لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لا يوجد أسوأ من أن يواجه المرء جملة من الأمور السلبية التي تمنعه من الكتابة. في هذه التدوينة سوف أحكي لك معاناتي مع "
قفلة الكاتب" لأشهر طويلة ثم حلها من خلال المشاركة في سباق الخمسين في "زد"، وأخيرًا.. نصائح عند محاولتك التخلص من القفلة.
صفحة بيضاء
أنهيت مرحلة الماجستير، وها أتينا لما بعد التخرج، كانت فترة صعبة مليئة بالإحباطات الشديدة. لم أكتب خلال تلك الفترة شيئًا، ولا حتى مجرد منشورات قصيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لم أستطع كتابة شيء، حاولت وقتها كتابة تدوينات لكن لم أستطع، وكانت صفحة برنامج الوورد بيضاء، وإن كتبت شيئًا فسيكون سطرين فقط -حرفيًّا سطرين لا أكثر- لقد كان الوضع مزريا والأسوأ أنه استمر لما يقارب (7) أشهر.
الأسباب التي جعلت قلمي يتوقف عن الكتابة
تختلف أسباب قفلة الكاتب، فقد ترجع لأسباب إبداعية مثل عدم القدرة على توليد أفكار أو أسباب نفسية، وربما الأسباب التي جعلتك تتوقف عن الكتابة تختلف عن الأسباب التي جعلتني أتوقف عن الكتابة: أسباب نفسية، إحباطات من جدوى الكتابة، السعي القاتل للمثالية، إنه خليط مثالي لجعل أيّ كاتب يتوقف تمامًا عن الكتابة. لكن بالرغم من هذا الخليط السيء فإن المشاركة في سباق الخمسين سمح لي بتجاوز الأسباب والشروع في الكتابة والاستمرار فيها.
ميزات سباق الخمسين التي ساعدتني على حلّ قفلة الكاتب
1- إجبارك على الكتابة
عندما تتخذ قرار المشاركة في سباق الخمسين فعليك أن تكتب، ولا يوجد لديك خيار سوى أن تفتح دفترك وتكتب، حيث يتحتم عليك كتابة على الأقل 50 تدوينة في السنة وهذا الرقم ليس بالقليل، يعني أنه لا مفر من الكتابة. قد يكون الإجبار على كتابة عدد معين من التدوينات قاتلًا! لكنه إيجابي إن لم يحصرك في مدة قصيرة يصعب عليك خلالها إنجاز المهمة. ربما أنا محظوظة عندما قررت المشاركة في سباق الخمسين في شهر أبريل من العام (2020م)، يعني أن لدي متسع من الوقت لإنجاز المهمة، وهذا ما شجعني على الكتابة.
الأمر الآخر.. إن كنت تعاني من قفلة الكاتب ولم تكن بحاجة ماسة للعمل لكسب قوت يومك -حمدًا لله على ذلك- فهذا قد يعني أنك ستتأخر في حلِّ عقدتك؛ بسبب عدم وجود دوافع قوية لحلِّ العقدة، لذا فإن مشاركتك في سباق الخمسين سوف يساعدك على الكتابة والالتزام.
2- تنوع التدوينات
أمر آخر يميز المشاركة في سباق الخمسين أنك لست مقيدًا بنمط معين من الكتابة، ولا حتى مواضيع محددة كما نرى في العديد من المواقع، صحيح أن هناك
مواضيع مقترحة للكتابة، لكنها تظل شرطًا عامًّا يترك لك مساحة كبيرة من الحرية. لم أشعر أبدًا بأية قيود أو شروط صعبة ومعقدة للتدوين في "زد" أو في سباق الخمسين، وهذا ساعدني على تخطي "قفلة الكاتب" والاستمرار في الكتابة. ربما أقرب تشبيه للكتابة في "زد" وكأنك تكتب مع الأم، صحيح أنه تم رفض تدوينتين لي في "زد"، لكن مع ذلك تبقى زد كالأم المرحّبة بكتابات أبنائها مهما كانت.
نصائح عند محاولتك التخلص من قفلة الكاتب
اعلم كم أن محاولة التخلص من قفلة الكاتب صعبة، لذلك سوف أنصحك بـ(3) نصائح عند محاولتك التخلص من القفلة أو عند بداياتك في التعافي منها:
1- لا تحمّل قلمك الكثير
بعد كتابتك الأولى وحلّ العقدة ليس بالضرورة أن تكتب الكثير أو أن يسيل الحبر من قلمك بشكل سريع، الأمر قد يكون تدريجيًّا، كتابة تدوينتك أو مقالتك الأولى إنجاز عظيم بحد ذاته، لكن ما يليه قد يكون بطيئًا بعد الشيء أو تدريجيًّا.
في الفترة الأولى من تخلصك من قفلة الكاتب من المهم ألاّ تحمل نفسك الكثير وألا تضع أهدافًا غير معقولة مثل كتابة (15) مقالًا شهريًّا أو أيّ رقم أنت لست قادرًا على تحقيقه، تذكر أن قلمك ما زال يتعافى، لذا لا تحمّله ما لا يطيق، ومع الوقت سوف يتعافى وستستعيد عافيتك وقوتك وبإذن الله ستعود للكتابة بالقدر الذي تريد بل وأكثر. المهم ألا ترفع سقف التوقعات من قلمك لئلا تشعر بالإحباط وتعود إلى نقطة الصفر. هوّن على نفسك، أنت تبلي بلاءً حسنا.
2- ابدأ بالأقرب إلى قلبك
عندما تحاول حلَّ العقدة.. ابدأ بكتابة المواضيع الأقرب إلى قلبك، ابدأ بالتدوينات العزيزة على قلبك، لا أقصد أن أيا ما تكتبه ليس قريبًا من القلب، بالطبع يوجد ارتباط عاطفي بينك وبين ما تكتبه، لكن ابدأ بالأقرب إلى قلبك والأسهل بالنسبة لك كي يسهّل عودتك للكتابة، وتجنب تمامًا التدوينات التي تشعر أنها صعبة أو ثقيلة على قلبك، دعها لوقت آخر حينما يتماثل قلمك للشفاء.
3- أحط نفسك بمجتمع من الكتّاب
تدرك مدى أهمية تواصل الشخص مع من عانوا أو يعانون الأمراض أو المشاكل نفسها، والأمر ذاته عندما تعاني من قفلة الكاتب. احرص على أن تكون متواجدًا في مساحات خاصة بالكتاب حيث يتحدثون عن مشاكلهم وتحدياتهم. مثلًا يمكنك الانضمام للمساحات الخاصة بالكتّاب على موقع كورا، أو مجموعات الواتساب أو التليجرام وغيرها من المجموعات الخاصة بالكتاب، سوف تجد الكثير من الدعم من زملائك الكتاب وسيساعدك ذلك على تخطي العقدة ومتابعة الكتابة.
في النهاية.. أيّا كانت نتيجة سباق الخمسين، فأعتقد أنني خرجت رابحة؛ لأنها ساعدتني على كسر قفلة الكاتب وانهال حبر قلمي وهذا هو الفوز.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد