لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
يعتبر الطعام من مقاومات ثقافات الشعوب، في كلِ بلادٍ أطعمة وأطباق مختلفة عن البلاد الأخرى، تعود أساسا للزرع الذي ينمو في البلاد، والمناخ الذي تنتمي إليهِ، وأيضًا يعبر عن تاريخ الشعوب التي مرت بالمنطقة. تتميز الجزائر بأطعمتها وأطباقها المختلفة والغنية، والتي تميل إلى استعمال القمح اللين والصلب، وتشتهر مناطقها بأطباق شعبيةٍ تميزها، وتقدم لضيوفها وزائريها، وكذا تقدم في مناسباتها.
هل زرت الجزائر من قبل وتذوقت أطباقها؟، في هذا المقال نقدم لكَ أطعمة جزائرية أصليةِ، تشتركُ في المادة الأساسية لتحضيرها وهي القمح.
1. الكسكسي
يُعتبر الكسكسي من أشهرِ الأطباق المنتشرة في الجزائر بأكملها، كما تختلفُ تسميته بين المناطق (الطْعام، النعمة، البربوشة، السكسو). يُعد الكسكسي أساسًا من القمح الصلب، بخلطهِ بالماء والملح، ويمرر بين الكفين في إناء خشبي يسمى “القصعة” ليمر بمراحلَ مختلفة، إلى أن تتحول حبات الدقيق إلى حبةٍ أكبرَ حجماً، وهي حبة الكسكسي.
هذهِ عملية تقومُ بها النساء كلَّ عامٍ تقريبًا، حيث تجتمعن في مكانٍ واحدٍ لتحضير الكسكسي أو كما يُسمى بـ “الفتيل”، ليعرض إلى الشمس عن طريق تفريغ ما نتج عن عملهن على قماشٍ كبير المساحة، ويترك يومًا أو أكثر حتى يجف تمامًا من الماء ثم يخزن في مكانٍ بعيدٍ عن الرطوبة.
يطهى في قِدْرٍ خاص مكونٍ من طبقتين: طبقةٍ على النار والتي تُحضر فيها الشربةُ الخاصة بالكسكسي، عبارة عن قطعٍ من اللحمِ أو الدجاج أو حتى السمك، بصل وطماطم وثوم، وخضر كالجزر والكوسا والفول، بالإضافة إلى التوابل مع الحمص، والطبقة الثانية عبارة عن قدرٍ، بهِ ثقوبٌ موزعة بانتظامٍ ليصلَ بخار الشربة إلى الكسكسي فيطهى، ثم يتم وضع الزبدة على الكسكسي الساخن حتى تذوب تماماً وتفرك بين الأصابع لتوزيعها بين جميع الحبات، ليوضع فوقهُ الشوربة مع اللحم والخضار والحمص ويقدم ساخنًا.
يُحضر أيضا الكسكسي بمرقٍ أبيضٍ، إلى جانبِ البيضِ المغلي والخضروات، ويسمى “المحور”. كما يحضرُ حلوا، مع المكسرات والزبيب والعسل ويقدمُ مع اللبن ويسمى “المسفوف أو السفة”. ويعد طبق الكسكسي كل جمعةٍ حيث تجتمع العائلة في الغذاء، كما يحضرُ في المناسبات وحفلات الزفاف، وأيضا يقدم في الجنائز.
2. تريدة الطاجين
يعدُ هذا الطبقُ من خلال تحضير التريدة: دقيق رطب، ماء وملح ويتم جمعها كعجينة واحدة، لتدلك جيدًا، تقسم إلى كريات صغيرة وتدهن بالزيت، تترك لترتاح لمدةِ ساعتين تقريبًا. يتم تحويل الكريات إلى دوائر كبيرةٍ حتى يصبح لونها شفافًا بالاستعانة بالزيت لفردها، يتم طهوها على “طاجين” خاص من الحديد أو النحاس، لتصبح على شكل ورقة “رقائق”. بعد ذلك تقطع على شكل مربعات متوسطة الحجم، ويتم وضع شربة لحم وخضار فوقها، وتقدم ساخنة أيضًا.
3. المشلوش
يتم استعمال ورق العجين “الرقائق” بعد لفه وتقطيعهِ على شكلِ شرائحٍ، ورشهِ بالحليب وماء الوردِ، ليطبخ على بخار الماء، ثم وضع خليط من الزبدة والعسل فوقه، وتزيينهِ بالمكسرات. ليقدَم على شكلِ طبقٍ حلوٍ في المناسبات وحفلاتِ الزفاف.
4. المحجوبة
يُستعمل ورق العجين أيضا لصناعةٍ واحدة من أشهرِ الوجبات التي تباعُ في الشارع « Street food »، حيث تفرد العجينة ويتم وضع حشوٍ من البصلِ، الثوم والطماطم المطبوخين معَ بعضٍ، يتم إضافة الجبن والتونةِ أو اللحم الفرومِ أحيانًا، تغلق العجينة على شكلِ مربع، وتطبخُ على صفيح ساخن كالطاجين الحديدي أو المقلاة حتى تأخذ لونا ذهبيًّا، تقدم مع الهريسة الحارةِ والمشروبات الغازية.
5. الشخشوخة
في البداية تُحضر المادة الأساسية للأكلة، وتحضر من الدقيق والماء والملح ويتم فردها لتصبح كالرغيف، ثم يتم تقطيعها بواسطةِ الظفر إلى قطعٍ صغيرةٍ جدًّا 2 ملم تقريبًا. لتطبخ على بخار المرقِ، مرق اللحم والخضار والحمص. ثم يتم غَلْيها لمرةٍ أخيرةٍ في المرق.
6. الرفيس
تُقدم هذه الأكلة في الشرق الجزائري خاصةً بولاية قسنطينة، عادةً يتم إعدادها في الأفراح والمناسبات إلى جانبِ اللبن. يُحضر من الدقيق والزيت والماء والملح وماء الورد، حتى يصبح عجينة متماسكة، يفرد في صنية الفرن، يدخل الفرن ليصبح لونه ذهبيًّا يميل للأحمر. يخرج من الفرن ثم يتم طحنه وهو ساخن ليصبح دقيقًا أثخن من العادي. يسقى بالحليب وماء الورد ويتم وضعه ليطهى على بخار الماء، لمرتين متتاليتين، وفي المرة الثالثة يوضع عليه مزيج من الزبدة والعسل والجوز المكسور، ليحمر جيدًا في القدر، ثم يقدم مزينًا بالجوز والسكر الرطب والزبدة.
هذهِ بعض الأطباق التي تعد أساسًا من القمح، والتي تشتهر في الجزائر وبعضها في الشرقِ الجزائري، التي يُنصحُ أي سائح أو زائر بتذوقها.
0 تعليقات المدونة 
