية آلام.وبعد إجراء بضع دراساتٍ عليها، اتضح لهم أن (جو كاميرون) واحدة من القلائل الذين يعانون من عدم الحساسية الخلقية للألم، وقد عاشت حياة طويلة وهي تحمل تلك الطفرة الوراثية النادرة.أما (ستيفان بيتس) البالغ من العمر (23) عامًا، فقد تم تشخيصه في سنّ الخامسة، بعد أن وقع من فوق الدَّرَج وكُسر ساقه، لكنه استمر في الحركة والوقوف عليها، لأنه لم يشعر بأي ألم عقب سقوطه، مما زاد من مضاعفات إصابته. وقد كان في صغره ومراهقته يُصاب بالعديد من الجروح والكدمات التي لا يعرف مصدرها، ولا ينتبه لها إلا بعد فترة من الوقت بالصدفة.وفي باكستان كانت هناك شاب أدى جهله بحالته النادرة إلى وفاته. فبعد أن تيقّن من عدم قدرته على الإحساس بالألم، بدأ في الدخول إلى مسابقات المشي على الجمر، والمغامرات التي تغالبها الخطورة، وقد اشترك في نشاطات عنيفة مثل غرس السكاكين والدبابيس في جسده، وانتهى الأمر به عندما قفز من فوق أحد المباني العالية ظنًّا منه أن أقصى ما سيصيبه بضعة كسور وشروخ سطحية، لكنه لقي حتفه في الحال.هناك العديد من الحالات الأخرى التي تتشابه في حملها للطفرة الوراثية، وكذلك في إصاباتها المتكررة، ربما لن تعرف عنهم أبدًا لأنهم يلقون حتفهم نتيجة للأمراض الكامنة التي لا يتعرفون عليها، وتودي بحياتهم، أو الحوادث التي لا يشعرون بمدى خطورتها إلا بعد فوات الأوان..عند اكتشاف تلك الحالات تحمست المعامل العلمية، وقام العلماء بإجراء الأبحاث اللازمة لعزل الجين المسئول عن عدم الحساسية الخلقية للألم، وبالفعل قد تمكنوا من ذلك، وتأمل شركات الأدوية وروّاد المجال الطبي أن يتم تسخير تلك الطفرة الوراثية في تطوير آلية آمنة لتسكين الآلام، واستبدالها بالمُسكنات الحالية التي تسبب أضرارًا جانبية على المدى البعيد.مَن منّا لا يكره الألم، ويلعنه؟ لكن رُبّ ضارة نافعة، فالألم نعمة كبيرة، وغيابه هو اللعنة الحقيقية، إن تساءلت يومًا لماذا نتألم وكيف؟ أنت الآن تعرف أن الألم أحيانًا يعني حياة.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..