Loading Offers..
100 100 100

هل أصبح العالم يتقبل الميول السادية ويحب الشعور بالألم؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

في الماضي كنا لا نتقبل الأفعال السادية وتلذذ البعض بتعذيب الآخرين، أشعر الآن أن هذا الوضع أصبح أقل وطأة على النفس، وأن العالم أصبح أكثر تقبلًا لآلام الآخرين، فهل هذا حقيقي؟ وهل حقًّا زادت الميول السادية لدى نسبة كبيرة من الأشخاص، وما مفهوم السادية تحديدًا، هل الشخص السادي هو القاتل المتسلسل أو المنحرف الجنسي فقط؟ أم أن هناك المزيد من الأشخاص الساديين الذين يسعدون بآلام الآخرين بخلاف هؤلاء؟

ما السادية؟

على الرغم من أن مفهوم السادية يرتبط إلى حد كبير بالمنحرفين الجنسيين، الذين يتلذذون بتعذيب الطرف الآخر أثناء العلاقة، والتي يمكن أن تتراوح من إلحاق الألم البسيط بالطرف الآخر حتى الآلام التي تنتج عنها إصابات خطيرة قد تؤدي للموت، ويفضل الشخص السادي أن تكون ضحيته لا ترغب في العلاقة لأن هذا يزيد من استمتاعه بألمها، لذا تكون السادية عاملًا في الجرائم العنيفة مثل القتل والاغتصاب، ويمكن أن يتلذذ السادي بتعذيب الآخر دون العنف الجسدي، حيث يكتفي بالمعاناة العقلية التي يسببها للضحية.لكن هل هذا كل ما يتعلق بالسادية؟لا، صرح علماء النفس أن هناك نوع من السادية اليومية التي تحدث لدى الكثير من الناس دون أن يشعروا بذلك، حيث صرحوا أن الاستمتاع بمشاهدة الأفلام العنيفة أو لعب بعض الألعاب والإصرار على إنهاء الخصم بطرق عنيفة كلها ميول للسادية التي أطلقوا عليها "سادية معتدلة"، وربما تظن أن هذا النوع من السادية غير مؤذ، لكنه يمكن أن يكون أكثر إيذاءً من النوع الأول الصريح.

هل السادية منتشرة في العالم أكثر مما نظن؟

كان على الباحثين الذين صرحوا بانتشار السادية والتي أطلقوا عليها "السادية المعتدلة" أن يثبتوا أن الأشخاص الذين لديهم ميول سادية "عادية"، يمكن أن يلحقوا الضرر الحقيقي بالآخرين عندما تأتيهم الفرصة، وأنهم يمكن أن يكونوا أكثر عدوانية من النوع الأول عندما يتم استفزازهم، لذا قامت إيرين باكلز العالمة النفسية في جامعة كولومبيا وفريقها بعمل دراسة حول هذا الأمر، وقد نشرت نتائج الدراسة في مجلة Psychological Science.كانت إيرين تريد ابتكار طريقة تحاكي بها السلوكيات التي يمكن أن يتعرض لها هؤلاء الأشخاص لتظهر معها ميولهم السادية، ولكنها في نفس الوقت كانت تريد أن تكون هذه الطريقة لا تعرض الناس للضرر الفعلي، وهذا ما مثل تحديًا كبيرًا أمامها وفريق بحثها، لذا ابتكروا طريقة تتمثل في “قتل الحشرات”، وقالوا: إن الرغبة في أن تؤذي حشرة وتسحقها يمكن أن يرضي رغبة سادية بداخلك، لأنك ستلحق الضرر بكائن حي من خلال الاتصال الجسدي، وهي محاكاة قريبة جدًّا من الواقع.قام فريق البحث بإحضار مجموعة من المشاركين، وعرضوا عليهم أن يختاروا أحد المهام الأربعة التالية للقيام بها:
  1. قتل الحشرات في آلة تسحقها بصوت عالي.
  2. مساعدة شخص آخر في قتل الحشرات.
  3. تنظيف المراحيض.
  4. وضع اليد في دلو ماء مثلج.
وقد استخدم الباحثون الاختبارات أو الاستبيانات التي تحدد الأشخاص الساديين في مجموعة الأشخاص الذين خضعوا للتجربة، كما استخدموا مقياسًا يدعى “SSIS” أو مقياس النبض السادي الذي قامت بتطويره آيسلنج أوميارا عالمة النفس في جامعة كوليدج كورك، وحدث ما توقعته إيرين، حيث إن الأشخاص الذين حصلوا على ميول كبيرة في السادية كانوا هم الأشخاص الذين اختاروا مهمة قتل الحشرات من المهام المعروضة عليهم، وقد صرحوا بعد الانتهاء من المهمة أنهم استمتعوا بالأمر.وفي التجربة الثانية كانت المهمة تتمثل في الضغط على الأزرار لمهاجمة خصم في غرفة أخرى، حيث أتيحت لهم الفرصة في الضغط على الأزرار لإطلاق ضوضاء كبيرة في سماعات خصومهم، وقد زادوا من نسبة الديسيبل ومدة الانفجار التي أطلقوها في كل مرة حتى بعد أن علموا أن خصمهم لن يهاجمهم.وقد أثبتت النظرية أن أكثر من نصف المشاركين –حوالي 54%– اختاروا قتل الحشرات أو المساعدة في قتل الحشرات، وكانوا أكثر عنفًا في بث الضوضاء في أذن خصمهم "الوهمي"، وأن هؤلاء الأشخاص الذين حصلوا على درجات عالية في اختبار الشخصية السادية وجدوا متعة في القيام بسلوكيات من شأنها أن تؤذي الآخرين، بل إنهم بذلوا جهدًا أكبر لجعل شخص ما يعاني، وقد صرحت الباحثة في الدراسة أن السادية أكثر انتشارًا وتقبلًا في العالم مما نظن بكثير، وأن الاستمتاع بإيذاء الآخرين جسديًا أو شفهيًا كالتنمر تعد علامة من علامات السادية.ويمكن أن تكون هناك العديد من العوامل التي أدت لزيادة الميول السادية وتقبلها، من وجهة نظري الخجل من التعبير عن المشاعر الجيدة ومشاعر الحب، جعل تقبل الإهانة وتعذيب الآخرين أكبر، كذلك الألعاب العنيفة التي انتشرت والأفلام الدموية التي تظهر الشخص السادي بمظهر البطل الجميل، كلها عوامل زادت من هذه الأزمة.

اختبارات السادية

قام العلماء بوضع نموذج أولي لاختبار السادية مكون من (20) سؤالًا، حيث يجيب الأشخاص على الأسئلة المخيفة إلى حد كبير بمقياس من (1) إلى (5)، حيث إن (1) يعني غير موافق تمامًا، و (5) يعني موافق تمامًا، وهذه الأسئلة هي:
  1. أسخر من الناس حتى أظهر أنني المسيطر والمتحكم.
  2. يفعل الناس ما أريد لأنهم يخافونني.
  3. عندما أخبر الناس أنهم يجب أن يفعلوا شيء، فإنهم يعرفون أنهم يجب عليهم أن يفعلوه.
  4. لا يصيبني التعب أو تأنيب الضمير من دفع الناس.
  5. يمكن أن أؤذي شخص ما إذا كان هذا يعني أنني سأكون المتحكم والمسيطر.
  6. أتحكم في أصدقائي من خلال تخويفهم.
  7. يكون مضحكًا بالنسبة لي أن أرى شخصًا ما منزعج عندما أسخر منه.
  8. أشعر أنه شيء مثير أن تكون لئيمًا من الآخرين.
  9. عندما يصيبني الضيق يكون تعذيب الآخرين دافع يشعرني بالتحسن.
  10. آذيت المقربين مني من أجل الاستمتاع فقط.
  11. أستمتع كثيرًا بإذلال الآخرين.
  12. أكون سعيدًا عندما أسخر من أحد أمام أصدقائه.
  13. أفكر في مضايقة الآخرين من أجل المتعة.
  14. أخدع الآخرين من أجل الاستمتاع.
  15. أفكر في أن أؤذي من يقوم بإغضابي.
  16. أكذب على شخص ما كي أغضبه فقط.
  17. سرقت من الآخرين دون إحساس بالذنب أو تفكير في عواقب الأمر عليهم.
  18. شعور شخص أنه متضايق من نفسه يجعلني أشعر بشعور جيد.
  19. أنا سريع في القيام بإذلال الآخرين.
  20. لقد قمت بتعذيب الآخرين دون أدنى شعور بالندم.
كانت نتائج هذا الاختبار الأولي عندما وضعه العلماء مربكة لهم بعض الشيء، لذا قاموا بعمل اختبار آخر مكون من 9 أسئلة فقط وهم:
  1. أسخر من الآخرين لكي يعلموا أنني المسيطر والمتحكم.
  2. لا يصيبني التعب والملل أو تأنيب الضمير من دفع الناس بعيدًا.
  3. يمكن أن أؤذي شخصًا ما إذا كان هذا يعني أنني سأكون المسيطر والمتحكم.
  4. من المضحك أن أرى شخصًا ما منزعجًا عندما أسخر منه.
  5. من المثير أن أكون لئيمًا مع الآخرين.
  6. أسعد بالسخرية من الآخرين أمام أصدقائهم.
  7. أشعر بالإثارة عندما أرى الناس أمامي يتشاجرون.
  8. أفكر أن أؤذي الأشخاص الذين يقومون بإغضابي.
  9. لن أقوم بإيذاء أحد متعمدًا حتى لو لم أكن أحبه.
يقول الباحثون إنه في كلا الاختبارين كانت درجات الرجال في سمات السادية أعلى من النساء، وقد نشر الباحثون نتائج هذه الاختبارات في مجلة Personality and Individual Differences، وقد تم هذان الاختباران على طلاب الجامعات.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..