Loading Offers..
100 100 100

لا تعش حياتك على فترات متلاحقة: سأخبرك كيف تستمتع بكل مرحلة

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

حياتك ليست فترات، بل هي سلسلة متصلة، كل سنة متصلة بما سبقها من سنوات وبما سيليها من سنوات أخرى، يجب أن تتعامل مع حياتك من خلال اللحظة الحالية، تتعلم من الماضي وتخطط لمستقبل من خلال اللحظة الحالية، لا تنتظر انتهاء سنة لكي تتحسن حياتك، لا تنتظر انتهاء فترة لكي تفعل شيئًا طالما حلمت به.

هذا لن يحدث وقد تنتظر سنوات وسنوات دون أي تغيير فعلي، وأنت بهذا تعلن أنك لست القائد الفعلي لحياتك، بل إن تيار الحياة يدفعك في الاتجاه الذي يريده هو. نعم هناك بعض السنوات التي قد تؤثر على حياتك مثل الثانوية لكن الحياة لا تقف هناك، سوف تتفاجأ بعدد الناس الذين يغيِّرون حياتهم المهنية بعد الكلية، فهذا طبيب أصبح أديبًا وذلك مهندس أصبح يمتلك عمله الخاص البعيد تمام البعد عن الهندسة وآخر تخرَّج من كلية تجارة وأصبح مصممًا بارعًا ومثلهم كثيرون.

هذه ليست دعوة لعدم الاهتمام بفترة الثانوية أو إهمال أي فترة، بالعكس فهي دعوة للاهتمام بحياتك كسلسلة متصلة، أن تعيش حياتك كما تريد وأن تطورها أو تغيرها بالشكل الذي يلائم شخصيتك وأنك إذا عشت حياتك على فترات أن تنتظر هذه الفترة وتلك الفترة أن تنتهي سوف تستيقظ في يوم لتكتشف أن حياتك انتهت دون أن تعيش يومًا واحدًا كما تريد.

فمثلا فترة الثانوية أرى أنها مهمة جدًّا وسوف تؤثر على مستقبلك ويجب الاهتمام بها، لكنها حلقة في سلسلة حياتك، لا تتعامل معها على أنها فترة وسوف ترتاح طول حياتك بعدها، فهذا لن يحدث يا صديقي لا في فترة الثانوية ولا في أيّ فترة أخرى. حياتك سلسلة من اختياراتك ومدى جدك وتعبك، لا يوجد تعب دائم ولا راحة دائمة ولا فترة سيئة سوف تنتهى من تلقاء نفسها. هذا عن الثانوية لكنه ينطبق أيضًا على كل شيء فعندما تقابلك مشاكل في فترة الخطوبة لا تنتظر الزواج على أمل أن الزواج بشكل سحري سوف يحل مشاكلك وإذا واجهتك مشكلة أثناء السنوات الأولى للزواج لا تنتظر أول مولود لعل المشاكل تهدأ.

وهنا وفى الحالات المشابهة يجب أن تسأل نفسك سؤال: هل هي حقًّا فترة سيئة؟ أم هي حياة سيئة يجب علي تحسينها بأي شكل؟ هذا السؤال هو سبب كتابتي لهذا المقال في المقام الأول، فأنا كنت أفكر هكذا لفترة طويلة من حياتي لكني خلال حديث مع أحد الأصدقاء في أحد الأيام سألت نفسي هذا السؤال: هل حقًّا أنا في فترة سيئة أم أن حياتي بشكلها الحالي هي التي يجب أن تتغير؟ وتوصلت إلى إجابة حاولت الهروب منها كثيرًا، أنا من يجب عليه التغيير أو بمعنى أدقّ تطوير ذاتي، إيقاف بعض العادات التي أراها مضيعة للوقت ومضرّة، العودة لعادات قديمة مثل القراءة والالتزام بعادات أخرى جديدة مثل: الكتابة والرياضة. الإيمان بفكرة الفترات يجعلنا نهرب من مسئوليتنا في تحسين وتطوير حياتنا.

التسويف: أخطر أدوات قتل الأحلام والطموح.. تعرف عليه

تغلب على التسويف لتحقق أهدافك

عقبة التسويف: عندما تخاف من بدء التدوين المستقل

لا تنتظر (الشيء) الذي سوف ينهي فترتك السيئة

“هذه فترة سيئة لكني على يقين أنها سوف تنتهى قريبا” (ما الذي سوف تفعله لكى تنتهى؟) “لن أفعل شيئًا، لا يوجد في يدي شيء لكني على يقين أنها سوف تنتهي وكل شيء سوف يتحسن “الحوار السابق هو حوار تخيلي لكنك سوف تُفاجأ أنه يحدث كثيرًا جدًّا من العديد في مختلف الفترات.

البعض ينتظر حدوث (شيء ما) لكي تتحسن حياته أو تنتهي فترة يعتقد أنها سيئة، هذا الشيء المنتظر لا يعرف طبيعته فقد يكون شخصًا يدخل حياته أو عملًا جديدًا أو صدفة ما تغيّر حياته للأفضل، للأسف سوف ينتظر حياته بالكامل لحدوث هذا الشيء وسوف تنتهي حياته دون حدوث أي شيء.

أنت مسئول عن تغيير ما تريده في حياتك وعن نهاية أيّ فترة تريد حتى ولو لم تكن مسئولًا عن الظروف المحيطة بك، بل إنه في أغلب الأحيان أنت بالفعل غير مسئول عن أغلب الظروف المحيطة بك والتي تحدث لك فهذه هي طبيعة الحياة. فمثلًا إذا كنت تريد تغيير عملك أو زيادة دخلك يجب عليك البحث عن عمل آخر أو تطوير نفسك بالكورسات أو اللغة الأجنبية لتزيد فرصك في إيجاد عمل. إذا كنت تريد البدء في عمل مشروع لك فيجب عليك أن تبدأ في دراسة مشروعك من جميع الجوانب وأن تبحث عن مشاريع مشابهة وتقدر التكلفة، ثم تبدأ بالادخار. هذا كله لن يحدث بين ليلة وضحاها، سوف يستغرق الكثير من الوقت والعمل والجهد فهذا (أيضًا) طبيعة الحياة.

لكن ماذا لو قابلت فترة سيئة حقًّا؟

ورغم كل ما سبق هناك بعض الفترات أو السنوات الاستثنائية بحق في حياتنا فبعض المشاكل أو السنوات الصعبة التي تواجهنا في حياتنا قد لا نكون لنا دخل بها مثل صاحب عمل توقف عمله بسبب الكورونا، هو لم يكن مسئولًا عن الفيروس لكن مسئولًا عن محاولة الخروج من الأزمة التي أحاطت بعمله بسبب تبعات هذا المرض ليس لمسئوليته عن السبب، لكن باختصار لأنها حياته.

دعني أقول لك مثالًا: لو كنت ماشيًا في الشارع وفجأة وبدون مقدمات وقعت في حفرة لم ترها رغم انتباهك، أنت غير مسئول عن الحفرة، غير مسئول عن وجودها، ولو غضبت على مَن عمل الحفرة سنة كاملة لن تخرج منها، ولو اعتقدت أنها فترة مؤقتة وسوف تنتهي من تلقاء نفسها لن تخرج أبدًا، هذا لأنك يجب أن تتحمل مسئولية تغيير الوضع رغم أنك لم تكن السبب في إيجاده. مثل هذه الفترات الاستثنائية قد تحدث في حياتنا بالفعل ولكنها أولًا نادرة جدًّا، وثانيا يجب علينا تحمل مسئولية الخروج منها، فهي أيضا أحد حلقات السلسلة الطويلة التي اسمها “حياتنا”.

لقد قرأت هذا الاقتباس لدكتور أحمد خالد توفيق منذ زمن: “لكن دعني أخبرك بشيء مهم، لا تقض حياتك بانتظار أن تنتهي الفترة كذا والفترة كذا، أن تنتهي فترة الدراسة، أن تنتهي فترة التجنيد الإجباري، أن تنتهي فترة انتدابك في كينيا.. إلخ. لسوف تجد أن حياتك صارت مجموعة من الفترات يجب أن تنتهي وهوب! تكتشف أنك بلغت نهاية العمر ولما تنعم بحياتك يومًا واحدًا. يجب أن تستمتع بكل فترة كأنها هي الصورة الوحيدة النهائية لحياتك".

قد يكون الاقتباس مختصرًا لكل المقال، فهو يحذرنا أن نعيش حياتنا على فترات، لكني لم أستوعب خطورة الأمر إلا عندما عاصرته بالفعل ورأيت السنوات تفلت من يدي دون فعل شيء. مبدأ الفترات يجعل الحياة تنساب من بين أيدينا، لا نضع يدنا على الخلل أو ما نريد تطويره أو إصلاحه. ننتظر نهاية نفق الثانوية لنصدم بالكلية التي نحاول أن نتعايش مع سنواتها لكي تنتهي سريعا وندخل دوامة العمل لكننا نصدم بعدم وجود عمل مناسب فنأمل أن نهاية النفق سوف تكون بالزواج لكنك تكتشف أنه لم يكن نهاية لشيء بل بداية لمسئولية أكبر. لتكتشف لكن متأخرًا أنك عشت حياتك بالكامل في محاولة الهروب من الحياة ذاتها.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..