Loading Offers..
100 100 100

الشغف: سر للنجاح أم الفشل؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

الشغف هو أحد أهم الأسباب لنجاح أي شخص في تحقيق هدفه أو إنجاز أي شيء، أن تحيا بدون شغف هو البؤس ذاته، تعمل كأنك ترس صغير في مصنع كبير، تشعر وكأنك عادي جدًّا ولا تصنع أي فارق ويمكن الاستغناء عنك بكل سهولة، لن يحدث أيّ ضرر ولن يلاحظ أحد من الأساس، بل وإن حدث اختلاف قد يكون للأفضل، ستشعر وكأنك ساعي بريد هو نفسه أصبح يستخدم الإيميل، أو عامل على آلة تم اختراع أخرى مميكنة تؤدي نفس الدور ولا تحتاج إلى عامل، أو أي وظيفة أخرى فقدت أهميتها نتيجة للتطور والتكنولوجيا.هذا الإحساس بالضياع أو انعدام القيمة للأسف هو إحساس صحيح وغير كاذب على الإطلاق، ولن يخفف من شدة هذا الإحساس غير القليل من الشغف، نعم أظن أن القليل فقط كافيًا جدًّا، بل أحيانا يكون أفضل من الكثير، والآن سأشارككم القليل من تجربتي التي أوصلتني إلى هذه النتيجة.أنا دائما ما كنت شخصًا متخوفًا إلى أقصى درجة، أعير جميع من حولي اهتماما بالغًا وأراقب ردود أفعالهم تجاه ما يخصني بتركيز جندي وجد نفسه وحيدًا في جزيرة مليئة بالأعداء، أبكى أو أنكسر وحيدًا، يجب ألا يظهر علي أي اختلاف كبير، دائمًا أكره المواجهات أو الصراعات الكبيرة، لأن التصرف بشكل خاطئ حينها تكون نتيجته كبيرة جدًّا بالنسبة لشخص مثلي، أعتاد إعادة المواقف مرارًا وتكرارًا، تارة أجد نفسي مخطئًا وتارة أخرى مصيبًا، كاذبًا وصادقًا، وأيضا أنا دائمًا أجد نفسي مرتعبًا من فكرة أني تسببت في أذى أو ألم لشخص آخر.

ليست مثالية على الإطلاق

لسببين؛ الأول: لأني مكتظ بالعيوب الكبيرة، والثاني: أن هذا الارتعاب لم يمنعني من أن أقوم بإيذاء الكثيرين، أعلم أن المعظم لم يكن عن قصد وأعلم أيضًا أنه في كل الأحوال هذه هي طبيعة الدنيا والأهم أنْ نحاسب أنفسنا بشكل دوري كي لا نكرر نفس الأخطاء، ولكن عندما يأتي أحدهم ويقول لي أنا أحد أكثر الأشخاص إيذاءً له أو أنى تسببت له في كمٍّ كبير من الألم، هنا وهنا فقط لن أستطيع أن أصف أي شيء غير أني أبكي بحرقة، كل إحساس صعب شعرت به يومًا مختلف تمامًا.أنا دائمًا ما أحب التفكير بشكل منطقي ومنظم ويدعي الكثير أنى بارع في هذا وأن ذلك هو دليل على ادعائهم بأني شخص قاسي القلب لا أمتلك من المشاعر إلا القليل الذي يجعلني أُشْبه البشر شبهًا ضعيفًا، أنا أخالفهم الرأي في موضوع القسوة ولكن من الممكن أن أكون هنا أنا المخطئ وأن صورة قاسي القلب في رأسي ساذجة بعض الشيء، أنا أتخيله ينعم بمعظم أفعاله حتى وإن كان يحطم قلوب كل المقربين منه، جائز جدًّا أنه عندما يفعل ذلك يكون حزينًا جدًّا ولا يستطيع النوم أو الأكل لأسابيع ولا يجد لذة في أي شيء لشهور طويلة، كل هذا جائز ويدل على أني فِعلًا هذا الشخص القاسي كما يقولون حتى وإن اختلقت معهم، ولكن أنا متفق معهم أني أحاول استخدام عقلي والتفكير بالمنطق دائمًا، أستخدم عقلي عندما أختلف مع أحدهم وإن حدث وكان الخلاف كبيرًا أقوم بأخذ آراء مَن أرى فيهم الحكمة وخوف الله وتفضيل كلمة الحق على محاباة أحد الطرفين.يحدث أن المنطق الذي أستخدمه وآراء الناس تجتمع على أني لم أكن هذا الشخص القاسي والقبيح، الأدهى من ذلك أن يأتي الشخص نفسه ويعترف بخطئه لي، ولكن حتى هذا الاعتذار لن يغير الكثير بالنسبة لي، يجوز لأني لا أؤمن كثيرًا بنظرية المؤامرة أن شخصًا سيفتعل الكثير فقط ليشعرك بالسوء، أو بالأحرى لو أن هناك احتمالًا ولو صغيرًا أنك سببت مقدار الألم الكافي لشخص بعينه للدرجة التي جعلته يصارحني بكل هذا، شئت أنا أَمْ أبيت كلما تذكرت أي شيء لا علاقة بأحداث ألم لشخص آخر فإن اليوم قد انتهى، أو بالأحرى حتى أنسى هذا الإحساس أو أتناساه.

السبب في كل هذا من وجهة نظري هو اختلاف النوايا

قد تقول ما الجديد في هذا فإن الحياة مليئة بالأخيار والأشرار أو أصحاب النوايا الحسنة والخبيثة؟ ولكن هذا ليس الاختلاف الذي أقصده.أي علاقة سواء كانت صداقة أو حبًّا تبدأ بشكل جيد للغاية، والسبب معروف لأن كل طرف يقدم من (الاهتمام أو الحب أو الالتزام، إلخ) مثل ما يتلقاه من الطرف الآخر، بعد فترة من الوقت يحدث التقارب والاطمئنان والثقة وأحيانًا الانصهار، هذه هي اللحظة الأجمل بكل تأكيد ولكنها لا تدوم كثيرًا.السبب في نظري أن يكون أحد الطرفين أكثر حبًّا من الآخر، غالبًا ما يشعر الأكثر حبًّا بخيبات أمل كثيرة بعضها حقيقي وبعضها بسبب شدة حبه، ولكن سأحكي ما يحدث لي دائما في كل علاقاتي.دائمًا أحاول أن أتحكم في نفسي جدًّا، انفعالاتي ومجاملاتي وكلامي وكل شيء، أنا عادة لا أميل للمبالغات وخاصة الكبير منها وأجد فيها رغبة ملحة في تجميل قبيح أو تجميل ناقص، والكلام الجميل الصادق الحقيقي كافٍ جدًّا ولا مانع من بعض المجاملة إن لزم الأمر.ولكن يحدث أن أشعر بأن أحدهم يحمل لي من الحب أكثر بشكل ملحوظ من الذي أحمله له، حتى هذه اللحظة لا توجد مشكلة، المشكلة تبدأ من اللوم والعتاب، أنا أحبك كل هذا الحب وأنت لا تبالي، حينها أراجع نفسي وأقول لا يجب استخدام العقل بهذا الشكل مع من يحبك إلى هذا الحد، وفعلا أترك نفسي، اتركها تمامًا، الآن لا أتحكم في شيء، يكفينا أننا نشعر بالسعادة.الآن قد ضمن هذا الشخص وجودي وحبي وكل شيء، لا داعي إذن في فعل بعض الأشياء التي كان يتجنب فعلها حتى لا يضايقني، أنا لم أغب عن الوعي تمام مع ذلك، أعلم أنه فعل فعلته وهو يعلم تماما ما ستسببه له من ضيق، أتغافل مرة وألمح أخرى، أتغافل أيضًا ثم بعد ذلك أصرح أن هذا يضايقني ولا أريد تكراره، لا أكون فظًّا ولا قاسيًا، فقط أوضح الأمر بتعقل، بالطبع ليس بنفس دقة أول مرة، ولأني الآن محب وواثق ولا أستطيع أنا أطلب وكأني غريب يشرح كل شيء من البداية، وهنا تحدث المفاجأة المدوية، لم يقتصر الأمر هذه المرة على تكرار الخطأ بل والمغالاة فيه والتفنن في الوصول لأكثر طريقة من الممكن أن تسبب لك الأذى والألم.هنا انتهى كل شيء بالنسبة إلى وعن اقتناع، مهما قيل إن هذا من الظلم.القصد من كل هذا أنّ قليلًا من الشغف يكفي، الجرعة الزائدة من اللاانصهار أو الحب أو الثقة تجعلك تحلق بعيدًا وكأنك تعيش وحيدًا، والسقوط يكون مدويًّا، لذا فالاعتدال هو الحل الوحيد لمن هم مثلي، إلا إذا كنت شجاعًا، عندها اذهب بعيدًا ولا تخف، ولكن فضلًا تذكر هذه النصيحة مني، عندما تحلق عاليا اترك ولو ريشة منك على الأرض، لا تحلق كلك، السقوط من هذه المسافة صعب جدًّا، للدرجة التي ستجعل مجرد فكرة الركض مرعبة، فما بالك بالطيران.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..