لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
سأخبركم كيف استطعت أن أحيا حياة سعيدة منذ طفولتي وحتى الآن، أعتقد أن أغلبكم ينتظر تلك المقالة بفارغ الصبر، وكيف سأتحدث عن السعادة بما أن حياتي منذ الطفولة مليئة بالأحداث الغريبة؛ لكن دعونا نترك تلك الأحداث نهائيًّا وكأنها لم تكن ونتحدث سويًّا عن حياتي المجنونة المليئة بالسعادة.قبل كل شيء لا بد أن أخبركم أني شخصية غريبة جدًّا من الممكن أن يسعدها أي شيء، حتى لو اشتريت علبة ألوان جديدة، أو شاهدت فوز فريقي المفضل -الزمالك- على غريمه الأهلي؛ لن أطيل الحديث وسأخبركم بــ 10 خطوات ستمنحك السعادة علي الفور.
1- الثقة في الله
لا يوجد شيء ينغص على البشر حياتهم سوي التفكير في المستقبل والقلق بشأنه؛ لكن دعونا نتخيل أن حياتك تسير بالشكل الآتي: تستيقظ وتذكر الله وتودي صلواتك وتنام بشكل جيد وتمارس أي رياضة لتنشيط دورتك الدموية، وتنهي أعمالك كما ينبغي، وتترك ما لقيصر لقيصر وما لروما لروما، ولا تقلق بشأن أي شيء، أخبرني إذن كيف ستكون حالتك النفسية؟
مهلًا! أنا لا أطلب منك عدم الاكتراث بمستقبلك؛ لكن كل ما أقوله هو أن تفعل ما تريد وتترك الباقي لمشيئة الله، سأسرد لكم مثالًا، في الآونة الأخيرة راودتني أفكار ووساوس شيطانية تطلب مني التوقف عن كتابة المقالات وعدم تضيع الوقت في المشاركة في سباق الخمسين، بحجة أني لن أفوز في السباق وأن الكُتّاب الآخرين ماهرون ولديهم خبرة واسعة، وأنا -مهما اجتهدت- لن أرتقي لمستواهم.لكن تلك الأفكار والوساوس لا تعلم أني لا أكترث بالنتيجة؛ فيكفيني شرف المحاولة والتجربة، وطالما بدأت شيئًا لن أتركه بإذن الله في منتصفه وبعون الله سأنهي الخمسين مقالة من تجاربي الذاتية ولو أسعفني الوقت سأزيدهم بعشرة آخرين إن شاء الله؛ لأن أهم مراتب السعادة أن تفعل كل ما بوسعك وتتوكل بعد ذلك على الله، الذي لا يضيع أجر من أحسن عملًا، سأذكركم بالحديث الذي خطر على بالي الآن عن سيد الخلق:
إن قامتِ الساعةُ و في يدِ أحدِكم فسيلةً ، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها، لهذا لا تتردد وافعل ما بوسعك ثم توكل على الله.
2- اترك الأمور لمجراها
علمتني الحياة أن أترك أيّ شيء أعجز عن حله وأفوض المهمة للوقت فهو جدير بإصلاح كل شيء، أتذكر في عام (2016م) أني قررت الاستياء من كل شخص لم يأتِ لحفلة خطبتي لدرجة أن خطيبي السابق أقنعني بمسامحتهم لكني عنفته وأخبرته ألا يتطرق لهذا الموضوع مجددًا؛ لكن مع الوقت تغيرت أفكاري والآن لم أعد أشعر بالاستياء تجاههم، وعادت علاقتنا كما كانت من قبل.
3- الرضا والقناعة
من أجمل العبارات التي سمعتها مؤخرًا مقولة "البشر يخططون والقدر يضحك"؛ الغريبة أن أفكاري تبدلت تمامًا بعد سماعها؛ فأصبحت أكثر مرونة في مواجهة الصدمات، فلم أعد أكترث بأي شيء يسير عكس ما خططت له؛ لأني اقتنعت أن ما كتبه الله لي أفضل بكثير من خططي.
4- البحث عن مصادر للسعادة
في بداية العام الحالي شرعت مصر في بناء كوبري بالقرب من منزلي ضمن سلسلة كبارٍ كبرى، فبدأوا في إصلاح البنية التحتية، حينها تم فصل الإنترنت وخطوط الهاتف، كان ذلك بمثابة نهاية العالم بالنسبة لي فحياتي عبارة عن عمل إلكتروني ودراسة أونلاين، حتى السودوكو كان أونلاين، إذن ماذا أفعل في حياتي بدون الإنترنت؟؟ إنها مأساة حقيقية.لكن عدت لوعيي سريعًا وأخبرت نفسي أن السعادة لا تساوي لمبة صفراء في الرواتر فحسب، وعليكِ أن تبحثي عن مصادر أخرى لسعادتك، وقتها عدت لحياتي قبل عصور الإنترنت فذهبت لشراء مجموعة بازل ومكعبات ولعبة دومينو وكراسات رسم وألوان وذهبت لقراءة كل كتبي التي اشتريتها من معرض الكتاب، وهكذا استرددت سعادتي من جديد.
5- البدء في خوض مغامرات جديدة
أخبرتكم في مقالة
الحياة بعد الجامعة عن حالة الاكتئاب التي أصابتني بعدما افترقت عن أصدقائي، وقتها قررت البدء في خوض مغامرة الصحافة فذهبت للعمل في قسم الحوادث وكانت الأقسام والمحاكم والنيابة من روتيني اليومي، حينها شعرت كما لو أن الحياة لا تنحصر في مرحلة زمنية واحدة؛ لكنها ستدخلنا إلى لعبة كل مرحلة فيها أصعب من سابقتها.
6- افعل شيء يشعرك بقيمتك
أكثر شيء سيمدك بالسعادة هو أن تشعر بقيمة وجودك، وأن يقول لك الآخرون: يا له من شيء رائع أن يتواجد شخص مثلك في حياتي، لله الحمد لقد سمعت تلك الجملة "أنتِ أحلى حاجة حصلتلي في حياتي" من أمي ومن أعز أصدقائي؛ لهذا اقتنعت أن قيمتي الحقيقية تكمن في أهمية وجودي وتأثيري في حياة الآخرين، وما أسعدها من لحظة حينما تشعر أن وجودك وحده يكفي لإسعاد من حولك.
7- أسعِد من تحب
هل جربت يومًا أن تسعد الآخرين؟؟ إذن ماذا عن إسعاد من تحب؟؟ صدقوني لا يوجد شيء يجلب السعادة في هذه الحياة أكثر من إسعاد شخص تحبه، دعوني أخبركم بشيء حدث منذ (6) أعوام تقريبًا، في أحد الأيام خرجت من عملي بعد حصولي على راتبي الشهري وعدت مع أصدقائي سيرًا لمنزلي، وفي الطريق وجدت محلًّا يبيع ملابس للرجال فأعجبني قميص حريري بني فاتح بأزرار فضية عريضة؛ فاشتريته لأخي وكنت سعيدة جدًّا، واشتريت شيئًا لأمي وأبي؛ لكن ردّ فعل أخي حينما ارتدى القميص جعلني سعيدة جدًّا؛ لأنه بالصدفة القميص كان لون أخي المفضل وعلى مقاسه بالضبط، وكان أكثر قميص يصلح للمناسبات كحفلات الزفاف وأعياد الميلاد.
8- اترك أحزانك على أرصفة الطرقات
في فترات حزني أترك أيّ شيء في يدي وأذهب مع أمي للتجول في الميدان القريب من منزلي، وقتها نجلس سويًّا في محل العصير، نراقب المارة في الشارع، ونطلب كوبًا كبيرًا من عصير القصب أو الدوم باللبن، وأحيانًا ما نذهب لمحل الآيس كريم أو مقلة التسالي، وبعد عودتي أشعر كما لو أني تركت كل أحزاني مع كل خطوة لمحل العصير.
9- اشترِ هدية لنفسك
البشر يحتاجون للتحفيز من وقت لآخر، وهذا التحفيز سيجلب لهم السعادة حتى ولو كان بشكل مؤقت، أنا عن نفسي كل سنة قبل عيد ميلادي في شهر ديسمبر دائما ما أذهب للفجالة لشراء الأجندة الإدارية للعام الجديد وبعض الكتب والأدوات المكتبية الجديدة، بالنسبة لي عيد ميلادي حجة لشراء تلك الأشياء التي تشعرني بالسعادة.
10- ابحث عن هواية جديدة لنفسك كل شهر
ستقولون الآن كيف نجد هواية جديدة كل شهر؟ سأخبركم كيف، أولًا: ضع لنفسك قائمة بالأشياء التي تتمني القيام بها، وليكن التقاط الصور بجوار الأسد في حديقة الحيوانات، أو رسم بورتريه لنفسك، وثانيًا: اجمع كل تلك الأشياء واكتبها في جدولك، أنا عن نفسي كانت هوايتي الشهر الماضي هي متابعة المسابقات والأسئلة الدينية على الإنترنت، وهذا الشهر هوايتي هي لعب السودوكو أثناء الاستماع لموسيقى شوبان، وشهر ميلادي ستكون هوايتي بإذن الله مشاهدة لوحات بيكاسو ومايكل أنجلو، وهكذا.
في الختام
لن أخبركم بجمل مأثورة عن السعادة لكني سأخبركم بحقيقة أن السعادة ليست عملة نادرة؛ لأنها كامنة بداخلنا وهي على بعد قرار واحد منك؛ فاتخذ هذا القرار على الفور وأخبر نفسك أنك ستبدأ في جلب السعادة لحياتك من الآن فصاعِدًا.
إليك أيضًا:
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد