لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
على الرغم من معدل البطالة غير المسبوق خلال ركود كوفيد-19، سيواجه الكثير من أرباب العمل تحديات كبيرة في توظيف عمال المهن البسيطة والمبتدئين عندما تتحسن الظروف الاقتصادية. ويرجع ذلك جزئيًّا إلى أن إجمالي القوى العاملة في الولايات المتحدة سينمو بنسبة 0.4% فقط في العقود العديدة القادمة.
تمثل العوائق التي يضعها أصحاب العمل عند فرز المتقدمين جزءًا كبيرًا من مشكلة العثور على عمال المهن البسيطة. عمليات التوظيف النموذجية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا وتتكرر إلى ما لا نهاية. تنفق الشركات حوالي 4,100$ لكل موظف: ما بين إجراء مراجعة الطلب، ثم إجراء المقابلات والتحقق من الخلفية واختبارات السجل العدلي.
وفي الوقت نفسه، يُضغط على قادة الأعمال لزيادة الإدماج والتنوع في شركاتهم، في الوقت الذي تستبعد ممارسات التوظيف النموذجية الخاصة بالأخيرة ملايين الأشخاص لتحرمهم من فرص كسب العيش. ومن بين هؤلاء المحتجزين: السجناء السابقين، والمشردين، والمتعافين من الإدمان.
والسؤال هنا: ماذا لو كان هناك حل لا يلبي احتياجات القوى العاملة فحسب، بل يخلق أيضًا فرصًا اقتصادية لأولئك الذين يواجهون عوائق كبيرة أمام التوظيف؟
التوظيف المفتوح
في حين أنه قد لا يكون قابلًا للتنفيذ لكل شركة، فإن مفهوم “التوظيف المفتوح – Open Hiring” هو إستراتيجية مبتكرة تستحق الأخذ بالحُسبان إذا وجدت مؤسستك صعوبة في توظيف موظفين للمهن التي لا تحتاج قدرات عالية، بحيث يمكن الاعتماد عليهم والاحتفاظ بهم. هذا النهج، الذي يتجنب السير الذاتية والمقابلات والتحقق من الخلفية، يركز فقط على الإمكانات البشرية ويوفر فرص عمل لأي شخص يرغب في العمل وقادر عليه.
قد تكون بعض هذه المتطلبات، مثل فحوصات خلفية المرء، ضرورية في قطاعات مثل التعليم والوظائف الحكومية والرعاية الصحية والتمويل. ولكن بالنسبة للصناعات التي تعتمد بشكل كبير على المواهب كالتصنيع والتوزيع والتجزئة والخدمات الغذائية، حيث يمكن تدريب المرشحين على الوظيفة، فسيوفر التوظيف المفتوح الفرصة لمزيد من المواهب المتنوعة التي عادةً ما تُتجاوز/تُتجاهل.
يحوّل (التوظيف المفتوح) موارد الشركة للاستثمار في العمال، بدلًا من إيجاد طرق لاستبعادهم. والأهم من ذلك، أن هذا النهج يسمح للشركات ببناء أعمال أكثر مرونة ومعالجة أحد أكبر التحديات الاجتماعية اليوم: توفير الفرص الاقتصادية للأشخاص الذين يُنظر إليهم -غالبًا- على أنهم “عاطلون”.
منذ عام 1982، استخدمت مخابز جريستون (Greyston Bakery)، والتي تنتج ملايين المخبوزات سنويًّا لعملاء مثل (Ben & Jerry’s) و (Whole Foods Market)، هذا النهج أثناء بناء مشروع تجاري ناجح يضم 70 موظفًا. لا يتطلب التوظيف سيرة ذاتية أو مقابلة عمل أو فحص الخلفية أو اختبار المخدرات. ونتيجة لذلك، فإن العمل يكاد يكون بلا تكاليف توظيف على الإطلاق.
ثم استثمرت إدارة المخابز حوالي 1,900$ في التدريب على المهارات الصلبة والناعمة (Hard and Soft skills) للخبازين الجدد، بالإضافة إلى توفير الوصول إلى خدمات رعاية واسعة النطاق. من خلال إدراك أن الوظيفة هي مجرد خطوة أولى للكثيرين في تحقيق النجاح، يربط المخبز موظفيه مع مؤسسات الصحة والسكن ورعاية الأطفال والنقل للتأكد من حفاظهم على وظائفهم. لذلك، عندما يبدأ خباز في التأخر عن العمل باستمرار، يتدخل مستشار وقد يكتشف أن ترتيبات رعاية الطفل الخاصة بالموظف متوقفة. فيعمل المستشار مع الموظف لإيجاد حل يعود بالفائدة على عائلته والشركة.
مكّن هذا النموذج “مخابز جريستون” من بناء عمل تجاري مربح على مدار تاريخها الممتد لـ 38 عامًا، مع وضع المال أيضًا في مشاريع تفيد مجتمع جنوب غرب يونكرز. فبحسب إدارة المخابز، ولّدت مؤخرًا ما يقرب من 7 ملايين دولار من التأثير الاقتصادي المحلي سنويًا من خلال مدخرات المساعدة العامة، وزيادة الإيرادات الضريبية، فضلاً عن انخفاض تكاليف الحبس.
تعمل “مخابز جريستون” الآن على توسيع نطاق التوظيف المفتوح وتوجيه أصحاب العمل الآخرين في تبني نهج التوظيف المبتكر هذا من خلال مركز التوظيف المفتوح. نجحت حوالي نصف دزينة من الشركات في تكييف هذا النموذج مع عملياتها.
إحدى هذه الشركات هي The Body Shop، شركة مستحضرات التجميل الدولية، التي قادت التوظيف المفتوح في أحد مراكز التوزيع التابعة لها. عادةً ما توظف الشركة 200 موظف موسمي للتعامل مع اندفاع العطلات في مستودعاتها الواقعة في رالي بولاية نورث كارولينا. باعتماد نهج التوظيف المفتوح في أواخر عام 2019، طرح القائمون على التوظيف ثلاثة أسئلة فقط على الأشخاص:
- هل مصرّح لك بالعمل في الولايات المتحدة؟
- هل يمكنك الوقوف على قدميك لمدة ثماني ساعات؟
- هل يمكنك رفع ما يصل إلى 50 رطلاً (~ 22.68 كغ)؟
والنتيجة؟
قال المسؤولون التنفيذيون إنهم كانوا قادرين على شغل المناصب بسرعة بموارد أقل خلال فترة الذروة في العطلة. انخفض معدل دوران العمال الموسميين بنسبة 60% مقارنة بالعام السابق وزادت إنتاجية المستودعات بنسبة 13%.
أبلغت الإدارة عن أفضل موسم توظيف في مركز التوزيع منذ سنوات. بسبب هذا النجاح، تعمل The Body Shop الآن على توسيع ممارسة التوظيف الجديدة هذه إلى وظائف مستوى الدخول الأخرى في متاجر البيع بالتجزئة الخاصة بهم.
الخلاصة
على الرغم من أنه ليس لجميع الشركات، يمكن أن يكون التوظيف المفتوح حلًّا عمليًّا ومربحًا وملهمًا لما يبدو أنه مشكلتان مستعصيتان:
- العثور على المواهب المنتجة.
- خلق فرص عمل جيدة للأفراد الذين غالبًا ما يتم استبعادهم.
بالنسبة للشركات التي تكافح من أجل العثور على موظفين مبتدئين يمكن تدريبهم على الوظيفة والاحتفاظ بهم، فإن التحدي غالبًا ما يكون معرفة من أين تبدأ.
نصيحتنا هي أن تبدأ ببطء. ربما يكون هذا هو الحل لملء منصب واحد، أو ربما تكون خطوتك الأولى هي إزالة أحد العوائق التي تحول دون التوظيف، مثل طلب شهادة الثانوية العامة أو التحقق من الخلفية. فقط ابدأ من مكان ما. وستجد أن المردود سيستحق كل هذا العناء.