لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
"حسنًا لقد بدأ الأمر قبل نصف ساعة من الزفاف، كنت في الحجرة المليئة بالهدايا، كنت أنظر لذلك القارب الرائع، وحينها أدركت أنني مفتونة بهذا القارب أكثر من باري"هذا ما قالته "ريتشل غرين" في الحلقة الأولى من المسلسل الأمريكي المشهور، فقد هربت قبل أن يبدأ زفافها بنصف ساعة، وتم إلغاء حفل الزفاف.منذ فترة ليست بالطويلة في شهر رمضان ظهرت إحدى الأغنيات الحماسية، تتحدث عن المرأة القوية وعلى تلك الأغنية تظهر الممثلة وهي تهرب قبل بدأ عقد قرانها، أيامها ثارت ثائرة الكثيرين الذين رأوا أن الأغنية تحرض الفتيات على العصيان، وتجمل مظهر فتاة متسيبة لا تتحمل تبعات قراراتها المتهورة، فتفطر قلب الرجل الذي خطبها واختارها زوجةً له.منذ ذلك اليوم وأنا أريد أن أصل للسبب الذي يجعل عروسًا قد تهرب من زفافها وتتراجع في اللحظة الأخيرة، وعلى الرغم من أنها ليست بالظاهرة الموجودة فإنها موجودة في مجتمعات أخرى، وربما يرجع انعدام تلك الظاهرة لدينا أن النساء لسن أحرارًا بشكل كامل للتراجع في اللحظة الأخيرة، وحسبما قالت إحدى الصديقات ذات يوم: لو استجابت كل امرأة لنزعة الهرب عندها يوم الزفاف لما تزوج أحد أبدًا.
لما قد تهرب العروس من زفافها؟
ما الذي يدفع امرأة للتخلي عن زهو الحياة الجديدة؟ والتي قد تكون -في بعض الأحيان- حياة مع حبيبها الذي اختاره قلبها، فما الذي يدفعها إلى ذلك؟طبقًا لموقع (psychologytoday) فإن هناك ثلاث احتمالات للنساء الهاربات من زفافهن:الاحتمال الأول: الخوف من الالتزام طويل الأمد
ففي المجتمعات المفتوحة تتسع الخيارات لدى الرجل والمرأة، مما يجعل عملية الاختيار صعبة، والاستقرار على ذلك الخيار أسرع، كما أن تلك المجتمعات تتسم بالوضوح والانفتاح فحينما يشعر أحد الطرفين بأنه غير قادر على التحمل أو أنه لا يرى نفسه في تلك العلاقة، أو حتى أنه أحب شخصًا آخر غير شريكه، لذلك تصبح عملية الاختيار صعبة وبناءً عليه حينما تأتي تلك اللحظة المهمة، لحظة الارتباط الأبدي، قد تهرب النساء لأنهن يشعرن بأنهن لا يمتلكن المقدرة على القيام بتلك الخطوة، لأنهن قد لا يتمكن من مواصلة الحياة مع هذا الرجل، كما أن عملية الطلاق لا تتم بسهولة وينتج عنها الكثير من الخسائر، الأمر في تلك الناحية قد يكون مرضيًّا فيكون ذلك نوعًا من الرهاب وهو رهاب الالتزام.الاحتمال الثاني: إنها طريقتهم لمواجهة الأمور
فبعض النساء قد لا يتمتعن بالقدرة على ضبط أنفسهن، والقيام بما يتوجب عليهم من مسئولية والزواج واحدة من المسئوليات التي تثقل كاهلها ولا تجعلها تتحمل ذلك الزواج، ستجد أولئك النساء يهربن من مواجه المشكلات في شتى نواحي حياتهن، فقد تجد النساء أنها غير قادرة على مواجهة هذا الضغط الجديد إلا بالهرب كعادتهن الأثيرة مما يجعلها تتخلى عن الزواج في اللحظة الأخيرة.وهناك بعض النساء اللائي تصبن بالذعر في حفلات الزفاف مما قد يجعلها تلغي الزفاف، ربما لتجربة غير موفقة أو غيره ففي الفيلم الأمريكي الرائع (runaway bride) تهرب البطلة حينما ينقطع الاتصال البصري بينها وبين حبيبها لأن ذلك يجعلها تشعر بالخوف وتزدحم أصوات الأفكار في رأسها، وحينما تعود تخبره بمواصفات الزواج الذي تحلم به.الاحتمال الثالث: اكتشاف أنه ليس الشخص المختار
"عندما كنت أسير في الممشى، كنت أسير باتجاه شخص ليس لديه أي فكرة عن هويتي الحقيقية. وكان ذلك نصف خطأ الشخص الآخر فقط، لأنني فعلت كل شيء لإقناعه بأنني كنت بالضبط ما يريده" ماغي كاربنتر من فيلم (runaway bride) في الفيلم تترك ماغي كاربنتر ثلاث حفلات زفاف، ثلاثة رجال وهي في طريقها للمذبح من أجل الزواج، في حقيقة الأمر ما جعل ماغي تغادر كل مرة هو أنها اكتشفت أنها لا تريد أن تمضي حياتها مع هؤلاء الرجال لأن الأمر كذبة، لأنها لا تكون على طبيعتها معهم، تحتاج للتصنع، تحتاج لأن تكون امرأة أخرى، وهو ما جعلها لا تحب أيًّا منهم بالقدر الكافي الذي يجعلها تمضي معه حتى نهاية الحياة.
فنحن حينما نريد أن نتزوج يريد الواحد منا أن يلتقي بذلك الشخص الذي يتمكن معه أن يخلع قناعه الذي يرتديه في مواجهة العامل ويضع وجهه المتعب بين يديه، لا ليظل في تلك الدائرة المفرغة من التصنع من أجل أن يظل ذلك الشخص معجبًا به، الأمر مثلما قالت ريتشل لأصدقائها بأنها اكتشفت أن افتتانها بالقارب كان أكثر من افتتانها بزوجها المستقبلي.
الأمر يشبه تلك المقولة لأمل دنقل: "إنني لا أبحث فيك عن الزهو الاجتماعي ولا عن المتعة السريعة العابرة، ولكني أريد علاقة أكون فيها كما لو كنت جالسًا مع نفسي في غرفة مغلقة".في ذلك المثال تم ذكر الأسباب النفسية التي قد تدفع المرأة لترك الزواج في اللحظة الأخيرة، بالطبع لم يتم ذكر الزواج بالإكراه لأن سبب الهرب واضح للعيان، فلن تتحمل امرأة لديها خيارات مفتوحة بإجبارها على شيء، لا يتحمل ذلك أيّ أحد سواء كان رجل أو امرأة، ويدخل تحت بند الإكراه هو أساليب الابتزاز العاطفي التي تمر بها الفتاة، مثل وصمها بسنها الكبير، أو فرصه المحدودة، وهو ما يمارس علينا في أوطاننا العربية، فالأمر لم يعد يتوقف فقط على التهديد، بل يتعدى إلى الابتزاز العاطفي من الأهل أو التخويف من المجتمع، أو الضغط المجتمعي الذي لا تتمكن الكثير من الفتيات من مقاومته وتحمله، مما يجعلنهن يقبلن بفرص أقل بكثير مما تريد، ولكن خيار الهرب والإلغاء في اللحظة الأخيرة ليس متاحًا فحينها ستصبح المشكلة أكبر وأعمق، أو حتى إن بعض الفتيات لن يكن قادرات على تحمل تبعات تلك الخطوة الكبيرة.