Loading Offers..
100 100 100

تأشيرة دخول إلى مجالس المبدعين.. بداية الرحلة في موقع “زد”

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

لا أذكر لحظة اكتشافي لهذه المنصة الرائعة، وإن خمنت أن سياحتي في هذا الفضاء الواسع ربما قادتني إلى هناك. لكني اقتصرت على التسجيل كعضو جديد غير فعال؛ فلم أكتب حرفًا، ولا عرفت أعضاء هذا النادي، ولا هم قرأوا لي شيئا. وبقيت على تلك الحال أكتفي بما يأتي عن طريق النشرة البريدية. وقد كان غنيًّا وجذَّابًا.

ومن عجائب الأمور أن أحد كتاب الموقع وهو المدون الفاضل “طارق الموصللي” علق على موضوع نشرته في مدونتي، ثم طلب مني المشاركة في سباق الخمسين، ولم أكن أعرف عنه شيئا. من هنا رأيت أن أستأذن هذا المجلس الكريم، لأنني تعودت أن أتهيّب مجالس من لا يعرفني، مستحضرا مقولة الشاعر أبي العتاهية: من لم يكن شاعرًا فلا يدخل علينا.

ولأني لا أحبذ من يُدِلُّونَ بأنفسهم على الناس، ثم يتضح أن دعاويهم فارغة؛ لذا استعصمت بالله وقررت أن أطلب منهم تأشيرة دخول تمكنني من السياحة في هذا الركن العجيب. ولعل قارئًا يستبدّ به شوق عظيم لمعرفة كُنْه هذا الكاتب الجديد، وهل له مذهب في الكتابة مختلف عمّا عهدناه في كتاب هذا الزمان. ولأني لا أريد أن أشق عليه، فسأصارحه بأني لا أدعي لنفسي ما ليس لي، ولكني لا أقبل التنازل عن مبادئي؛ فما أراه صوابًا أثبته، وما رأيته مخالفًا لقوانين الكتابة نبذته جانبا. وأعوذ بالله أن يستغرقني الغرور فأشتطُّ في المكابَرة.

ولأن القدماء كانوا يقولون: إن من أَلَّف فقد استُهدفَ، فأني لا أتحرج من النقد الموضوعي، لكن لا يستفزني الإمعة مهما أوتي من جدل، لأن قوة الكاتب تكمن في الدفاع عن فنّه.

من أين نبدأ؟

هذا سؤال في المنهج لا حيلة للكاتب أمامه. والذي أطبق عليه النقاد أن الكاتب ما هو إلا منشئ لصنعة تسمى الكتابة، لكن القارئ (=الناقد) مشارك له في هذه الصناعة، وهو يتفوق عليه بسُلْطة خاصة، لأن كلامه وتقديراته بمثابة حكم بات لا يقبل النفيّ. وعليه، فاحترام مناهج هذه الصناعة كالقانون النافذ لا يسع الجميع إلا الإذعان له. لكن على القراء والكتاب أن لا يتجاوزوا حدودهم، إذ الكتابة ملكة خاصة، واستعداد فطري ولا تطاوع من كان دَعِيًّا. ولذلك تحدث العلامة ابن خلدون في مقدمته عن أناس أحكموا صناعة النحو، ولكن الواحد يعجز عن كتابة خطاب بسيط. فتأمل! رحمك الله.

نصيحتي للكتاب الشباب

لعل بعض الشباب يستعجل الحصاد ولا يصبر على الأمور، حتى يتصدر المجالس، وهو لم يُحْكم صناعته بَعْد. وليعلم هؤلاء أن المبدعين الكبار من شعراء وناثرين لم يبدأوا من فراغ؛ فهذا المتنبي صَحِبَ الأعراب في البادية وزاد بحفظ ديوان الشعر العربي، فجاء شعره عذبًا صقيلا. وقد لازم الجاحظ الورَّاقين وكان يكتري منهم دكاكينهم، ليبيت فيها مغالبًا للنعاس حتى لا ينقطع عن المطالعة. وليعلم من يروم هذه الصناعة أنه لا غنى عن المطالعة المستمرة، لأن الفكر لا ينشأ من العدم، وإن بلغ الإنسان شأْوًا بعيدًا في الذكاء.

ميثاق

هناك رابطة مقدسة تجمع بين الكاتب (المنشئ للقول) والقارئ المتلقي، وقوام هذه الرابطة هو التزام أدبي من الأول للثاني، وإلا اختلت هذه الرابطة.

هل للمبدع أن تتعدّد مواهبه؟

لا أدعي جوابًا في هذا الشأن، وإن كنت أرى أن صاحب الصنعة الواحدة كثيرًا ما قصر عن بلوغ شأوه في صناعة أخرى. ولذلك قرّر صاحب المقدمة أنه من النادر أن تتفق للإنسان إجادة الشعر والنثر معا. ولعلي كتبت في هذه المباحث مقالات كثيرة في مدونتي “فضاءات حرة”، ولا يحسن بي تكرار الكلام. ولمن شاء التوسع في الموضوع فليطالعه هناك.

خلاصة

تأسيسًا على ما ذكرنا، يمكنني القول إن الإبداع وحدة لا تتجزأ، فلا فرق بين الشعر والنثر ولا بين النحت والرسم؛ فكلها صناعات ومواهب، من أوتي سرّها جاء بالعجب، ومن قصر دون ذلك عجز عن التعبير. وعليه، فإن نصيحتي لمن لا يلتمس في نفسه استعدادًا أن لا يتعب نفسه فيما لا بد منه؛ إذ لا يعيب المرء كونه ليس شاعرًا أو كاتبًا، فهذه حظوظ وأوراق قسمها الله بين البشر، ولا سبيل لمساندة القدر.

هامش: طارق الموصلي مدون من سوريا، مدونته تحمل اسمه. وهو من كتاب منصة “زد”. زيادة على أنه روائي، وله أسلوب شيق. وقد كان قد علّق على مقال لي تحت عنوان “تحدي الكتابة”، وكنت أتناول فيه القدرة على التدوين يوميًّا لمدة فترة معينة. وأصل الفكرة رد على مقالٍ في مدونة الكاتب الكبير “يونس بن عمارة”. أما مدونة فضاءات حرة فهي مملوكة لصاحب هذا المقال. ويمكن زيارتها من هنا


مطالعات أخرى ستعجبك:

يزيدون: طارق وشغف الكتابة الذي لا يذبل

يزيدون: عبير شغف الترجمة والتعليم

يزيدون: وجدان صانعة محتوى تعيش بين النصوص

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..