لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
أثناء كتابتي لعنوان المقالة مسحت العنوان -الذي سأذكره خلال لحظة- من أجل جذب انتباهكم للخطوات، العنوان القديم كان
كيف تحولت من شخصية مهمشة لشخصية واثقة بنفسها، كنت أنوي البدء بمقدمة عن حياتي في الطفولة وكيف تحولت شخصيتي الهشة إلي شخصيتي الحالية؛ لكن لا داعي للإطالة لأني سأشرح التفاصيل في الخطوات الآتية:
1- ركز على نقاط قوتك
أول خطوة نحو الثقة بالنفس هي أن تبحث عن نصف الكوب الممتلئ، أنا عن نفسي قررت تجاهل نظرات الآخرين لي واستهزائهم بي لصغر حجمي وبدأت في التركيز علي نقاط قوتي وهي "التفوق الدراسي"، وقتها كان حجمي الضئيل منذ ابتدائي حتى المرحلة الثانوية بمثابة نقطة ضعف لي؛ لكني صممت على تجاهل هؤلاء السطحيين، والتركيز على دراستي ومستقبلي، ومن هنا بدأت معدلات ثقتي في نفسي تتصاعد تدريجيًّا.
2- طور شخصيتك باستمرار
أول تغيير جذري شعرت به في شخصيتي كان في مرحلة الجامعة، في ذلك الحين تغيرت شخصيتي بعدما بدأت في دراسة مواضيع مختلفة وحضور محاضرات التنمية البشرية، فجأة وجدت نفسي أتناقش مع أي شخص مهما كانت شخصيته ودرجة ثقافته؛ لذا نصيحتي الأولي لك قارئي العزيز هي أن تطور نفسك ومهاراتك باستمرار كي تزيد ثقتك بنفسك.
3- افعل ما تحب
لا يوجد شخص على هذا الكوكب يعمل ما يحب أو يمارس أي هواية يعشقها إلا وستجده يسير بهالة ساحرة، تلك الطريقة جربتها أثناء عملي بالصحافة، فبالرغم من نجاحي في مجال التسويق فإن نظرات الآخرين إليّ تختلف تمامًا حينما أتحدث معهم عن عملي بالصحافة، والأمر لا علاقة له بشهرة مجال الصحافة؛ لأني وقتها كنت أعمل في التسويق في شركة تجميل سويدية، بمعني أن كلا المجالين متساويين في الشهرة؛ لكن الفرق الوحيد هو حماسي وتعبيرات وجهي وتمكني من مجال الصحافة والذي نتج عنه وأظهر للآخرين ثقتي العالية بنفسي.
4- ابدأ حياتك العملية على الفور
وتلك الخطوة مرتبطة بسابقتها؛ لكن الإضافة الوحيدة هي أن الحياة العملية من شأنها إشعارك بالاكتفاء الذاتي، وأنك شخص مؤثر في المجتمع، وطالما شعرت أن لك دورًا فعّالًا في المجتمع كلما زادت لديك مشاعر الثقة بالنفس.
5- تخلص من نقاط ضعفك
أخبرتكم أن نقطة ضعفي الوحيدة هي الاستياء من كلام الآخرين بشأن حجمي الضئيل -كان ذلك منذ (15) عامًا-في ذلك الحين ظللت أكرر لا بأس أن وزني (30) أو حتى (25) كيلو طالما أن عقلي لا يزال يعمل وقلبي لا ينقصه نبضة، وقررت أن أهتم بواجباتي؛ فأنا كنت وما زلت شخصية لا تهتم كثيرًا بالطعام، وأخبرت الآخرين أني يومًا ما سأخدع الجميع بعمري الحقيقيّ وسيظنون أني أصغر من عمري الحقيقي بعشر سنوات على الأقل، وهذا ما حدث بالفعل فبالرغم من كوني في العقد الثالث فإن الآخرين لا يزالون ينظرون إلي وكأني طالبة في ثانوي أو أولي جامعة؛ لذا نصيحتي الثانية لك عزيزي القارئ أن تتجاهل نقاط ضعفك إذا لم يكن بوسعك التخلص منها.
