Loading Offers..
100 100 100

كيف يُعكر تعريفنا “الخاطئ” للنجاح صفو حياتنا؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

عندما نقيس نجاحنا، فغالبًا ما ننطلق من كيفية نظر الآخرين إلينا: حالتنا الاجتماعية، مركزنا الوظيفي، ترتيبنا على سُلّم الطبقات المجتمعية. تُعد هذه المقارنة المستمرة أقصر طريق للابتئاس، وأشهر سارق الفرح. فالسعادة الحقيقية والنجاح الفعلي يتأتى من تطوير قواك الداخلية وقناعتك. وفيما يلي 3 طرق يُعرّف بها البعض النجاح بشكل خاطئ، وكيف بمقدورك -إن كنت منهم- إبقاء نفسك على المسار الصحيح.

الطريقة #1: البحث عن الاستحقاق عبر طرف خارجي

بصفتي الأصغر بين خمسة أشقاء، كنت أرغب بشدة في أن أُلاحظ. ونظرًا لأنني تنافست -دون وعي- مع أخوتي لجذب انتباه والديّ، كنت دائمًا أنتظر الثناء من أمي أو أبي. كان هذا قبل الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي. الآن، وعلاوةً عن تعليقات عائلاتنا وأقراننا، نسعى للحصول على إعجابات رقمية ومتابعات وتعليقات مليئة بالرموز التعبيرية من أشخاص قد لا نعرفهم.

السعادة منبعها الداخل. لا يعني هذا ألا نهتم بما يعتقده الآخرون عنّا، لكن سعادتنا الحقيقية، وحريتنا الحقيقية، تأتي عندما نركز على أنفسنا، في رحلتنا الخاصة. وبدلًا من النظر إلى الخارج، نطور قوتنا الداخلية، ساعين خلف اكتساب تعاطفنا مع ذواتنا. إليك تمرينًا احترافيًا لتجربته. عندما تستعد للعمل/للدراسة صباحًا، انظر إلى نفسك في المرآة، في عينيك تحديدًا. ثم ضع يدك على قلبك وقل “(اسمك)، أنا أحبك”. نعم، الأمر أصعب من نشر صورة طريفة وتلقي الإعجابات عليها. ولكن بجعلها ممارسة يومية، فإن التأثيرات تدوم أطول وتكون واقعية أكثر.

الطريقة #2: المبالغة في تقدير مهنتك

في كثير من الأحيان عندما نلتقي شخصًا ما لأول مرة، نبدأ على الفور في الحديث عن عملنا. وغالبًا ما نربط هويتنا وقيمتنا الذاتية بترتيبنا في السلم الوظيفي. شخصيًّا، وجدت أن الارتقاء في السلم المهني لم يجعلني أكثر سعادة. في الواقع، بعض الخيارات المهنية التي انتقلت إليها أضرت بعلاقاتي طويلة الأمد. وظائفنا، وضعنا الاقتصادي: هذه هي الأشياء التي غالبًا ما تؤثر على الطريقة التي نعتقد أن العالم الخارجي يقيس بها نجاحنا. لقد فهمت أن الوظيفة التي نحن مهووسون بها الآن، الوظيفة التي نضحي بكل شيء من أجلها بسبب القصص التي نرويها لأنفسنا، من المحتمل أن يتم تقليصها إلى 3 بنود في السيرة الذاتية أو على ملفنا المهني في لينكد إن طيلة 15 عامًا!

على سرير الموت، لن يتمنى أحد لو استغرق أكثر في العمل. في النهاية، سنقيس نجاحنا من خلال جودة علاقاتنا. حيث سنكون مستعدين للتنازل عن ثروتنا -كاملةً- لقضاء يوم إضافي مع الأشخاص الذين نحبهم. نعم، سنظل نعمل. وبالتأكيد سيبقى العمل جزءًا مهمًا من حيواتنا. ما أطلبه منك هنا ألّا تخلط بين صافي الثروة وثروتك الذاتية. وأن تُدرك كيف تجعلنا العلاقات الأسرية وأواصر الصداقة أكثر سعادة من المكانة الاجتماعية.

الطريقة #3: مقارنة نفسك بالآخرين

الاستمرار في مقارنة “مكاسبنا” مع مكاسب الآخرين واعتبار ذلك كمقياس للنجاح هو أتعس إستراتيجية تضمن بها شقاءك. إذا أردنا مقارنة المكاسب، فلما لا نقارن أنفسنا بالشخص الذي كنا عليه بالأمس، العام الماضي، أو حتى قبل خمس سنوات؟ هل أصبحنا أسعد؟ هل بتنا أكثر حكمة؟ هل غدونا محبوبين أكثر؟
الرغبة في الإنجاز ليست خطيئة. فنحن مبدعون بطبيعتنا. وقد ولدنا برغبة قوية في التطور والتعبير عن جوهرنا الحقيقي. ونريد اختبار مهاراتنا: سواء كان ذلك عبر رعاية الآخرين، أو إنشاء شركة، أو كتابة التعليمات البرمجية.

كيف نتجنب فخ المقارنة؟

عُد بذاكرتك إلى أيام روضة الأطفال عندما عُلمنا “ركزّ على نفسك“. تخيل التمرن لماراثون: تنضم إلى نادي الجري، لتنخرط في برنامج تدريبي مدته 12 أسبوعًا وخطة نظام غذائي يجب الالتزام بهما. أنت تتبع كليهما بحذافيره، فتلتزم يومًا بيوم. لتشعر -مع إشراقة كل صباح- أنك أصبحت أقوى وأكثر لياقة وأسرع وأكثر صحة. تبدأ اعتياد الاستيقاظ مبكرًا، مترقبًا -في الواقع- تدريبات المجموعة في الساعة 5:45 صباحًا. تتوق لشروق الشمس، وتتأمل كمّ العلاقات التي أنشأتها مع فريقك الصغير بسعادة.

على مدار ثلاثة أشهر، تكون قد طورت فهمًا أعمق لنظامك الغذائي وكيف يؤثر على جسمك. ويغدو مسار حديثك الداخلي أكثر صحة ولطف. تلاحظ عائلتك ذلك التغيير ويلمسون وجودك بينهم أكثر.

في يوم السباق، تتبع إستراتيجية: ألا تبدأ بسرعة كبيرة. تجد المجموعة التي ستجري ميلًا خلال تسع دقائق فتنخرط معهم. ومع الميل الـ 18، ستعرف ما إذا كان بإمكانك الإسراع أو يجدر بك التوقف. سيختلط لديك شعور الألم مع اللذة.

بينما تقترب من الانعطافة الأخيرة بحيث لم يتبق سوى نصف ميل، ستكون محاطًا بهتافات المشجعين المبتهجين. وإلى جانبهم تقف عائلتك لالتقاط الصور والتشجيع أيضًا. جميعهم مبتهجون بعد أن رأوا التحول فيك. لقد كان نموك مصدر إلهام لهم. وابنتك ذات السنوات التسع بدأت تفكر بالفعل في الطريقة التي ترغب في خوضها في سباق الماراثون يومًا ما عندما تكبر.

لقد فعلت كل ما بوسعك. عندما تعبر خط النهاية رافعًا يديك في الهواء، فأنت تعلم أنك وصلت إلى الحد الأقصى من قدراتك. لم يكن هناك شيء آخر يمكن أن تفعله. تبتسم ابتسامة عملاقة وأنت تتقلد الميدالية. في تلك اللحظة الثمينة، هل يهم حقًّا أن يكون صديقك ديفيد قد انتهى قبلك باثنتي عشرة دقيقة؟ لا، لقد خُضت سباقك الخاص، وفزت به.

اقرأ أيضًا:

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..