لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
يبدأ التمييز بين البنت والولد من داخل الأسرة ذلك لأن الأسرة هي البيئة المحيطة، فالأسرة هي التي تفرض على البنت أنه واجب عليها المساعدة في ترتيب البيت ولمّ الألعاب وتحضير الفطار والمساعدة في المطبخ، والأسرة أيضًا هي التي تفرض على الولد مساعدة أبيه في تصليح الكهرباء وتركيب الدولاب ودفع الفواتير والتعامل مع المسؤول عن توصيل الطلبات للمنزل. من هنا ينشأ الطفل معتقدًا أن له دورًا محددًا في الحياة ويحيا داخل نمط معين ويعتبر أن الخروج عن ذلك النمط هو شذوذ وخروج عن المألوف والطبيعي.
أضرار تنميط الأدوار
الأصل هو أن يعتاد الطفل على ممارسة كل الأدوار الحياتية بما يتناسب مع قدراته العقلية والجسمانية، لأن الهدف الأساسي من التربية هو تجهيز الطفل لمواجهة الحياة والنجاح فيها وامتلاك القدرة على إدارة شئونه بنفسه؛ لذا فإن من أضرار تنميط الأدوار
- فقدان الطفل ثقته بنفسه لأنه دائمًا ما يشعر أنه هناك الكثير من الأمور لا يستطيع القيام بها.
- تحجيم قدرات الطفل وعدم السماح له باكتشاف المهام من حوله.
- خلق شخصية اعتمادية لأن الطفل سيكبر معتقدًا أنه يجب وجود شخص آخر يكمل له حياته.
أمور يجب تعليمها للبنات والأولاد على حد السواء
- أمور الطبخ، نعم فلا معنى لكون رجل لا يستطيع تحضير الطعام لنفسه، الأكل من الأمور الحياتية لا دخل للجندرية فيها، لذا فمنذ الصغر يجب على الأم تقسيم الأدوار بين جميع الأبناء، مثلا الولد يحضر طاولة الطعام والبنت تنقله للمطبخ بعد الانتهاء.
- التعامل مع العمال، العالم موحش والتعامل معه يجب أن يكون بالمواجهة وليس بالاختباء، كما أن عدم تعامل البنات مثلًا مع العمال يفقدها القدرة على معرفة كيفية التعامل ويفقدها القدرة على الطلب والنقد وطلب التعديلات والمطالبة بحقوقها.
- قيمة العمل واحدة من الأمور التي يلزم على كل أب وأم عدم جعلها مجالًا للتفاوض فلا وجوب على نوع دون نوع، يجب على البنت أن تنشأ وبداخلها يقين أن العمل فرض وواجب فإنسان لا يقدر على كسب قوته هو إنسان سجين بدرجة أو أخرى.
- التعامل المالي، في الكثير من المجتمعات العربية يتم التعامل مع الذكر على أنه مسؤول عن المال، فمنذ الصغر ترى الطفل الذكر هو من يدفع للكاشير وليست الفتاة مما يرسخ داخل الفتاة أن الأمور المالية شئون ذكورية.
- التعامل مع الأطفال، بالطبع لا أقصد أن يكون الطفل مسؤولًا بشكل كامل عن أخيه الأصغر ولكن المقصود هو توزيع المهام البسيطة عندما تطلب الأم المساعدة على الأبناء الأكبر بالتساوي.
- شراء الخضراوات ومنتجات السوبر ماركت، تخيل اضطرار شاب للعيش بمفرده لأي سبب فكيف تسير أموره بشكل منطقي إن لم يتمكن من اختيار طعامه بشكل صحيح وصحي.
- ممارسة نوع على الأقل من الألعاب الرياضية تلجأ الكثير من الأسر مهما كان مستواها المادي والاجتماعي على تشجيع الطفل الذكر على ممارسة كرة القدم مثلًا حتى ولو في النوادي الاجتماعية البسيطة لكنهم قد يغفلوا عن حق الفتيات أيضًا في ممارسة الرياضة، بالرغم أنه بإعمال العقل ومتابعة بسيطة لأرض الواقع يتيقن المرء من ضرورة تعليم الفتيات رياضة دفاعية على الأقل لتستطيع حماية نفسها في الشوارع التي أصبحت بنسبة كبيرة غير آمنة.
- الأعمال المنزلية المختلفة، أمور السباكة كتنظيف المواسير المسدودة وتركيب صنابير المياه بدلًا من المتآكلة، تركيب اللمبات المختلفة، كي الملابس، ترتيب الملابس وتنظيمها، غسل السجاجيد، تحضير الوجبات، ترتيب الخضراوات بالثلاجة، يجب أن يعرف الطفل كل تلك الأشياء مع الوضع في الاعتبار طاقته وعمره وحدود قدراته.
- المساعدة على خلق حياة اجتماعية وتكوين أصدقاء، تكوين العلاقات الاجتماعية خارج نطاق الأسرة خطوة مهمة في طريق تعزيز ثقة الطفل بنفسه وإيمانه بقدراته، حتى ولو خابت بعض الاختيارات في بعض الأوقات فإن ذلك سيفيد الطفل ويغير تقييمه للأمور ويصقله بالتجربة؛ لذا فإن الحفاظ المبالغ فيه وعدم تعريض الطفل للحياة لن يحميه كما
- التدخل وأخذ الرأي في حل المشكلات، من أكثر ما يعزز الثقة بالنفس، منذ سنين العمر الأولى يجب أن يعتاد الطفل أن رأيه مقدر ومسموع، مثلًا يجب أخذ رأي الطفل في اختيار ملابسه وبتدرج العمر يجب أن تتدرج صعوبة الاختيارات حتى تصل إلى مرحلة التدخل في وجود حلول لما تواجه الأسرة من أزمات كأخذ رأيهم في الأمور المالية وتحديد أوجه الانفاق.