لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
عندما بحثت في جوجل عن العمل عبر الإنترنت، وجدت صورًا تحكي قصصًا رائعة حول أسلوب العمل ورفاهية العاملين. فعلى سبيل المثال، وجدت صورة مريحة ومتناغمة لامرأة تعمل من اللاب توب على الشاطئ، دون أن تهتم حتى بأن الرمال أو المياه قد تدمر الهارديسك الداخلي للجهاز. شاهدت أيضًا مشهدًا لرجل يُجري مكالمات واجتماعات العمل الجماعية بعد أن تسلق قمة أحد الجبال.
فكلما تعمقت في النتائج والتفاصيل، أصبحت تلك الصور أكثر غموضًا. ما يثير العقل أكثر هو أنني وجدت مشهدًا من الخيال العلمي حيث يغامر موظف بالعمل عن بُعد بعد السفر إلى القمر فقط من أجل تجنب زملائه، وهذه بالتأكيد ليست حقيقة العمل عن بُعد.
مرض الانطوائية
في حين أن بعض الشركات تفترض أن جميع الموظفين الذين يعملون عن بُعد انطوائيون يعملون بشكل مُعادٍ للمجتمع؛ لذا فإن كل هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة. وعلى الرغم من أن أصحاب العمل التقليديين قد يقلقون من أن الموظفين الذين يعملون عن بُعد ليسوا مُنتجين مثل العمل من المكتب، فإن أسلوب العمل عن بُعد يتم الاستفادة منه بشكل أكبر في جميع أنحاء العالم لأنه يوفر العديد من الفوائد للموظفين والشركات على حدًّ سواء.
لا يُوفر العمل عن بُعد أموال الشركات فحسب، بل إن فرص العمل عن بُعد تزيد من احتمالية الاحتفاظ بالوظائف وتسمح لأصحاب العمل بتوظيف موظفين متنوعين ومبتكرين على مستوى العالم دون قيود المكان الجغرافي، ناهيك عن كل تلك الأراء غير الدقيقة، فإن لكل أسطورة هناك دائمًا بحثًا ينفيها.
لإعطاء المستقلين وأصحاب الأعمال والموظفين المحتملين عن بُعد نظرة دقيقة داخل أسلوب العمل، طلبت من بعض الزملاء لدي بأن يكشفوا لي عن أكبر الأساطير التي سمعوها على الإطلاق، وما القصة الحقيقية ورائها.
5 أساطير عن العمل عن بُعد من الأفضل التخلي عنها
1. الموظفون عبر الإنترنت كُسالى ولا يكادون يبذلون أيّ جهد
عندما تعمل عن بُعد، فلا يكون لدى زملائك في المكتب و رؤساؤك في العادة أدنى فكرة عما تفعله في كل لحظة. نظرًا لأن الموظفين عن بُعد لا يجلسون بجوار أصحاب العمل أو الزملاء؛ لذا يفترض من لديهم نزعات التشكيك أن العاملين عن بُعد يقومون بعمل أقل من الموظفين الذين يعملون في المكتب.
مرارًا وتكرارًا، تم التخلي عن هذه النظرية وخصوصًا في الآونة الأخيرة. ففي الواقع، يقول العديد من الموظفين عن بُعد إنهم يعملون لساعات أطول من موظفي المكاتب الذين لديهم وقت يتركون فيه مكاتبهم في نهاية اليوم.
يقول أحد الذين سألتهم حول العمل عن بُعد: “الآن بعد أن أصبح مكتبي في منزلي، وجدت أنني أعمل لساعات أطول ولكن ساعات العمل تكون أكثر مرونة، مما أدى إلى تحسين حياتي، وبالإضافة إلى ذلك، زاد أدائي منذ أن بدأت العمل عن بُعد، حيث قل عدد مصادر التشتيت التي كانت في المكتب ويمكن الآن التركيز على عملي بشكل أكثر من ذي قبل”.
ونظراً لأن الخطوط الفاصلة بين المنزل والعمل تكاد تكون مُنعدمة، فمن الصعب معرفة متى يجب الابتعاد عن المكتب. من السهل جدًّا فتح الحاسوب لمعرفة شيء سريعًا لتجد نفسك لا تزال تحدق في الجهاز بعد ثلاث ساعات. تُظهر الدراسات أن الموظفين الذين يعملون عن بُعد يعملون لساعات أطول من الموظف العادي. يمكنني أن أشهد على ذلك شخصيًّا.
2. الموظفون عن بُعد وحيدون
نظرًا لأن الموظفين عن بُعد لا يعملون في مبنى مليء بالموظفين الآخرين؛ لذا فغالبًا ما يطلق الناس عليهم الأسطورة الثانية وهي أنهم لا يحبون التحدث إلى الآخرين، أو أنهم ليسوا قادرين على العمل في فريق بشكل فعال. في الوقت نفسه، يشعر بعض المهتمين بالعمل عن بُعد بالقلق من أنهم لن يتمكنوا من اكتساب علاقات مهنية أو شخصية حقيقية مع أشخاص آخرين.
يوضح العاملون في ذلك الأمر منذ فترة كبيرة أن العمل من المنزل قد يبدو منعزلًا حقًّا –لكنه لا يجب أن يكون كذلك. من خلال العمل عن بُعد، تعلمت أهمية الاستمرار في التواصل مع فريقي بشأن المكاسب والتحديات والأولويات. فعلى الرغم من أنه لا يمكنك بالضرورة السير بضعة أقدام إلى مكتب زميلك عندما يكون لديك سؤال، إلا أن تعمد التواصل مع فريقك له دور كبير في تقوية العلاقات.
قبل أن أبدأ في العمل عن بُعد، حذرني الكثير من الناس أن العمل بعيدًا عن المكتب سيجعلنا كسولين و انطوائيين. لقد انتهزت بالفعل فرصة العمل من المنزل لأكون أكثر اجتماعية مع ترتيب تناول وجبات الغداء مع العائلة والعمل المشترك مع الآخرين. ألتقي بأشخاص جدد وأجري المزيد من اللقاءات المنتظمة مع الأصدقاء.
إذا أحببت البقاء اجتماعيًّا والاستمرار في الاختلاط مع الموظفين والزملاء، فإنه يجب اتخاذ خطوات للتواصل مع فريقك بشكل يومي مع وجود محادثات فيديو دائمة. هذا يمهد لعلاقة قوية مع أعضاء الفريق والزملاء حتى ولو لم تكن في المكتب.
3. سيكون لديك طريقة أفضل لتوازن بين العمل والحياة
عندما تتخيل شخصًا يعمل من المنزل، قد تتخيله يقوم ببعض مهام العمل، ثم يقوم بمهام أخرى متعلقة بالحياة المنزلية، مثل رعاية أطفاله وتنظيف المنزل، أو حتى طهي العشاء للعائلة. في الواقع، يجلس الموظفون الناجحون الذين يعملون من المنزل في مكاتبهم المنزلية أثناء ساعات العمل ويتجنبون الانقطاعات في الحياة المنزلية بأي ثمن.
حقيقة يُعاني البعض من أن كل من حوله يعتقد أن العمل عن بُعد يعني أن لديه المزيد من الوقت لإدارة حياته الشخصية، وهذا ما لا يحدث في الغالب. في بعض الأوقات يكون لا يزال لديك عمل يتعين عليك إنجازه، ولكن يفترض بعض الناس ممن في حياتك أنه يمكنهم المشي والتحدث معك والخروج أو حتى مطالبتك بأداء بعض المهام المنزلية.
فكيف تُصلح تلك المشكلة؟ يُفضل أن تكون صريحًا وشفافًا تمامًا مع الأصدقاء والأحباء، فعليك أن تكون قادرًا على أن تقول “أنا آسف، أنا في العمل الآن، دعونا نتحدث عن ذلك الأمر عندما أنتهي من العمل” والذي قد يكون من الصعب القيام بذلك.
4. لا يمكنك أن تدير الأفراد من بعيد
في حين أن أرباب العمل التقليديين يشككون في تعيين موظفين عن بُعد، حيث لا يمكنهم مراقبتهم كما في المكتب، فتخيل كيف قد يشعرون تجاه الموظفين إذا أنجزوا أعمالهم من المنزل. في الواقع، واحدة من أكبر الخرافات التي دحضتها التكنولوجيا مرارًا وتكرارًا هي أن “الموظفين عن بُعد لا يمكن إدارتهم بشكل جيد، كما لا يمكن أن يكونوا مُدارين بحد ذاته” الحقيقة أن الواقع غير ذلك تمامًا، حيث يتكون جزء كبير من الموظفين العاملين عن بُعد من مديرين متوسطين إلى رفيعي المستوى.
حتى في فريق مدونتي الصغيرة، لدي مديران يعملان عن بُعد بدوام كامل، يعملان بسلاسة مع أعضاء الفريق والإشراف عليهم من منازلهم في أماكن مختلفة كما تساعدنا أفكارهم الخبيرة في العمل بشكل أفضل وأكثر فعالية.
