Loading Offers..
100 100 100

ملخص كتاب “كيف تحاور؟” للدكتور طارق الحبيب

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

كي تتقن فنّ الحوار عليك بمطالعة الكثير من الكتب وقراءة المزيد من المقالات، فلعل ما انتفع به غيرك من طريقة لتحسين مهارة الحوار لم يُجْدِ معك؛ لذا لا تتوقف عن متابعة الجديد في الساحة، فالحوار فنّ يحتاجه الجميع ولا يقتصر على فئة بعينها. وفي هذه المقالة أحببت مشاركتكم بملخص سريع مفيد لكتاب “كيف تحاور؟” للدكتور طارق الحبيب، علَّه يحقق لكم بعض الفائدة في هذا المجال.

استهل الدكتور طارق كتابه في الحديث عن الحوار والجدل والمناظرة، فبيّن أن الحوار والجدل يلتقيان في وصف كل منهما بأنه مناقشة بين اثنين، لكن ثمة اختلاف بينهما، وهو أن الجدل يتصل في الأغلب بالخصومة والتشبث بالرأي، أما الحوار فهو حديث يجري بين طرفين ليس بينهما في معظم الحالات خصومة، إنما للوصول إلى أمر ما أو إثبات حقيقة معينة، أما المناظرة فتكاد تكون أقرب إلى معنى الحوار منها إلى الجدل.

ثم انتقل بعد ذلك إلى تفصيل آداب الحوار وبيّن أن في تعلمها ضرورة ملحة وحاجة أساسية في تشكيل أفكار أفراد المجتمع وسلوكهم، ودعا إلى تضمين ذلك في المناهج الدراسية؛ لينشأ عليها الطالب منذ نعومة أظفاره، وقد نبه إلى ضرورة التماس الحق فليس الغاية هي إثبات الرأي إنما هو بلوغ الحق.

ولأجل ذلك وضح الدكتور طارق أن على المرء سؤالَ نفسه -قبل وُلوجِه إلى أي حوار- سؤالين اثنين:

  • هل النية خالصة لله ومتجردة؟
  • هل هناك فائدة من إجراء الحوار ؟

فإن كانت الإجابة بنعم، فليبدأ وإلا فلا داعي، استشهادًا بنصيحة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر الغفاري: (عليك بطُول الصمت فإنه مَطْرَدة للشيطان وعون لك على أمر دينك) ثم ذكر أن الاختلاف في الآراء هو من طبيعة البشر التي فطر الله الناس عليها، وأنه لا يفسد للودّ أيّ قضية.

وسأذكر هنا جملة من آداب الحوار التي بيَّنها في نقاط:

1. أهمية إتقان الحديث وحسن البيان، من خلال تبسيط الأفكار وتسلسلها ووضوحها، وأن يكون وسطًا بين الإسراع والبطء في طرح ما يودّ قوله.

2. مراعاة ظرف ووقت بدء الحوار، فلا يبدأ بحوار يعتقد طوله ولا يوجد متسع من الوقت، سواء موعد صلاة أو قبيل طعام، فهذا من شأنه عدم وصول الفكرة بالشكل المطلوب، أو انقطاعها في موضع يحتاج إلى توضيح.

3. عدم الاستئثار بالحديث، والاستماع للمحاور بكامل حواسك، وأن يكون ذهنك صافيًا متفرغًا للإنصات لا منشغلًا بتحضير الجواب، أو يبدو عليك شدة انتظار انتهاء صاحبك لتباشره بالرد.

4. ترك المجال للطرف المقابل في البدء بالحوار، حتى تستطيع معرفة أسلوبه وشخصيته، وتركه ليعرض فكرته بالكيفية التي شاء، فهذا يساعد في إدراك ما لا يمكن إدراكه.

5. البدء بنقاط الاتفاق والمسلمات التي لا يختلف عليها اثنان، وتأكيدها بين حين وآخر لأن في ذلك مدعاة لكسب التأييد في النهاية والاقتناع بعد ما كان من إنكار.

6. إضافة بعض الأمثلة والطرف، فهما يخفِّفان من حدّة الحديث إضافة إلى تثبيتها للفكرة عندما يفتقد السامع تركيزه، كما أنها في بعض الأحيان تزيل أثر كلمة جارحة زلت بها لسانك.

7. قبل البدء بالحوار الحرص على معرفة اسم من تحاور ودرجته العلمية أو لقبه، فذلك أدعى لانفراج صدره ومبادلة المحبة بينكما.

8. الابتعاد عن كل لفظ يوحي بالعجب أو الغرور ومن ذلك الإكثار من التحدث بضمير أنا، فإن ذلك يؤدي إلى نُفْرة قلب محاورك وكراهيته لمجالستك.

9. تدعيم ما تقول بالأدلة والبرهان، والانتباه لنقل معلومة من دون تثبّت، لتجنّب انقلاب الحوار إلى تقييم الضعف في الدليل بدل مناقشة الفكرة نفسها.

10. الأمانة في نقل النصوص، وعدم تحميل الفكرة أكثر من ما تحتمل، أو استخدام التورية والألفاظ الضبابية، فإن في ذلك احترامًا لنفسك وزيادة ثقة الحاضرين بك.

11. الاعتراف بالخطأ إن أخطأت، وقول لا أدري إن جهلت، وطلب توضيح ما أشكل، فإن ذلك من الشجاعة وقوة النفس، حتى لو حاول المحاور أن يتصيد لك هذه السقطات، فإن الناس سيقفون معك لا معه.

12. تحديد الهدف من الحوار في البداية وقواعد الجلسة، ولا تكثر من الاستطراد؛ فإن في ذلك ضياعًا للوقت والجهد من غير طائل وعدم بلوغ الغاية التي من أجلها عقد المجلس والحوار.

13. الإحاطة بكل ما يتعلق بالفكرة والعلم بدقائق الأمور ما استطعت إلى ذلك سبيلًا؛ فإن ذلك يساعد على تسلسل الأفكار وقوة حججك وأدلتك.

14. الإنصاف والعدل والتحلي بالموضوعية، فهذا أدعى لأن يحترمك محاورك، وربما يحذو حَذْوك في ذلك فيصبح الحوار علميًّا ومنطقيًّا أكثر.

15. عند وصول الحوار إلى جدل عقيم، أو محاور لا تنفع معه الحجة والدليل، أو أن الظرف الحالي غير مناسب لتكملة الحوار، أو أن قواعد الحوار بدأت تأخذ منحى آخر، عندها لا بد من إنهاء الحوار بطريقة مهذبة لطيفة.

وختاما، فإن الدكتور طارق أشار إلى إحدى الطرق في نهاية كتابه لإتقان فنّ الحوار، والتي أسماها بالوصفة الذهبية، وهي نقلًا عن تجربة أحد أصدقائه الذي زاره بعد فترة فوجد عنده تقدُّمًا وتميزًا في أسلوب حواره، فسأله عن السر فأجاب : إنه يسجل حواراته مع الناس بمسجل صغير يحمله في جيبه، وعند خلوته مع نفسه يستمع لحواره ويقيمه بناءً على ما قرأ من كتب فن الحوار، فيراقب طبقات صوته، كثرة وقلة كلامه وهكذا.. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..