لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
في مقاعد الدراسة، تعوَّدنا التعلم دائمًا من أجل هدفٍ ما، منَّا من يتعلَّم من أجل العلم أو من أجل التفوُّق على زملائه، ومنَّا من يتعلَّم من أجل إرضاء عائلته، ومنَّا أيضا، وهم قلَّة للأسف، من يتعلَّمون داخل قاعات الدَّرس ويستثمرون ما تعلَّموه خارجها لاكتساب مهارات ذاتية مثمرة توفِّر عليهم عناء سنوات البطالة وتسرِّع في اندماجهم عمليًّا من أوَّل مقابلة عمل.
فكيف يضمن هؤلاء التفوق في مقابلة العمل؟
"حدِّثني عن نفسك"، هذا السؤال هو المحرِّك الأساسي لأيِّ مقابلة عمل، ومنه تتوجَّه المقابلة إيجابًا أو سلبًا، وهذا لعدَّة أسباب، فانطلاقًا من إجابتك يحدُّد صاحب العمل إذا ما كان سيواصل الإنصات بإمعان لما تقول أو سيلقي بملفِّك في الأرشيف إلى أن يأكله الغبار. من طرحه لهذا السؤال، لا ينتظر صاحب العمل منك سرد تفاصيل حياتك، أو إعادة قراءة سيرتك الذاتية الموجودة حينها أمامه على المكتب، إجابتك مفادها الإقناع لأنَّها إشهار لك، تماما كأيِّ إعلان لأيّ منتج كان، هدفه التعريف بالمنتج، وجعل الناس تحبُّه وتشتريه، فكيف تستغلُّ هذه المقاربة لضمان التفوُّق في مقابلة العمل:
– منطقية ترشحك
أمام سؤال مفتوح كهذا، يجب استغلال الفرصة لإبراز منطقية ترشحك للوظيفة، أي إبراز التوافق بين أهدافك وما يشجعك للتقدم لهذا العمل وبين مواصفات المترشح المطلوبة للوظيفة. منطقيتك ستأكد لصاحب العمل قدرتك على التلخيص والتعامل مع الأسئلة المفتوحة بأريحيَّة تامَّة، ببساطة هو يريد التعرُّف على شخصيتك الحقيقية.
– أسلوبك القصصي
لكل منَّا أسلوبه في سرد الحكايات، وإذا ما نجحت في هذه المرحلة، ضمنت نجاح المقابلة وفزت بانتباه ربِّ العمل، فالمطلوب منك هو الإجابة بطريقة واضحة ومميزة تستجيب لمتطلبات الوظيفة، لهذا، كلَّما التزمت بالخيط الناظم لقصتك ولم تحد عنه، كلَّما انتبه لك المحاور أكثر. ومن خلال هذا الخيط يمكنك الحديث عن تجاربك المهنية وإيضاح أسباب قرارات توجيهك الدراسي.
– تحديدك للتفاصيل
أن تتحدث عن نفسك لا يعني التحدث عن اسمك وعمرك وأين تقيم… فهذه التفاصيل لا تهم المحاور، لكن بإمكانك استغلال هذه الفرصة لتحديد التفاصيل التي تهم صاحب العمل. يمكنك مثلًا التحدُّث عن تجربة مهنية، عن مشروع دراسي، عن عمل تطوُّعي، أو عن فترة تربُّص، لكنَّ تعداد هذه التجارب والمرور عليها لا يهم محاورك بقدر اهتمامه بكيفية تعاملك مع جزئيَّة بسيطة مع هذه التجربة.لنفترض مثلًا قيادتك لمشروع دراسي مع مجموعة من زملائك في الجامعة؛ ما سيبحث عنه المحاور في هذه التجربة هو تحديدك للتفاصيل المهمة وصياغتها بطريقة سلسلة. ولهذا المثال عليك أن تذكر أوَّلا المهام التي أوكلت لك، ثم الأهداف التي خططتم لها، ثم الإجراءات التي اتخذتها بنفسك لتحقيق أهداف المشروع وليس ما فعله زملاؤك لأنَّ المحاور يريد أن يعرف ما فعلته أنت، وأخيرا النتيجة التي حققتموها من خلال المشروع، أيْ: كيف أفادك هذا المشروع علميًّا وما هي آثاره عليك إلى الآن.
– ملاءمتك للوظيفة
بعد المرور بالمراحل الثلاث التي عرجنا عليها سابقًا، يجب عليك تذكير المحاور بمدى ملاءمتك للوظيفة، تذكر جيدا أنَّ السؤال مفتوح وأنَّه لم يعطك وقتًا محددًا للإجابة، تأنَّ وذكِّره بنقاط توافقك مع متطلبات العمل. ولا ضرَّ إن ذكرت في هذه المرحلة نقاط ضعفك وكيف ستتعامل معها للاندماج عمليًّا، فإن كنت مثلًا، متخرِّجًا حديثًا ولا تملك الخبرة الكافية في المجال سيكون من الجيٍّد أن تذكِّر المحاور بذلك مع التأكيد في المقابل على طاقتك الشبابية ودوافعك للتعلم واكتساب المهارات.بهذه الطريقة سيتأكد المحاور أنَّك ملمٌّ بشخصيتك وبالمواصفات المطلوبة للوظيفة، إذا بإمكانه الاستمرار في الاستماع إليك خلال الأسئلة التالية، وسيتفاعل معك أكثر لأنَّه رأى من خلال حديثك ملامح الشخص المطلوب. في بعض الأحيان يكتفي صاحب العمل بهذا السؤال إذا ما كنت مقنعًا، وأحيانًا أخرى تستمر المقابلة ولا يبقى عليك سوى الإجابة عن مختلف تساؤلاته بنفس الوتيرة ونسق الحديث في الإجابة عن السؤال المفتوح حتى لا تفقد المقابلة توازنها.
إليك أيضا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد