Loading Offers..
100 100 100

ليه لأ: خبرتي في سباق الخمسين    

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

هل تعلمون لماذا سجلت في سباق الخمسين بالعام الماضي 2020؟ لأسباب عدة، ذكرت أغلبها في مقالاتي التي نُشرت بعنوان “[سلسلة] من تجربتي الذاتية”؛ لكن لم أذكر أهم جملة خطرت على بالي حينما لمحت شعار المسابقة، وهي “ليه لأ؟؟”، وتلك الجملة هي أكثر الجمل السحرية في حياتي؛ فمنذ (3) سنوات تقريبًا قلت لنفسي حينما جاءتني فرصة كتابة الأبحاث في حين أن خبرتي في كتابة الأبحاث كانت منعدمة إلا أني رددت بيني وبين نفسي “ليه لأ؟”

ولمّا عرضوا علي كتابة الأبحاث باللغة الإنجليزية تشجعت وكررت نفس الجملة، ومنذ ذلك الحين وأنا أدخل من تحدٍّ لآخر بسبب تلك الجملة “ليه لأ؟”، وكما وعدتكم من قبل أني سأخبركم عن قائمة أمنياتي التي سأحققها إذا ربحت السباق ها أنا الآن أوفي بوعدي وأكتب لكم مقالة اليوم لأحدثكم عن قائمة أمنياتي؛ لكن أولًا دعوني أخبركم عن كيف استطعت كتابة (60) مقالة-وسط زحمة أعمالي-في أقل من (4) شهور.

البداية

أولًا وقبل كل شيء لا تستصغر البدايات أبدًا؛ لأن أول شيء فعلته هو كتابة عناوين لأول (25) مقالة، وقبل البدء في كتابة أي مقالة كنت أقسمها لمجموعة أفكار، وكل فكرة قسمتها لعدة نقاط، الأمر كان أشبه برسم خريطة ذهنية لكل مقالة، وكنت أقوم برسم خط عريض على خرائط كل مقالة كتبتها كي أقنع عقلي أن المهمة انتهت بنجاح.

وطبعًا بعد تسجيلي في المسابقة وضعت جدولا زمنيا لإنهاء المقالات في أقل من (4) شهور؛ لأني سجلت في المسابقة بعد مرور أول أسبوع في أغسطس 2020، وحددت الموعد النهائي لإنهاء المقالات في (22) نوفمبر-قبل الموعد النهائي المحدد في موقع زدّ بـ(22) يوم-وبذلك استطعت إنهاء الخمسين مقالة وأضفت عليهم (10) مقالات أخرى كما وعدت قرائي.

المرحلة الأصعب

ولكن أتدرون ما أكثر شيء لا أستطيع نسيانه حتى الآن؟ هو مثابرتي لمدة (12) يوم متواصلين لكتابة آخر (25) مقالة، فحينذاك كنت أشرع في الكتابة في العاشرة مساءًا -بعد الانتهاء من جدولي اليومي- وحتى الثالثة فجرًا، وحينها كنت في فترة صيام لذا كنت أصارع الوقت من أجل الانتهاء مبكرًا من الكتابة كي أتسحر قبل أذان الفجر، كانت مشاعري وقتها عبارة عن مزيج من الفخر والسعادة.

وكل ما أكتشف أن المقالات المنشورة على زد قاربت على الخمسين كنت أشعر بالحماس أكثر وأكثر لدرجة أني بدأت أقوم بالعد التنازلي وأخبر أمي كل يوم: “كده فاضل (6) وأخلص.. وتاني يوم أقولها كده فاضل (4)”، وهكذا حتى جاء اليوم الأخير وكتبت فيه المقالة رقم (48، 49، 50)، وقتها تنفست الصعداء وأخبرت نفسي أن الإنسان قادر على فعل أي شيء، ولا الوقت ولا حتى الظروف قادران على الوقوف في طريقه.

وتلك هي نصيحتي لأي شخص متردد في اتخاذ قرار الالتحاق بالسباق: لا تقلل من قيمة قدراتك؛ لأنك تستطيع فعل هذا وأكثر أنت فقط عليك بالمثابرة، فجميعنا كنا ننظر لجدول الضرب على أنه خوارزمية معقدة لا نستطيع فك شفراتها، وها نحن الآن نتعامل مع تلك الأشياء على أنها مُسلمات؛ لأننا ببساطة أعتدنا عليها وعقلنا تبرمج بالفعل على ما هو أصعب منها بمراحل، وهكذا ستنظر لسباق الخمسين بعد اشتراكك فيه عامًا بعد عام.

والآن سأوفي بوعدي لقرائي وسأخبرهم بقائمة أمنياتي التي كنت أنوي تحقيقها إذا فزت بالسباق؛ لذا دعوني سريعًا أخبركم بها.

أمنياتي

طبعًا لن أستطيع إخباركم بأول (10) أمنيات لأنهم مرتبطين بحق الله في ماله، أما بالنسبة للخمس أمنيات التاليين في القائمة فهم مرتبطون بهواياتي في تجميع الكتب والدفاتر والأدوات المكتبية بشكل عام، وكان هناك (10) أمنيات آخرين مرتبطين بتجديد ديكور مكتبي، من إكسسوارات جديدة وبلورات وصناديق موسيقا وبخور ومعطرات جو..إلخ، بالنسبة لي أهم اختراع ابتكره البشر هو التحف والإنتيكات فقط لا غير.

وكتبت طبعًا (5) أمنيات مرتبطة بعائلتي الصغيرة، أخي وأختي وبناتها ووالداي، و(10) أمنيات مرتبطة بتحديث وسائل التكنولوجيا في مكتبي، وآخر (10) أمنيات مقسمين ما بين كورساتي التعليمية الجديدة، وخطة تجولي في معالم القاهرة والجيزة التاريخية، خاصة زيارة المتاحف التي تم افتتاحها حديثًا.

في الختام

سأخبركم بتجربة لازلت أتذكرها حتى الآن، في عامي الأول بالجامعة اتخذت قرارًا حازمًا وهو عدم تفويت أيّ محاضرة، خاصة محاضرات د/ سوزان القليني؛ لكن في يوم من الأيام تم إلغاء إحدى المحاضرات، وكان في فترة استراحة بين المحاضرات لأكثر من ساعة تقريبًا، ولأن أستاذ قسم الصحافة طلب منا تكليفًا “Assignment”، عبارة عن كتابة تحقيق صحفي خلال أسبوع فقط.

وطبعًا وقتها التحقيق الصحفي بالنسبة لطالب إعلام سنة أولى كان عبارة عن عذاب سيزيفي؛ فقررت أذهب للمصادر بين المحاضرات، وبالفعل رتبت مواعيدي كي لا أفوت محاضراتي، وذهبت يومها لمستشفي العباسية للصحة النفسية؛ لأن تحقيقي كان عن الإدمان والاكتئاب، وطبعًا قابلت مرضى نفسيين ومدمنين حقيقيين وأطباء العلاج النفسي، وبما أن مستشفي العباسية تبعد مسافة بسيطة جدًّا عن جامعتي، جامعة عين شمس؛ لذا لم أعتقد أبدًا أن عودتي للجامعة سيستغرق أكثر من (15) دقيقة.

ولكن لسوء حظي يومها استغرقت أكثر من (20) دقيقة حتى وصلت لمدرج علوي -قاعة المحاضرات- في الدور الأول بالكلية، وقتها تذكرت كلمة د/ سوزان في أول محاضرة لها وهي عدم الدخول بعدها أبدًا؛ لذا جلست أمام باب المدرج أندب حظي، وما زاد من شعوري بالندم هو أن تلك المحاضرة كانت هامة جدًّا ومميزة، ولكن أتدرون ما أكثر شيء أحبطني يومها؟

أكثر ما أحبطني يومها هو ما أخبرني به أصدقائي أنها سمحت لبعض زملائي بالدخول -بشكل استثنائي- نظرًا لأهمية المحاضرة، ومنذ ذلك الحين وأنا مقتنعة أن الاستسلام قبل خوض التجربة هو أسوأ صفة عرفتها البشرية؛ لهذا السبب لا تحكم على نفسك وقدراتك قبل أن تختبرهم، وتأكد أن الطاقة الكامنة بداخلنا أكبر وأعظم بكثير مما كنا نتخيل؛ لذا لا تخف وأذهب على الفور لصفحة السباق، واشترك فيه كي أرى مقالتك التي تتحدث عن تجربتك بعد الفوز بسباق الخمسين لعام 2021.

إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..