Loading Offers..
100 100 100

ماذا لو توقف العالم عن إنجاب الأطفال؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

الكثير من الأسئلة كانت تدور بعقلي وأنا أفكر في شكل العالم دون أطفال، هل ستتوقف الحرب؟ تنتهي المعاناة، يختفي التلوث، ونسير ناحية الموت بهدوء كبديل للهلع، أَمْ أننا مدمَّرون لا محالة؟فالعالم لا يتوقف عن إنجاب الأطفال على أي حال، وأظن أنه لن يتوقف أبدا، ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت فلسفة اللاإنجابية، وانتشرت بشكل واسع في السنوات الأخيرة، حتى أصبح لها مؤيدون في وطننا العربي.

اللاإنجابية كنظرة أخلاقية

يؤمن اللاإنجابيون  بأن الجنس البشري يجب أن يتوقف عن التناسل، فالقضية جوهرها أخلاقي في النهاية. فمن الشرّ أن تنجب طفلًا في عالم تعلم أنه مفكَّك وكارثي، واحتمالية تعرضه للأمراض الجسدية والنفسية قابل الحدوث بشكل كبير، كما أن العالم مليء بالحروب والكوراث، فإن لم يتعرض للتهجير والتعذيب فحتما سيتعرض لألم الوجود وثقل الواقع، في النهاية تنتهي حياته بتعاسة مثلنا جميعًا.يؤكد اللاإنجابيون أنه عندما تنجب طفلًا وتشمله بسعادة (إذا أتيحت الظروف لذلك ) فمن غير المؤكد أن هذا الطفل سيكون بارًّا لك، ويهتم بك عندما تشيخ. إذًا فمن غير الأخلاقي إنجاب طفل في ظل كل تلك الطفرات والصراعات. كما يقول الفيلسوف الروماني إميل سيوران (أولئك الأبناء الذين لم أرغب في مجيئهم، ليتهم يدركون السعادة التي يدينون لي بها).

ماذا سيحدث للعالم لو توقف العالم عن انجاب أطفال؟

أتأمل المحلات المكتظة بألعاب الأطفال الكثيرة من حولي وأتساءل، كيف سيكون شكل العالم إذا قرر الجميع التوقف عن إنجاب الأطفال؟ هل سيشعرون بالحزن؟ بالخواء؟ بانعدام المعني؟ هل سنصبح جميعا عدميين؟ هل سنظن أن العالم أصبح خاليًا من أي معني؟ هل سعادتنا متعلقة بوجود أطفال إلى ذلك الحد؟فبالطبع ستختفي بعض الوظائف بمرور الوقت، كوظيفة تدريس الأطفال على سبيل المثال، مصانع الألعاب والمدارس ستغلق، محلات كثيرة ستحول نشاطها، والإعلانات التي تستهدف شريحة كبيرة من الأطفال سيأكلها العفن. وبالتالي عدم ووجود أطفال لن يؤثر في معنى الوجود فقط، ولكن سينهار جزء لا بأس به من الاقتصاد العالمي جرّاء ذلك.

هل الإنجاب يؤثر علي البيئة ؟

بالطبع، الإنجاب يعني زيادة في أعداد السكان، ويؤدي بشكل طبيعي لاستهلاك كمية أكبر من الطعام والأكسجين وجميع الموارد، وما نعانيه من أزمة المياه ونقص الموارد والجفاف وزيادة التلوث بشكل مرعب فبالتالي سنهلك سريعًا.

الأمومة بين الخيال و الواقع

هناك توجه عام تنصّ عليه كل الأعراف الاجتماعية والأخلاقية، أن الأمومة أمر فطري سليم خالٍ من أي توتر، وقد يكون هذا خيالًا عامًّا حتى يصل معظمنا لدور الأمومة، تقول إيمان مرسال في كتابها الجميل (كيف تلتئم: عن الأمومة وأشباحها): إن الأمومة ليست فطرة مثالية  محمية من الصراعات ومليئة بالحب والإيثار كما تصوّر وسائل الإعلام والمجتمع، ولكن فعل الإيثار ذلك ينطوي على أنانية بداخله وشعور بالذنب، وإن المثالية المفرطة التي يروّج لها الجميع تعزِّز ذلك الشعور وتضاعفه لتشعر الأم بأنها مدانة أخلاقيًّا واجتماعيًّا لوجود تلك الصراعات بداخلها. ولكني أظن أن الأمومة مثل كل الأمور نحتاج أن نتعلمها بصبر وبعض الحب حتى نتقنها بالوقت.

لماذا نحب إنجاب الأطفال؟

طبيعتنا الإنسانية تدفعنا نحو الاستمرار في أغلب الأحيان، وذلك الاستمرار يتطلب التناسل بشكل مستمر، يقول ريتشارد دواكنز في كتابه (الجين الأناني):  إنه عندما نتخذ قرار الإنجاب، تحارب جيناتنا بأنانية  مفرطة لتنتصر على جيناتنا الأخرى الأقل قوة، حتي تصل أكثر جيناتنا أنانية إلى الجنين، ليس أصلحها فقط ولكن أكثرها أنانية أيضا.

إنجاب الأطفال كحل للمشاكل

يهرع الكثيرون لإنجاب الأطفال ظنًّا منهم أنّهم سيحلون مشاكلهم الزوجية وخلافاتهم، ولكن على العكس ذلك يزيد الأمر تعقيدًا، فقبل أن نتخذ خطوة مصيرية كإنجاب طفل إلى ذلك العالم المجنون، يجب أن ندرك مشكلاتنا والعمل على حلها، العالم ليس مكانًا مثاليًّا بالطبع ولا حتى نحن، وكما أن المقال لا يشجعك على عدم الإنجاب، فالأمر قرار شخصي في النهاية، ولكن قبل الإنجاب، تأكد بأنك جاهز أن تتعلم كيف تكون أبًا جيدًا أو أمًّا جيدة، مع الوضع في الحسبان جميع الظروف حولك، هل هي جيدة كافية لإنجاب طفل؟ أم أنك فقط لا تستطيع.أن تحظى بطفل سليم وجميل هو حتمًا أمر رائع، ولكن الأهم هل أنت مستعد لخوض تلك المغامرة غير محسوبة العواقب؟ أم ستُلقي بعجزك وجهلك على طفلك حتى يصبح نسخة بائسة منك، فنحن دائمًا ما نملك الخيار.
إليك أيضًا:

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..