5. سيكون لديك متسع من الوقت للاهتمام بذاتك إذا كنت تعمل عن بُعد
عندما تبدأ كموظف عن بُعد، قد تكون متحمسًا لما سيسمح لك جدولك المرن بالقيام به. على سبيل المثال، قد تفكر في نفسك قليلًا فتضع خطة بالاشتراك في صالة الألعاب الرياضية ثم تواعد نفسك أنك ستقضي المزيد من الوقت في التأمل والاسترخاء عندما تكون خارج ساعات العمل. إذا مرت هذه الأفكار في عقلك من قبل، ففكر مرة أخرى فيها بعد الانتهاء بعقلية واعية.
لن يخبرك أحد بذلك لكني تعلمت أن أسلوب الحياة متعلق بشكل كبير بالعمل، حيث تكون جميع الأوقات مشغولة بشكل لا يصدق. اعتقدت دائماً أنني سأتحول إلى رجل رياضي خارق ولكن أصبحت بعيدًا عن ذلك. اعتقدت أنني سأمارس اليوغا كل يوم، وأقوم بالركض في منتصف النهار، لكن اتضح أنني أحيانًا أنسى حتى أخذ استراحة بما يكفي لإعادة ملء فنجان قهوتي. فما بالك إذًا بصالة الألعاب الرياضية والتأمل.
لقد كنت أحاول حقًّا أن أكون أفضل في تخصيص وقت لنفسي، ولكن أصبح من الصعب اقتطاع ذلك الوقت أكثر مما كنت عليه في السابق عندما كان لدي وظيفة في المكتب من التاسعة إلى الخامسة، فالأمر يحتاج إلى المزيد من التدريب على الانضباط الذاتي الذي لم نتعود عليه كثيرًا.
يمكن أن يصبح التوازن بين العمل والحياة هدفًا بعيد المنال لدى البعض منا وخاصة عند الانخراط والاندماج في العمل عن بُعد. بدون تحديد فترات زمنية للراحة، فمن السهل جدًّا أن يستنزف العمل كل طاقتك ووقتك ويسيطر على كل جانب من جوانب حياتك. وفي أسوأ الأحوال، قد تصبح هذه الأمور غير واضحة لك، وفي أحسن الأحوال، ستراها عن قريب عندما تصطدم بشيء ما يوقظك ويلفت انتباهك إليها.
لكي أكون حياديًّا معك، سأوضح لك لماذا يحدث ذلك مع معظم العاملين عبر الإنترنت، وأعتقد أن هذا يحدث لسببين: أولًا، الضغط الداخلي من ذاتك لكي تثبت لصاحب العمل أنك شخص مُنتج وكفء. ثانيًا، عدم قدرتك على وضع الحدود.
بصفتك موظف عن بُعد، قد يكون من المفيد جدًّا إنشاء جداول للعمل مع وضع الحياة الشخصية ضمن أولوياتك وذلك لضمان حصولك على التوازن المناسب لكليهما. يُمكنك البدء في وضع جدول زمني حيث سيكون من المفيد أن تضع مواعيدك على تقويم جوجل مع إمكانية مشاركته مع الجميع حيث يمكنك إظهار أوقات العمل والساعات التي تتوافر فيها والساعات التي تكون بالخارج.
أساطير العمل عبر الإنترنت سريعًا
عندما يتعلق الأمر بالعمل عن بعد، هناك الكثير من الدراسات وقصص الموظفين التي تكشف زيف معظم أسوأ الأساطير والخدع الموجودة والتي لا يعلمها إلا من قام بالتجربة.
كما رأيت أعلاه، فإن الأساطير الضعيفة المحيطة بـ “العمل من المنزل” والتي تفوت على الكثيرين في تلك الفترة الكثير من فرص العمل. فتلك الخرافات منتشرة بشكل لا يصدق. وبصفتك مدير أو قائد لفريق يعمل عن بُعد أو حتى شخص يفكر في دخول عالم الأعمال الإلكتروني، فإن معرفة تحديات أسلوب العمل عن بُعد ستسهل عليك الكثير في المستقبل.
كذلك أنت عليك الاستمرار في القراءة والتعلم حول أفضل الممارسات التي يمكن القيام بها في العمل عن بُعد، وذلك لاكتشاف الفوائد والتحديات الحقيقية المدعومة بالبحوث والتجارب المتعلقة بتلك الأمور.