لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
مع قدوم جائحة كورونا، وتزايد عدد المصابين، أصبح القلق من احتمال إصابتنا أو إصابة من نحب تشكل هاجسًا مقلقًا، تطوّر بحيث، أصبح نسبة كبيرة منا يشتكون من تزايد في ضربات القلب، والتعرق والإحساس بشد عضلي وضيق في الحلق، وأيضًا مواجهة صعوبات في النوم والتركيز، وكلها أعراض يسببها القلق. فالقلق يؤدي إلى الأرق، وكلما حصلنا على قدر أقل من النوم، كلما زاد قلقنا بشكل موحش، وبالتالي تغير روتين يومنا بشكل كارثي وفوضوي.
سلبيات جائحة كورونا
يقول الفيلسوف الألماني غوتة: "الذي لا يعرف أن يتعلم دروس الثلاث آلاف سنة الأخيرة، يبقى في العتمة". وإن لم نتعلم ونبتكر طرقًا جديدة لمواجهة الفيروس فسيؤدي بنا إلى الهلاك دون حتى أن نصاب به، فمثلًا في فترة انتشار مرض سارس، زادت معدلات الانتحار بين كبار السن الذين يعيشون في عزلة اجتماعية وينتابهم القلق من المرض، أما الآن في ظل الجائحة، وبرغم التباعد الاجتماعي أتيحت وسائل التواصل الاجتماعي للتخفيف من حدة تلك الوحدة، والإحساس بالقرب مما نحب.نعم، للجائحة سلبيات لا حصر لها، مثل تفاقم مشكلات مثل القلق والأرق، وتزايد نوبات الاكتئاب، وقسوة العزلة المفروضة، وقلة الدخل المالي بسبب إقصاء العديد من العمال من إعمالهم، وتوقف الكثير من المصانع والشركات بشكل جزئي، للحد من انتشار المرض، وزيادة في الوزن وشراهة الشراء من المواقع الإلكترونية. ولكن على الناحية الأخرى، جعلتنا الجائحة نتكشف أنفسنا بشكل أفضل، فأصبح لها إيجابيات.
إيجابيات جائحة كورونا
ظهرت إيجابيات عدة على مناحي كثيرة، فنشطت الكثير من الدراسات في علم النفس، التي تعطي نصائح قيمه للأفراد، ليتجنبوا نوبات القلق، ويعيدوا اتصالهم مع ذواتهم وأحبتهم، ففي فترة الحظر التي فرضت في مارس الماضي، عاد مفهوم الأسرة من جديد بسبب ما أتاحه الحظر من وقت كافٍ لنأخذ هدنة من سرعة الحياة، فبدأ الكثيرون في أنشطة عدة، مثل: التعلم الذاتي أو تصفح الكتب التي طالما أجّلوها، واكتشاف طبخات جديدة، فكانت فترة الحظر فترة مليئة بالاكتشافات برغم كونها فترة عصيبة غير مريحة.
تجارب من الأصدقاء
اتجه بعض الأصدقاء للبحث في جودة طعامهم، لتعزيز جهاز المناعة ضد الجائحة، واتجه الكثيرون للبحث عن أطعمة تفيد أجسامهم، وظهرت مقالات عديدة تقدم الدعم الغذائي بناء على أسس علمية سليمة، ومن هنا تغير مسار الغذاء في حياة الكثيرين، لتؤدي بهم لحياة أكثر صحة وثباتًا. ومع انتشار نصائح تقلل من الهلع مثل ممارسة الرياضة أو اليوجا، لاحظ الكثيرون الفارق في صحتهم النفسية والجسدية حتى أصبحت الرياضة جزءًا من روتينهم اليومي.
هل أكسبتنا الجائحة عادات جيدة؟
نعم، فبرغم الفوضى التي شكلتها في البداية، وتتضارب الأخبار وهلع الجميع إلا إنها أجبرتنا على الالتزام بعادات صحية، ستصبح في المستقبل من أسس حياتنا.
ارتداء الكمامة الطبية: برغم أن الكثيرين لم يلتزموا به في بداية الأمر، إلا أنه تحول لضرورة فرضتها الدول، فامتثل المواطنون لأمر القانون، وهنا حدث ما يشبه بالتغيير في الوعي الجماعي والتزام يقوم به الأفراد بشكل واعٍ. ففي إيطاليا على سبيل المثال، أصبح رجال الشرطة يتفقدون المواصلات العامة، للتأكد من ارتداء المواطنين للكمامات الطبية، والأمر الجيّد بأن المواطنين أصبحوا ملتزمين دون الحاجة حتى إلى رقابة، بعدما فتكت الجائحة بآلاف من أحبتهم.
غسيل الأيادي: وبرغم إنها عادة صحية مفيدة لا يلتزم بيها الكثيرون إلا أنها الآن أصبحت عادة إجبارية، يتشارك فيها أفراد الأسرة والمجتمع.
التباعد الاجتماعي: في أوطاننا الشرقية نتميز بحميمة مبالغ فيها، ففي المناسبات نتشارك الأحضان والقبلات، في حين أن الكورونا فرضت التباعد الاجتماعي، الذي من خلاله تم الحفاظ على مساحة شخصية غير مقبول المساس بها.من تلك العادات الصغيرة، استطاعت الأزمة أن تغير من الوعي الجماعي، فلا نقضي على المرض فقط، ولكن نقلل من الإصابة بجميع الأمراض الفيروسية.
الجائحة وعلم النفس
في الآونة الأخيرة أصبح هناك رغبة مجنونة بشراء كل ما تقع عليه أعيننا على الشاشات الزرقاء، وهنا جاء علم النفس بتقنية تستطيع من خلالها السيطرة على احتياجك الملحّ للشراء، تسمى تلك العملية بـ(التزلج على الحاجة الملحة) وتلك تقنية منسوبة إلى عالم النفسي الراحل آلان "مارلات" رائد علاج الإدمان. ومن هنا طرحت تلك التقنية، التي تشجعك على الانتظار عشر دقائق قبل أن تقدم على عمل ملحّ، وإذا كانت العشر دقائق طويلة فيمكن أن تبدأ بدقيقتين وزوّدهما بالوقت حتى تنتهي وتأخذ القرار الصائب.من المِحن بالتأكيد تأتي المنح، وبرغم صعوبة الوضع الذي وضعنا فيه إلا أنها كانت فرصة جيدة، لنتفقد مناحي كثيرة سواء في ذواتنا أو في العالم من حولنا، ظننا أنها مفقودة.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد