Loading Offers..
100 100 100

هل يجدر بك -لتكون طموحًا- ترك وظيفتك التي تناسبك حقَّا؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

هناك شيء واحد تدركه بعد فترة من العمل ككاتب عمود نصائح حول مكان العمل: لا أحد -أو على الأقل لا أحد من أصحاب المهن الإبداعية- يشعر بالثقة حيال مركزه الوظيفي؛ إذ يتساءل المدراء التنفيذيون عمّا إذا كان ينبغي أن يكونوا في الإدارة العليا، بينما يقلق الآخرون بشأن عكس ترقيتهم (Downgrade). ويقلق المبتدئون حيال ما إذا كانوا يبلون بلاءً حسنًا أو ما إذا كانوا يتقدمون بسرعة كبيرة تصل بهم لمنصب إداري (قبل أن يكونوا جاهزين).

الأشخاص الذين غيروا وظائفهم عدة مرات (مثلي!) قلقون من أن ينظر إليهم الناس على أنهم طائشون؛ والذين استقرّوا في شركة واحدة لفترة طويلة قلقون من أن يعاملهم الناس كقطعة أثاث عتيقة.

وبطبيعة الحال، أدى الوباء إلى تفاقم كل ما سبق ذكره. أن تكون عالقًا في المنزل طوال اليوم -معزولًا في نفس الوقت عن معظم الأحباء- يمكن حقًّا أن يؤثر بشكل كبير على علاقة الشخص بالمنطق والواقع. وإذا كنت من النوع الذي يعرّف نفسه من خلال وظيفته بدرجة مرضيّة إلى حد كبير (أنا.. مجددًا)، فإن قدرًا من الذعر بشأن حيال حياتك المهنية أمر لا مفر منه.

أحب عملي. فزملائي أشخاصٌ لطفاء، والعمل ممتع، كما أن الأجر جيد وأتمتع بالكثير من المرونة. لقد قضيت وقتًا طويلًا فيه، وأحيانًا أتساءل: هل أنا غير طموح (أو غريب الأطوار) إذا لم أحاول البحث عن عملٍ أفضل؟

وصلني هذا السؤال -على بريدي الإلكتروني- صباح اليوم، وقررت مشاركتكم الإجابة.

عزيزي صاحب السؤال، لست غريب الأطوار أو عديم الطموح إن قررت البقاء في العمل الذي يعجبك. عندما يشي كل شيء من حولنا بعدم الاستقرار، فلا ضير من الاحتفاظ بوظيفة شبيهة.
ربما تقول: هناك شيء ما في عقلي/قلبي/روحي (سمّه كما شئت) يخبرني أن العمل الممتع والأجر الجيد وزملاء العمل اللطفاء ليس كافيًا في الواقع، وأقول: هذا يستحق أن يؤخذ على محمل الجد. ربما يكون شعورًا جماعيًّا بالحاجة للتقدم المستمر، في هذه الحالة، أرجوك ابذل قصارى جهدك لضبطه. ولكن، ربما يتعدى الأمر ذلك، فأحيانًا يراودنا شعور يخبرنا أنه رغم كمّ الإنجازات الذي يشيد به مَن حولنا، فنحن لا نشعر بقيمته حاليًا.

أنت لم تذكر أي شيء عمّا إذا كنت راضيًا عن عملك، مما يجعلني أتساءل عما إذا كنت كذلك. لا حرج في القيام بعمل مقابل أجر (دون توقع بعض المكافآت النفسية)، فرسم الحدود بين وظيفتك وحياتك أمرٌ صحي، أو هذا ما سمعته على الأقل، ولكن يبدو -من سؤالك أنك لا تنتمي لهذا النوع من الأشخاص. وأتساءل (مجددًا): هل تستمتع بعملك؟ هل تميل للشعور بالحماسة أم بالرهبة في بداية يوم عملك؟ هل تشعر بالتحدي؟ هل أنت قادر على تجربة أشياء جديدة؟ هل تعمل مع/لصالح أشخاص تريد التعلم منهم؟

ستشعر أن بعض هذه الأسئلة لا علاقة لها بك، بينما سيتردد صدى بعضها الآخر بين جنبيك. تلك الأخيرة مهمة بالنسبة لي شخصيًّا؛ كانت الأوقات التي أحببت فيها عملي حقًّا هي حين أحطت نفسي بأشخاص أكثر ذكاءً مني وداعمين بما يكفي لتعليمي أشياء مدهشة. ومع ذلك، فإن الرابط المشترك بين جميع أسئلتي هو أنها تتجاوز السمات السطحية مثل الراتب والبهجة العامة، وتضرب على وتر حسّاس: كيف تؤثر وظيفتك -فعليًّا- على سعادتك.

بالطبع، أحد الأشياء المحبطة لكونك إنسانًا في عالم اليوم هو أن إجاباتك على الأسئلة المتعلقة بعملك وبما تشعر به حياله ستتغير على نحوٍ غير متوقع بمرور الوقت، لذلك ستُضطر لطرحها على نفسك مرارًا وتكرارًا. ومع استمرار الوباء في تغيير حياتنا بآلاف الطرق، فإنه من الصعب الآن معرفة الشكل الذي نريد أن يبدو عليه مستقبلنا، لذا امنح نفسك مزيدًا من الراحة.

عدت مؤخرًا إلى مقال رائع كتبته ماريس كريزمان (Maris Kreizman) العام الماضي حول كيف أن نماذج الأعمال البائدة، إضافةً لانتشار العنصرية وكراهية النساء في مكان العمل، قضت على طموحها المهني.
في ذلك الوقت، كان سؤالها الوجودي: أين يذهب الطموح عندما تختفي الوظائف وتصبح الأشياء التي كنت تكافح من أجلها بالكاد موجودة؟
حفر ذاك السؤال عميقًا داخلي لدرجة أن تغريدتي حوله دفعت العديد من الأصدقاء والزملاء إلى إعادة النظر في مفهوم سعادتهم. وبعد عشرة أشهر، أصبحت بلا عمل، ولم تكن لدي أدنى فكرة عما سيأتي بعد ذلك. لكن من المفارقات، الآن أنني لا أتعلق بقوة بالمشاعر السائدة في لبّ مقال كريزمان. لا لأنه خطأ، ولكن لأنني في هذه اللحظة أشعر ببعض التفاؤل بشأن احتمالات تحسين دوري الوظيفي الصغير لصناعة النشر ككل.

ربما كنت مثلي عزيزي صاحب السؤال؛ تغيرت علاقتك بعملك وطموحك خلال العام الماضي، أو ربما تتغير خلال العام التالي. أفضل نصيحة يمكنني تقديمها هي الاستماع إلى نفسك. يؤسفني أن أقول إنك ربما لن تتوقف أبدًا عن القلق بشأن ما إذا كنت طموحًا كفاية أو تحقق نتائج جيدة بما يكفي. هذا لا يجعلك غريب الأطوار أو عديم الطموح. وإنما شخصًا عميق التفكير يبذل قصارى جهده في أكثر الأوقات صعوبة. ربما يكون هذا أفضل ما يمكن أن يأمله أي منا.

إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..