Loading Offers..
100 100 100

[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تعرف مستقبل ابنك منذ صغره؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

ما أوحي لي بفكرة هذا المقال اليوم هو تجربتي الذاتية، وما أخبرني به أخي منذ أيام قليلة وقتها تأكدت أن مستقبل الطفل مرتبط ارتباطًا وثيقًا بهواياته في الطفولة وحتى بشخصيته القديمة، والآن سأخبركم كيف أثرت شخصيتي أنا وأخوتي في الطفولة على حالنا الآن.

أولًا: طفولة أختي الكبرى

أخبرتكم من قبل أني ترعرعت في بيت عائلة أمي (بيت عائلة)، وكانت أختي شيماء هي الحفيدة الأولى في هذا البيت، على الرغم من وجود (3) أحفاد آخرين لجدتي (أبناء خالتي)؛ لكنهم كانوا يعيشون في منزل مستقل؛ لذا كانت شيماء هي أول حفيدة مدللة بالنسبة لجدتي والدة أمي وبالنسبة لوالدي بعدما فقدوا أخي الأكبر وهو جنين في الشهر الخامس؛ لهذا السبب كانت أختي هي مدللة العائلة، وبالرغم من أصول أبي الصعيدية إلا أنه يحب البنات أكثر من الأولاد -على عكسي أنا من أفضل المواليد الذكور عن الإناث- وبسبب هذا الدلال اعتادت أختي على معاملة معينة فأصبحت شخصيتها رقيقة لا تحتمل أذية الآخرين لها.أذكر أنها صادقت زميلة واحدة أو اثنتين على الأكثر أثناء فترة دراستها، وكانت حياتها لحين تزوجت عبارة عن رفاهية لذا تعرضت لصدمات كثيرة بعد الزواج بسبب اختلاف البيئة، شبّهت حالها وقتها بالسمك الذي أمضى سنوات حياته الأولى في النيل وفجأة أُجبر علي العيش في البحر الواسع مع سمك القرش؛ لذا أول درس تعلمته بعد مقارنة طفولة أختي بحياتها في المستقبل هو مراقبة سلوك الطفل وكيف يتعامل من حوله معه؛ لأن كل ذلك سينعكس عليه في المستقبل.

ثانياً: طفولة أخي الصغير

أول شيء كان يجب على والداي ملاحظته في طفولة أخي هو عشقه المبالغ فيه لكرة القدم؛ ولأنهم للأسف لم يدركوا هذا الشغف في مرحلة مبكرة أصبح أخي الآن، البالغ من العمر 27 عامًا من مدمني الرياضة بكل أنواعها، خاصة كرة القدم؛ لدرجة أني أعامله وكأنه المصدر الأول والأخير للمعلومات الرياضية أثناء ترجمتي لأخبار كرة القدم العالمية، وأثناء بحثي عن أي معلومة تخص جنسيات اللاعبين، بالنسبة لي أخي الصغير أفضل بكثير من أي محلل كروي وأي حكم دولي.ومنذ يومين بالضبط أخبرني أخي أن عدد زميلاته من البنات أكبر بكثير من عدد أصدقائه الذكور بسبب طفولته؛ أذكر أن فترة طفولة أخي كانت واقعة تحت سطوتي أنا، فعندما دخل امتحان القبول في المرحلة الابتدائية عامله الجميع على أنه "أخو هبة"، ذكي مثل أخته، شاطر مثل أخته، وهكذا أصبحت شهرتي في المدرسة تخفي هوية أخي شيئًا فشيئًا؛ لهذا قرر ألا يتحدث مع أحد إلا بعد تنسيق جمله وأفكاره.أتذكر أن أخي في صغره كان يتحدث مع نفسه ويردد الجمل التي سيقولها لأبي بعد لحظات، كل هذا تجمّع في نفسيته وأصبح مع الوقت كما نقول في مصر "حلال العقد"، وكان ولا يزال حتى الآن يعشق حل مشكلات أصدقائه، لدرجة أني أطلقت عليه لقب أسامة منير بسبب حله للمشاكل الاجتماعية والعاطفية لأصدقائه وزميلاته، ومنذ أن أخبرني أخي بهوايته في حل مشاكل الآخرين والاستماع لهم وأنا ألوم نفسي على ما فعلته في حق أخي الصغير؛ لأني الآن فقط أدركت أن اهتمام عائلتي بأختي الكبرى وذهاب والداي معي للمستشفى في طفولتي بشكل دوري وانشغالهم بعلاجي كل هذا جعل أخي يشعر بالوحدة والتهميش في طفولته، وذلك ما دفعه إلي إنشاء صداقات مع أي شخص حتى ولو كان لا يستحق صداقته، أو ربما أنا أتوهم ذلك من شدة حبي لأخي وأخشى عليه من أذية الناس له.

أخيرًا: طفولتي

كانت طفولة أخي وأختي ومستقبلهم مؤشرات ودلائل على تأثير فترة الطفولة على الشخصية المستقبلية للطفل؛ لكن أنا وبما أني صادفت طفولة غريبة آلت بي في نهاية المطاف لمجال الصحافة، فسأحدثكم عن تأثير طفولتي على حياتي العملية، طبعًا لن ألوم الآباء والأمهات على عدم انتباههم لهوايات أبنائهم في الصغر لأنه -كان الله في عونهم- في هذا الزمان إنشاء طفل سوي اجتماعيًّا وعقليًّا وروحيًّا بمثابة معجزة بكل المقاييس؛ لكني هنا أطلب منك أيتها الأم أن تلاحظي هوايات طفلك، أنا عن نفسي كنت أهوى تأليف السيناريوهات والتحدث بها بصوت عالٍ في المترو وقراءة أخبار الحوادث، وها أنا الآن أصبحت صحافية ومؤلفة كتب وروايات، وأخي كان مدمن كرة قدم وها هو الآن من أهم مصادر المعلومات بالنسبة لي أثناء كتابتي لأي خبر أو تقرير رياضي.

في الختام

لا يسعني سوى إخباركم أن أطفال اليوم هم قادة المستقبل؛ فاحرصوا على مراقبتهم جيدًا؛ فالعالم الكبير أحمد زويل -رحمه الله- كان يضع على باب غرفته لقب الدكتور أحمد زويل قبل أنا يعرف أن المستقبل يخبئ له جائزة نوبل في الكيمياء، وربما طفلك سيكون أحد أهم الشخصيات التي ستؤثر في مصير العالم في المستقبل، كل ما عليكِ فعله هو مراقبة طفولته فحسب.
إليك أيضًا:

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..