لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
ما حدود الخصوصية في العلاقات الزوجية والعاطفية، ومع الأبناء، ففي هذا العصر أصبح الهاتف يحمل حياتنا كلها بأدق تفاصيلها، هل من حق الزوج والزوجة الاطلاع على الهاتف بكل أسرار حساباته، هل يحق لنا معرفة كل شيء عن أبنائنا من خلال هواتفهم؟تقول السيدة ا.ش ربة منزل: ما يفرض حدود الخصوصية هي طبيعة العلاقة بين الطرفين، هناك طرفان اعتادا مشاركة كل شيء معًا وآخرين يكون هناك طرف غائب عن أشياء كثيرة يفعلها الشريك، فليس هناك مقياس ثابت، المقياس هو رغبة طرف الاحتفاظ بجزء لا يريد الآخر أن يعرفه وقتها يجب احترام رغبته ولا يجب معرفته جبرًا، رغبة الشريك في معرفة كل شيء حتى كلمة سر الهاتف أو الحسابات الشخصية في رأيي أن هذا ليس من حقه لأن لكل منا دوائر علاقات، دائرة عمل، عائلة، أصدقاء، وكل هؤلاء يشاركوننا حياتهم وأسرارهم، فالشريك هنا ينتهك خصوصيتهم وليس خصوصيتي فقط مما قد يسبب لهم مشاكل كبرى.
كيف يمكننا إصلاح الأمر عند هذا الطلب دون خسارة؟
الحقيقة أن هذا طبع، طبع الرغبة في معرفة كل شيء عن الشريك، من الصعب تغييره أو إقناعه أن هذا ليس حقه، ولكن من الممكن أن يحدث إذا تمسك الطرف الآخر بحقه في خصوصيته ووقف أمام محاولات التعدي عليها من الشريك، لا بد أن يوضح دائمًا أنه رافض ولن يقبل ومع الوقت سيتمكن من بناء الحدود ولكن بعد حرق أعصاب.أما الأستاذ ا.م 45 عامًا موظف فله رأي مخالف: ما سأقوله هو ما يجب علينا فعله ولا نستطيع، أرى أن الأبناء حتى سن (18) سنة يجب ألا تكون لهم أيّ خصوصية على ولي الأمر ثم بعد ذلك يمكن أن يصبح للأولاد خصوصيتهم بعد ما زرعته فيهم، أما البنات فلا يجب أن تصبح لهن أي خصوصية على والديهن أبدًا، وكذلك الزوجة، وفكرة أن لها دائرة معارف يمكن أن تنتهك خصوصيتهم فالمطلوب هو عدم حدوث هذا البوح أصلًا، لا يجب أن تحكي أخوتها وصديقاتها أسرارهن من خلال المحادثات الكتابية والصوتية على هذه الحسابات التي من الممكن أن ينتهكها أيّ غريب بمجرد سرقة الحساب.عقبت على هذا ف.ا: لأننا مجتمعات تفتقد لقيم الحرية واحترام الاختيارات الشخصية فأغلب أنواع الحب هي حب امتلاك وسيطرة سواء سيدة أو رجل، يقيموا علاقاتهم بنفس المفاهيم التي عرفوها، وفي بعض الأحيان يكون هذا نوع من أنواع الشك أو الغيرة المتطرفة وهي موجودة عند الرجل بشكل أكبر بحكم أن المجتمع يعطي السلطة للرجل فهو يتحكم باعتبار هذا إصلاح وتقويم وحماية سواء لأبنائه وبناته أو لزوجته.
بعد أن جمعت وجهات النظر أردت أن أعرف رأي الدين في ذلك ويجيب الدكتور عويضة عثمان أمين الفتوى في دار الإفتاءإن الخصوصية مكفولة للطرفين بالطبع ولا يحق للمرأة التفتيش وراء زوجها، ما تفعله السيدات من تفتيش الهواتف حرام شرعًا لأن هذا عين التجسس "ولا تجسسوا" كما أن هذا يفتح باب الشيطان، وهذا بالطبع تصرف مدفوع بالشك لذا يجب أن تنصرف عن الشك "إن بعض الظن إثم"، وإذا حدث أن عرفت شيئًا دون بحث وتتبع للعورات فلتنصح وتعرض بالحديث لكن إذا صارحته بما عرفته بطرق التجسس الملتوية وكشفت ستره. ستؤدي إلى الخراب.أما بالنسبة للرجل فهو ولي أمر لأبنائه ولزوجته أيضًا ويحق لولي الأمر المتابعة، لا أقول التجسس ولكن يجب أن يكون يقظًا متابعًا لبيته وما يحدث معهم، المرأة أحيانًا تكون طيبة جدًّا وتتصرف بحسن نية حتى تقع في مشكلة؛ لذا فواجبه أن يتابع ويحميها من مثل هذا وكذلك مع أبنائه والأم مع أبنائها يجب أن تتابعهم.
أما بالنسبة لرأي علم النفس في هذا الأمر فتجيب المعالجة النفسية دكتورة وفاء شلبي:في رأيي أن الخصوصية يجب أن تكون للطرفين لا يجب لطرف أن يتجسس على الآخر، فمن الممكن أن تقع عينك على كلام مكتوب لا يحمل أيّ شيء وتحمله أنت معاني خاطئة، ولأن هذا مدخل للشك ويجب أن يكون هناك احترام وثقة بدون تبادل كلمات سر الحسابات الشخصية والحفاظ على الخصوصية يضمن الاحترام في العلاقة.الحقيقة أن المرأة تفتش أكثر من الرجل، لأنها تريد أن تعرف الأمر مبكرًا أن تكون يقظة وتلتقط أي خيانة قبل حدوثها فتبدأ بالتفتيش لأن الرجل في مجتمعنا إذا فتش وراء زوجته فهذا معناه أنه رأى أشياء جعلته يشك أنها تفعل شيئًا بالفعل وليس كما تفكر السيدات، وشك الرجل ليس مقبولًا اجتماعيًّا كشك الزوجة، إذا لاحظت الزوجة أيّ تغير في يومه يجب أن تنتظر حتى تجد شيئًا ظاهرًا ملموسًا لكن بحثها خلفه سيجعل العلاقة تخرب تمامًا، والمواجهة نضوج.التفتيش يجعل الرجل يتصرف بجرأة والمصارحة تجعله أهدأ ويتصرف بنضج أكثر أمَّا بالنسبة لولي الأمر فأنا أرى أن للأولاد خصوصيتهم أيضًا كل ما يجب أن نفعله هو أن نغرس القيم والدين والمبادئ ثم نجعلهم ينخرطون في الحياة ونراقب من بعيد، لأن المراهق ذكي جدًّا يمكن أن يأتي بهاتف آخر بأي وسيلة وسيتعامل مع انتهاكك لخصوصيته بعند وسيتمكن من إخفاء أيّ شيء يفعله لذا من الأفضل أن تكسبه بأن تحترمه باحترامك لخصوصيته وبتعزيز ثقتك فيه سيتحمل المسؤولية.
إليك أيضًا:
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد