لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
“الزواج السعيد يهب المرء أجنحة يحلق بها في السماء. أما الزواج التعيس، فليس فيه إلا قيود وسلاسل“. بيتشر. نعم حين تحسن اختيار شريكك في الحياة ستجد السعادة والنعيم والراحة، فالزواج ليس رحلة مؤقتة وليس أمرًا مشروطًا ولكنه رحلة عمر، شراكة دائمة نجاحها يعني نجاح المجتمع كله، وما ينتج عنها من أطفال أسوياء يعني أن المستقبل بالتأكيد سيكون أفضل وأجمل.
للأسف، تشهد المرحلة الحالية تزايدًا كبيرًا في معدلات الطلاق، فقد شهدت مصر على سبيل المثال تزايدًا كبيرًا في مُعدَّلات الطلاق على حسب إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وقد بلغت حالات الطلاق عام (2017م) حوالي (198) ألف حالة، وبهذا تعتبر مصر الأولى عربيًّا وعالميًّا في حالات الطلاق، وهو أمر يجب أن ننظر فيه بتمعن وأن نهتم بدراسته وعلاجه لأنه يهدد المجتمع واستقراره ككل.
ولكن حين ننظر إلى العديد من حالات الطلاق التي تحدث بشكل يومي سواء في مصر أو في العالم العربي، أو حتى في العالم كله سنجد أن الطلاق مرهون بأمرين؛ الأول: هو الاختيار الخاطئ، وهذا الاختيار ينبع من فهمنا المغلوط عن الزواج والمسؤوليات التي تأتي معه، وقد يكون السبب كذلك الصورة الوردية التي ترسمها الدراما وبالطبع تكون مختلفة تمامًا عن الواقع بكل مشكلاته وأعبائه.
أما الأمر الثاني: فهو انعدام لغة الحوار بين طرفي العلاقة، وكأن كل فرد يعيش في عالمه وحده، لا يهمه شريكه ولا يكترث له، وبالطبع لا يمكن أبدًا لأيّ علاقة زواج أن تستقيم إن كان كلا طرفيها في اتجاهين مختلفين.
اليوم لن نتحدث عن مسببات الطلاق أو كيفية الوقاية منه، سنوجه حديثنا لكل زوج وزوجة يريدان الحفاظ على حياة زوجية سعيدة، على زواج ناجح ومنزل سعيد، سنعطيكم أهم (10) مفاتيح يمكنها أن تضمن لكم النجاح والاستمرار والمحبة.
10 مفاتيح لزواج ناجح وأسرة سعيدة
1.الاحترام
الاحترام من الأمور التي يجب ألا نتغاضى عنها في العلاقات بشكل عام، وفي العلاقة الزوجية بشكل خاص، ولا أقصد هنا بالاحترام عدم توجيه الإهانات إلى الشريك ولكن أقصد احترام الآخر بشكل عام، احترام خصوصيته واحترام مشاعره واحترام الثقافة والبيئة التي خرج منها، حين نعي أننا مختلفون وأن لكل منا طبيعته الخاصة، سنوفر على أنفسنا الكثير من المتاعب والطاقة المهدرة.
وكما قال أنيس المقدسي: “إن الأمم الراقية لم ترتفع إلا بالعمل وبالاحترام بما يعمله أفرادها” والزواج هنا مثل أمة صغيرة لا يمكن أن ترتفع وترتقي أيضًا إلا بالاحترام والعمل.
2.التقدير
قد يختلط عليك الأمر في الخلط بين الاحترام والتقدير، ولكن التقدير الذي أقصده هنا هو تقدير ما يقوم به كل طرف من أجل الطرف الآخر، على الزوج أن يقدر ما تتكبده زوجته من متاعب في المنزل ومع الأطفال، وأن يقدر ما تبذله من جهد لكي تعد له المنزل لاستقباله والطعام الذي يحب وتحافظ على كل شيء معًا. وإن كانت الزوجة عاملة يجب أن يقدر الزوج ما تقدمه وما تسهم به في المنزل مهما كان بسيطًا.
وعلى الزوجة أيضًا أن تقدر ما يبذله زوجها من أعمال داخل وخارج المنزل، وكيف أن هذا المنزل قائم على مجهودات هذا الرجل إلى جانب ما تبذله هي بالطبع. التقدير مهم للجميع وفي كافة العلاقات، والتقدير يعطي الشخص حافزًا كبيرًا للعمل والاستمرار في العطاء بجودة وكفاءة أكبر. وتذكر دائمًا أن قِلّة التقدير قد تكون سببًا قويًا في خسارة هذه العلاقة التي تسعى للنجاح فيها، فكما قال فيكتور هوغو: “الابتعاد مؤلم، لكنه أفضل من قرب بلا تقدير”.
3.الرحمة
الرحمة شعور أعمق من الحب، وفيها العديد من المعاني الجميلة مثل: التضحية، وإنكار الذات، والتسامح، والعطف، والعفو، والكرم. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”. لا يمكن أبدًا أن تشعر أنك في علاقة سوية إن كان شريكك قاسيًا، لا يرحمك في تصرفاته أو انتقاداته أو حتى متطلباته، الرحمة دائمًا تفوز، وكلنا نحتاج إلى هذه الأمور في علاقاتنا.
4.الصبر
يجب أن تعي أنك أنت وزوجتك/زوجك شخصان مختلفان، لكل منكما طباع وطريقة وأسلوب مختلف، لذا تحتاجان إلى الوقت لكي تمتزجا سويًا وتخلقا لغة الحوار الأنسب لكما، وبالطبع هذا الوقت يحتاج إلى الصبر، وتذكر أنك في مواجهة شرسة مثلما قال تولستوي: “أقوى المحاربين هما الوقت والصبر”؛ لذا لا تتعجل الأمور وتحلّى بالكثير من الصبر.
5.الحنان
الحياة أصبحت شديدة الصعوبة والجفاء، نَدُور جميعًا في دائرة لا تنتهي من المتاعب والمصاعب والأعمال، وبالتالي في نهاية اليوم حين نذهب إلى منازلنا لا ننتظر ولا نبحث إلا عن الحنان، هذا الحنان الذي يحتوينا ويأخذنا من قسوة العالم إلى عالم الراحة والحب والاطمئنان.
قد يعجبك أيضا:
7 أشياء أتمنى أن يفهمها الناس قبل الزواج
7 كذبات عن الزواج تعرفوا عليها
تخطي صعوبات السنة الأولى من الزواج .. الأخطاء والمشكلات
6.المساحة
لا يعني أنك شريكة/ شريك حياة أنك لا بد أن تكوني ملتصقة بزوجك طوال الوقت، وهو كذلك لا بد ألا يلتصق بك طوال الوقت، كلٌّ منكما بحاجة إلى مساحته الخاصة، إلى خصوصيته وإلى البقاء وحده ولو لوقت قصير، خاصة في بداية الزواج، لا أقصد هنا أن ينام كلٌّ منكما في غرفة مستقلة أو أن يترك أحدكما المنزل للآخر، ولكن أقصد أن تتركوا المجال لبعض الحرية للتنفس.
7.الاختلاف
من الطبيعي أن كل الأشخاص في هذا العالم مختلفون، وبالتالي لا تتوقع أن تكون زوجتك/ زوجك نسخة منك، فحتى أنت وأشقاؤك تختلفون وينتهي الأمر وتعودون كما كنتم، وبالتالي الاختلاف طبيعي في العلاقات، ولكن الأهم من الاختلاف هو ما يحدث بعده، فكما قال الدالاي لاما: “السلام لا يعني غياب الصراعات، فالاختلاف سيستمر دائمًا في الوجود، السلام يعني أن نحل هذه الاختلافات بوسائل سلمية عن طريق الحوار، التعليم، المعرفة، والطرق الإنسانية”
8.المشاركة
أنت شريك/ شريكة حياة، وبالتالي أنت في شراكة، مما يعني أن حياتك لم تَعُد ملكك وحدك، بل هناك من يشاركك فيها، وبالتالي أيّ قرار تتخذه مهما كان صغيرًا وبسيطًا سيؤثر على شريكك، حتى لو كان هذا الاختيار بين “الكوسة والفاصولياء” لا بد أن تجعل شريكك جزءًا من هذا القرار وهذا الاختيار.
9.التغافل
يقول شكسبير: “التدقيق في أتفه التصرفات قد يهوي بك إلى الجنون؛ لذا تغافل مرة وتغابى مرتين” نعم في الزواج والعلاقات كلها يجب أن تتغافل، خاصة إن كنت تحب، فلا بد أن يقوم الشخص بأمورٍ مستفزة بالنسبة لك، وأنت كذلك تقوم بأمور مستفزة بالنسبة له؛ لذا لا بد أن يتغافل كلاكما، وأن تستمر الحياة وألا تتوقف عند كل هفوة صغيرة يمكن أن تمر دون أن تسبب أضرارًا.
10.الذكاء
وتحديدًا الذكاء العاطفي الذي إن غاب بين الزوجين تحولت الحياة إلى كتلة من البرود والتبلد العاطفي والجسدي، وبالتالي يجب أن يهتم كل طرف من أطراف العلاقة بفَهْم وقراءة مشاعر نفسه ومشاعر شريكه والتعامل الإيجابي معها، ولن يحدث هذا إلا بالحوار الصريح المتفاهم الذي يخبر كل طرف فيه الآخر عن حقيقة مشاعره وما يرضيه وما يؤذيه.
أخيرًا.. يجب أن تعي أن العلاقة الزوجية لا يمكن أن تكون ممتعة وسعيدة إن كانت تفتقر إلى الصداقة، لذا تعلّموا أن تبنوا صداقة قوية بينكما، وستفوزان بزواج قوي وناجح ومتفاهم، وتتوافر فيه المفاتيح العشرة.