Loading Offers..
100 100 100

الفشل جزء من الحياة

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

يعلم الجميع أن الفشل جزء من الحياة. قيل لنا هذا منذ اليوم الأول لنا في المدرسة، ولا يمكنني أن أعترض على ذلك. وقبل أن أتطرق إلى المزيد، أرجو منكم ملاحظة أن هذه المقالة ليست مفتاح الحل للفشل حيث أقدم لكم فيها خمسة طرق للتغلب على الفشل. فأنا لا أستطيع كتابة هذا المقال لأنني فاشلة في التعامل مع الفشل. فالناس الذين يميلون نحو الكمال هم عادة ناجحون. وبالطبع عكس الفشل هو النجاح ، وما الشيء الأنجح من الكمال؟ لا شيء حقًّا. فإذا أجبت على كل سؤال بشكل صحيح في الاختبار، أو كتبت مقالًا متماسكًا ومترابطًا للغاية، أو قدمت خطابًا لا تشوبه شائبة، فقد ذقت الكمال والنجاح.النجاح هو الجرس الذي يرن بتناغم في نهاية طريق وجهتك الطويل والشاق. ومن ناحية أخرى، فالفشل -إذا أردنا مواصلة الاستعارة السابقة- هو رنين الصنج الناشز الذي يعلن عن إخفاقاتك وأخطائك وغفلاتك عن الأمور المهمة.سواء أردنا الاعتراف بذلك أو لا، كلنا ذاق الفشل في حياته كثيرًا. أعلم أني قد ذقته، حتى عند تعلمي ركوب الدراجة ذات العجلتين كان ذلك بالنسبة لي محنة، فقد فشلت، ولكني أصررت، ثم فشلت مرة أخرى، لكني استمريت إلى أن فوجئت يا للعجب!  بأني بالفعل قمت بموازنة نفسي على الدراجة وقدتها كما لو كنت أقودها منذ سنوات.

الجزء الجيد من الفشل

بمجرد أن تهزمه بتعديل تلك المقالة للمرة الخامسة أو تفسير ذلك العمل الأدبي بحيث يتضح لك معناه، تكون قد وضعت نفسك في منتصف طريق النجاح. فقد حولت الفشل إلى نجاح، ويمكنك أن تنسى كل شيء يتعلق بتلك الفترة المؤقتة المزعجة التي افتقرت فيها مقالتك إلى الإيجاز أو تلك التي عجزت فيها عن تحديد موضوع روايتك الكلاسيكية.ولكن ماذا يحدث عندما لا تتمكن من تحويل الفشل إلى نجاح؟ هذا بالضبط ما حدث لي عندما قمت بتدريس طالبات الصف الثالث. كنت أخفق في تدريسهم بين حين وآخر، لكن الأمر لم يكن هو أنني أدخل الفصل الدراسي ولا أعرف ما الذي يجب علي فعله مع عشرين طالبة أو نحوه ذوات التسع سنوات. من نواح كثيرة فعلت الأشياء الصحيحة. جمعت المستلزمات الضرورية، وراقبت المعلمات الأخريات لأتعلم منهن طريقة التدريس، وطبقت الأفكار التي تعلمتها في فصول الكلية.ولكن بطريقة أو بأخرى ومثل القيام بإعداد وصفة كعكة القهوة التي قد تخرج من الفرن زائدة الحلاوة أو زائدة الرطوبة أو تتفتت عند تقديمها، فأنا لم أتمكن من تجميع كل القطع معًا للحصول على طبق مستساغ. كانت المشكلة أنني كنت أفشل في جوانب مختلفة أثناء استمراري في التدريس؛ لسبب واحد، هو أنني لم أكن قادرة على تأديب طالباتي بشكل مناسب، وكنت أشعر بالخجل من طلب المساعدة. كما أنني لم أهتم حقًّا بالطالبات الأقل ذكاءً أو الأقل شغبًا، وأخجل أن أقول إنني أحرجتهم مرة أو مرتين عن قصد. ومع ذلك، ما زلت أحصل على تقييمات جيدة. لكنني كنت أعرف –وأتوقع أن صغيراتي يعرفن أيضًا– أنني كنت بعيدة كل البعد عن أن أكون معلمة مثالية.

حاولت تحويل فشلي إلى نجاح

لكن الشيء المضحك في عملية التحويل هو أنه إذا لم يكن لديك الالتزام أو الدافع، فلا يمكنك إكمال العملية. استغرق الأمر مني خمس سنوات لأدرك أنني أفتقر إلى الالتزام بتحسين مهاراتي التدريسية. علاوة على ذلك، كان العار يغمرني باستمرار لأنني اعتبرت فشلي كمعلمة جزءًا من فشل أكبر. فأنا لم أختر المهنة المناسبة، المهنة التي لدي شغف بها.كنت أفتقر إلى الشغف بتقديم ما اعتبرته مادة مملة، وافتقرت إلى شغف الحصول على المتعة أثناء تعلمي كشابة. لقد استبدلت هذا الشغف بالطابع العملي والرغبة في الحصول على عرض عمل لائق. كنت أرغب في التخرج من الكلية بأوراق اعتماد فورية للتوظيف، وكان التدريس هو الأداة التي تسمح لي بالقيام بذلك. لم أطرح على نفسي الأسئلة الصعبة أبدًا مثل ما الذي أريد فعله حقًا خلال الخمسين عامًا القادمة أو نحو ذلك؟ كنت مهووسة جدًّا بالكمال فيما يتعلق بمعدلي التراكمي وحصولي على الثناء من المعلمات، وكنت عمياء وساذجة لدرجة أنني أدركت أن الكمال لن يمنحني الثقة والنجاح الذي كنت أتوق إليه حقًّا.لذا سلمت لهم العهد المدرسية واستقلت من عملي كمعلمة. إن ما فعلته هو فقط اعترافي بالفشل لنفسي ولأفراد عائلتي المقربين، وحتى أنهم لم يفهموا سبب التخلي عن وظيفة ثابتة لأفشل في العثور على وظيفة أخرى. لأن هذا بالضبط ما فعلته. بدلًا من أن أطرح على نفسي الأسئلة الصحيحة، واصلت طرح السؤال الخطأ مرة أخرى: ما هو القرار المهني المناسب لمعلمة عاطلة عن العمل؟

السؤال الصحيح

فالسؤال الصحيح –ما هو شغفي؟– لن يظهر حتى أفشل عدة مرات. ظاهريًّا، ستبدو هذه الإخفاقات على أنها نجاحات، لكنني لم أكن سعيدة لذلك كان هناك خطأ ما. كان ينتابني اكتئاب مزمن، لكن الكثير منه كان اشمئزازًا من الفشل مرة أخرى. كنت أصلح لأن أكون أمينة مكتبة جيدة للغاية، لكنني لم أفكر بذلك أبدًا.نعم ، كانت معايير الكمال حواجز أمام خوضي تجربة النجاح، ولكن رغم ذلك، لم أقم مطلقًا بتطوير سلوكي وأتحمل الصعاب لأتميز في وظيفة أساعد فيها الآخرين في العثور على المعلومات. لذا نعم ، لقد فشلت مرة أخرى في طرح السؤال الصحيح ، ونتيجة لذلك ، طلبت من الله أن يرزقني بوظيفة أخرى – مختلفة أكثر ، وأفضل على الأرجح – كأن أكون أمينة مكتبة.لكن الله يدرك أني لم أكن صادقة مع نفسي. لقد تلقيت الرسالة أخيرًا بعد فترة عمل أمينة مقتنيات المكتبة حيث أعمل على اختيار مواد لأكون بها تشكيلة معينة في الجنوب الغربي. لكني بدأت أشعر بأني لا أريد الاستمرار في هذا العمل. وأردت أن أصبح كاتبة. فقد قرأت معظم اليوم مراجعات الكتب، وأردت أن أكون ذلك الشخص الذي كتب الكتب أو على الأقل ذلك الذي كتب المراجعات.لذلك أصبحت أعمل كاتبة مستقلة وفتحت لنفسي بابًا جديدًا من الفشل. في ذلك الوقت، كنت أجيد الخروج منه والعودة إليه مرة أخرى. فما زلت لم أكتشف أيّ أسرار لأخبر بها الآخرين الذين اختاروا المهن الخاطئة، واصلت المضي قُدما وآمل أن أحول فشلي إلى نجاح.قلت لنفسي لقد تخلصت على الأقل من واحدة من أصعب عقباتي: فأنا أعمل في مهنة الكتابة، وهذه المهنة أثارت الشغف الذي كنت أبتعد عنه لفترة طويلة لأنه لم يكن أمرًا عمليًّا. لسوء الحظ، فإن الكتابة هي أيضًا نقطة جذب للفشل ما لم تثابر. لذلك أصبحت المثابرة والإصرار وسيلتين استخدمهما في عملية تحويل الفشل، وفي نهاية المطاف حققت بعض النجاح.هل تعلمت كيف أتعامل مع الفشل بشكل أفضل؟ نعم تعلمت. هل أفعل ذلك وأنا مبتسمة، كما يشير العنوان الفرعي الخاص بهذه المقالة أعلاه؟ تارة أبتسم، و تارة لا.إذا كنت قد تعلمت أي شيء عن الفشل من سنوات خبرتي، فقد تعلمت أن الرؤية هي مفتاح صيغة التحويل. فإذا كنت ترى دائمًا أن الكأس نصفه فارغ، فسترى دائمًا نفسك شخصًا فاشلًا. إن الثقة والشجاعة هما مفتاحان للرؤية، أما إذا كنت تعتقد أن الكأس سيستمر في الامتلاء طالما لديك القوة للمضي قُدما، فأنت شخص ناجح.لذلك أميل إلى الابتسامة أكثر عند الفشل عندما أشعر بالثقة. لذا فإن جوابي على: ماذا لو لم أقم ببيع هذا الكتاب المقترح أو المقالة الفكاهية أو تلك الفكرة الواقعية؟ حسنًا، لقد بذلت قصارى جهدي، فلا يزال الشغف قائمًا كما هو الالتزام، فهما يولدان الوقود للحفاظ على سير مركبتي للأمام دائمًا.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..