6- لا تكترث بالمدح واكترث للنقد
ستسألون الآن هل كتبت الجملة بالعكس؛ لكن الجملة كتبتها بشكل صحيح؛ فمن أول مؤشرات ثقتك بنفسك هي تقبلك للمدح وعدم الاكتراث به لأنك تسعي دائمًا نحو الأفضل، وأيضًا من أهم المؤشرات أن تقوم بفلترة النقد كي تعرف أيهما نقد بناء وأيهما نقد صادر من شخص حقود، ومن أهم صفات الشخص الواثق بنفسه هي تقبله للنقد بل وسعيه لمعرفة آراء الآخرين خاصة التي تحمل له نصائح، أنا عن نفسي دائمًا أقول لقرائي ورؤسائي: أخبروني بأي نقد كما تشاءون ولا تستمروا في مدحي؛ فأنا من عشاق النقد لمعرفة أخطائي وتفاديها فيما بعد.
7- اخلق الفرص بدلًا من الشكوى
أكثر سلوك انتهجته مؤخرًا كان البحث عن حلول بدلًا من الاستياء من الظروف والمواقف الخارجة عن إرادتي، لأن الثقة بالنفس تعني القدرة على إحداث أيّ تغيير مهما كانت الظروف المحيطة بك؛ تأكدوا أن الشخص الواثق بنفسه لا ينتظر لحين تحسن الأوضاع بل يبادر بنفسه لحل أي مشكلة أو أي عقبة تحول بينه وبين هدفه.
8- ابحث عن هدف لحياتك
الشخص الواثق بنفسه يحمل صفات محددة وهي عدم إلقاء اللوم على الآخرين، والتفكير بإيجابية وكل تلك الصفات نابعة من وجود رؤية واضحة له وهدف يسعى إليه، أنا عن نفسي لا أتذكر يومًا ما أني انصعت لرغبة والداي بشأن عملي أو دراستي أو حتى اقتراحاتهم لمواضيع كتبي أو مقالاتي على الرغم من ثقتي في آرائهم؛ لكني لم أرغب في اتخاذ أيّ قرار في حياتي إلا بمحض إرادتي الشخصية وذلك من أجل التعلم من أخطائي وكي ألقي اللوم على نفسي فقط إذا أخطأت.
9- لا تحزن على جهدك الضائع
ربما سيحزنك الفشل وسيضعف من تقديرك لذاتك؛ لكن أنا وعلى الرغم من تعرضي للإحباط بسبب وجودي في عالم الصحافة لأكثر من (10) سنوات فإني لم أحْظَ بالمستقبل الذي توقعته؛ لكن كل هذا لم يزعزع من ثقتي بنفسي، وأخبرت نفسي أن الأمر كله بيد الله وطالما فعلت كل ما بوسعي فأكيد سيعوضني الله خيرًا حتى ولو بعد حين.
10- لا تسمح لأحد باستغلالك
من أكثر الجمل التي قالتها أمي لي منذ سنوات "بطلي شغل الملائكة ده، مفيش ملائكة بتعيش على الأرض"، كنت وقتها بعيش من أجل إسعاد الآخرين، لدرجة أني كنت أصمت أثناء ظلم البشر لي؛ لكن مع الوقت اكتشفت أن كلام أمي صحيح، وقلت لنفسي محاباة الآخرين على حساب نفسي هو أكبر ظلم لنفسي، ومن وقتها أقنعت نفسي أني إذا أردت مساعدة الآخرين وإسعادهم ينبغي على أن أسعد نفسي أولًا وأحبها، ومع الوقت اكتشفت أنّ محبة الآخرين نابعة من محبة النفس أولًا.
في الختام
أهم معلومة يجب أن تعرفها عزيزي القارئ هي أن الثقة بالنفس صفة قد يحظى بها البشر منذ الطفولة، وهذا من حسن حظهم؛ لكنها أيضًا من الصفات المكتسبة؛ لذا لا تستاء وترضى بالأمر الواقع، وافعل كما فعلت أنا وابدأ في تغيير شخصيتك وزد من ثقتك بنفسك.
إليك أيضًا:
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد