لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
تخيل أن يتم اختطافك ليس لساعاتٍ ولا لأيام بل لأعوام وأعوام، دون أن يعرف أحد من عائلتك عنكِ شيئًا، أن تتغير حياتك، أن تنجبي وتصبحي أُمّا لمرة ومرتين وثلاث في قبوٍ، أن تتوقف الأيام على توقيتك بينما يمشي الوقت خارجًا لأن شيئًا لم يحدث. تصور أن تتعرض للتعذيب، التعنيف الجسدي والنفسي حتى الموت دون أن يعرف أحد، أساليب وطرق مختلفة للانتقام، لممارسة الوحشية على كائنات لم تفعل شيئًا، سوى أنها ضحية لمرضى نفسيين، انتقاما وتلذذًا بهم. في هذا المقال نقدم لك خمسة أعمال سينمائية بعضها واقعية، عن شخصياتٍ تعرضت للخطفِ والتعذيب وتم احتجازها لسنواتٍ تحت الأرض.
1. The room
في غرفةٍ صغيرةٍ وعبر عالم التلفزيون يعيش "جاك" ذو الخمسِ سنوات، جاك الطفل ذو الشعر الطويل، الذي لا يعرفُ من العالم والناسِ سوى أمهِ، وما يرى ما تبقى على الشاشةِ الصغيرة، حيث يصور لنا المخرج ابرهامسون وهو يطلبُ من والدته أن يقص شعره، وأن يرى الناس في الخارج ويلعب معهم، ويمشي على الأرضِ الخضراء مثلهم. هُنا تعترفُ الأم التي يبدو عليها التعب والحزن واضحًا، خاصةً في اللحظة التي تقتلع ضرسها بيديها دون تدخلٍ طبي أو مساعدة، أنها مختطفةٌ منذ سبعةِ سنواتٍ من والدهِ وتبدأ في رحلةٍ لتهريبهِ للخارج.نقطة تحولٍ في العمل، الذي يتناولُ خروج "جاك" ووالدته "ما" من القبو وتعاملهِ لأولِ مرةٍ مع هذا العالمِ، العالم القاسي الذي لا يشبه عالم الغرفة، وأمهِ والتلفاز، رحلة نفسية نعيشها مع تحولاتٍ البطلين وسط هذا العالم وما يحمله. ترشح الفيلم لجوائز كثيرة: أوسكار بري لارسون كأفضل ممثلة عن دور رئيسي، وفازت بالجولدن جلوب أيضا. كما ترشح لجائزة أفضل إخراج، وأفضلِ نص مقتبس.
2. American crime
أخذت قصة الفيلم شهرةً واسعة عام 1966 حين حدثت حقيقة، وتم إنتاج الفيلم في 2007. حيث يسرد العمل قصة الطفلة "سيلفيا ليكنز" وأختها، اللتين تعرضتا للتعذيب من طرفِ ربةِ المنزل "جيرترود" وهي أم لستة أطفال، وتركَ أبوا الطفلتين ابنتيهما لإعالتهما مقابل 20 دولار للشهر. حيث عرضت ربة المنزل التي تعاني ضائقة مادية الأمر بينما يذهبان للعمل في السيرك بعيدًا.تتطور الأحداث لتصبح سيلفيا محتجزةً في قبو منزل السيدة، تتعرض فيه للتعذيب من طرفها وأولادها وحتى من أصحابِ طفلها الذي يأتي بهم خصيصًا لممارسة أعمال تعنيفية على جسد الطفلة، بينما تقول ربة البيت إنها لم يصلها أي مال من طرف الأبوين وأنهما تركاهما للأبد. عملٌ محزن وكئيب للغاية، تتحول فيه أم إلى معذبة لطفلة دون سببٍ سوى تفريغ لمآسٍ أخرى في حياتها. ترشح الفيلم للجولدن جلوب والآيمي برايم تايم.
3. 3096 Days
أنتج الفيلم عام 2013، عن تعرض "ناتاشا كامبوش" الطفلة الألمانية ذات 10 سنواتٍ للخطف على يدِ شابٍ، وهي في طريقها للمدرسةِ، حيث يقوم باحتجازها في مكان بالطابق السفلي لمنزله الذي يقيم فيه لوحدهِ، حمامُ صغير لا يعد غرفة حتى، على مدة 3096 يوماً أي ثماني سنوات، تعيش نتاشا في ذلك القبوِ، ليتحول إلى عالمها الذي لا تعرفُ غيره حيث يطل عليها الشاب مراتٍ لتزويدها بالأكل، ثم القليل من الكتب والدفاتر والألوان.بعدَ مدةٍ، يبدأ في السماح لها بالصعود للطابق العلوي، وهي مكتوفة اليدين، لا تأكل معه في نفسِ الصحن ولا تستعمل حاجياته. ثماني سنوات من حروبِ نفسية وإذلال جسدي ومعنوي تعيشها كامبوشا، بينما تنتظرُ والدتها أي خبرٍ عنها، حتى تتمكن من الهرب والوصول للشرطةِ.
4. The girl in the basement
في قصةٍ صادمةٍ بطلتها سارة ذات 18 ربيعًا، سارة التي تتوق للعيش والاستمتاع بحياتها مع حبيبها بعيدًا عن الأبِ المتسلط، الذي لا تحبه ولا تحب طريقة تحكمه فيها. لم يرضَ الأب بكلِ قراراتها ابتداءً من عكوفها على تركِ البيت بعد حفل عيد ميلادها 18 حسب ما تسمح به العادات الاجتماعية في أميركا. يُخادع الأب الابنة ويطلب منها مساعدته في تنزيل أغراضٍ للقبوِ، ليسجنها داخل غرفة هناك، خلف جدار مكتبة، معزولة الصوت ولا نافذةَ تطل منها على أضواء الخارج.تتحول حياة سارة إلى جحيمٍ، ويصبح القبو بيتها الذي تنجب فيها أربعةَ أطفال، يموت أحدهم بسبب التعنيف. حياة كاملة داخلَ قبوٍ بينما تبحث والدتها وأختها عنها منتظرين عودتها. يكبر الأطفال ليصيروا مراهقين دون أن يعرفوا ما معنى العالم الخارجي ولا العالم، إلى غايةِ حدوث أمرٍ ما لتخرج فيه سارة والابنة إلى المشفى وهناك ينكشفُ كل شيء، في حالةٍ من الدهشة والاستغراب من الوالدة والشقيقة، ولكلِ من يعرف القصة. القصة مقتبسة من أحداثٍ واقعية لاليزابيث فيرتزل التي حبسها والدها لمدة 24 عامًا.
5. The skin I live in (La piel que habito)
فيلم إسباني غرائبي عن الانتقام والحب، حيث يقوم طبيبٌ وباحث في طب الجلد بتحويلِ شابٍ يدعى فنسن إلى "فيرا"، فيرا التي تشبه زوجته المنتحرة، لم يكن اختطافه بلا سبب ولكن انتقامًا لأمرٍ ما يتعرفُ إليه المشاهدُ أثناء متابعته للفيلم.تبقى فيرا مختطفة ومحجوزة داخلَ غرفةٍ لمدة ست سنواتٍ، تُمنع عنها كل أداة من شأنها أن تصلها بالعالم الخارجي أو تؤذي نفسها. أحداث مترابطة، ومتشابكة يكشفها العمل بالتدريج، لتنفك العقدة وتصبح القصة واضحةً وصادمةً في آنٍ واحدٍ. الفيلم من بطولة أونطونيو بانديراس في دورِ الطبيب، إيلينا آنايا في دور فيرا، مارسيا باريديس في دورِ الخادمة، تم إنتاجه عام 2011 ونال جائزة أفضل فيلم أجنبي وجوائز عن الأكاديمية البريطانية للأفلام.إن أبعدَ ما تقدمه هذه الأعمال السينمائية عن تصوير شكلِ حياةِ المختطَف، وتعرضهِ للتعنيف والتعذيب النفسي والجسدي، هي نفسية كل من المختطَف والخاطف، لماذا يلجأ الخاطف إلى قتلِ حرية مخطوفة، ولماذا يفعل ذلك، وكيف يتعامل المختطف بعد منعهِ عن ممارسة الحياة العادية وردات فعله عن ذلك، إلى ماذا تصل علاقة كل من الضحية والجاني هنا، سيرة نفسية بالتوازي لكلّ منهما بين الرفض والإذعان.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد