Loading Offers..
100 100 100

هل يُسيطر عليك الماضي؟ لننظر له بنظرة أعمق ونأخذ منه الحكمة ليمضي

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

من المؤكد أننا مررنا جميعًا بأشياء صعبة وأحداث مؤلمة في الحياة، منّا من مرّ بطفولة أو مراهقة صعبة، ومنّا من مر بتجربة انفصال أو فراق أحد المقربين، ومنّا من عانى من صعوبة في الرزق بأنواعه، أو مرَّ بتجربة مرضية مُجهِدة. الحياة ليست رفاهية طوال الوقت وتفاجئنا دومًا بالعقبات والتحديات لتكشف لنا عن خبايا أنفسنا. ولا شك أن لكل حدث مررنا به أثر في نفوسنا، قد يكون أثر إيجابي أو سلبي. والعامل المشترك لكل الأحداث أنها تُغيرنا للأفضل أو للأسواء، هذا يعتمد على استقبالنا لكل حدث وقدرتنا على التعامل معه.

الدور الجوهري لأحداث الحياة

في رحلتنا الأرضية نتعلم من كل موقف نمر به لنرتقي ونتطهر ونزداد وعيًا وحكمة. لم يحدث موقف هباء أو بالخطأ، فمهما كان ما حدث فهو بتدبير حكيم رحيم. إذا أمعنت النظر متجردًا من المشاعر؛ سترى جانبي الخير والشر من كل ما يحدث. ومن هنا ستستطيع استيعاب الحكمة وتتعلم وترتقي.

التغيير للأفضل نتيجة حدث صعب

الآلام والأحزان رغم قسوتها تُطهرنا، كالذهب عندما يُنقى من الشوائب. ولكي يخرج الذهب الكامن داخلنا من عمق الألم نحتاج للتسليم والتعامل معه بتقبُل وعدم رفض، نعم نتألم ونحزن ونشعر بالإحباط والتخبط؛ لكنَّ الأعماق تعي أنه سيزول وسيرحل لأنه مؤقت والأصل هي الطمأنينة والخير. ثم تلقائيًّا وتدريجيًّا يتبدل الحال إلى أفضل من ذي قبل!

هل حدث ذو مرة وكنت حزين للغاية على فراق حبيب أو ترك وظيفة ثم عوضك الله بالأنسب حتى سجدت شكرًا؟ هكذا الحال دومًا بعد كل مرة نتألم فيها. ليس علينا أن نعترض، ولكن أن نتألم وبأعماقنا موقنين أنه حتمًا هناك خيرٌ قادم بالطريق، وأن ما حدث سيجعلنا نتطور بطريقةٍ ما حتى نكون كما يجب أن نكون.

أحداث الماضي المؤثرة في نفوسنا مهما مرت السنين

هناك بعض الأحداث تغرس سكينًا في صدورنا، لا نستطيع أن نُكمِل حياتنا بعدها، تتوقف الحياة ونظل ننظر للعالم بنظارة هذا الحدث من صعوبة وألم وجرح وخوف. فبدلًا من أن نستخلص الحكمة ونتطور نفسيًّا وعقليًّا؛ نظل عند مرحلة الرفض، ونريد من الزمن العودة ومن الأمور أن تكون كما كانت.

أي حدث يمتد أثره فينا هو حدث مزلزل لمُسلّمات اعتدنا عليها، وتكمن المشكلة في عدم تقبل التغيير لتلك المُسلّمات أو تقبل شكل الحياة بعد ما حدث. مما يجعلنا لا نستطيع التأقلم مع الوضع الجديد، فقط نقاوم ونرفض ويزداد الألم والعيش في الماضي. ويبدأ الألم يزول فقط عندما نحاول تقبل الحاضر كما هو، وتقبل الماضي بكل أحداثه. أن نترك شعور الرفض يذهب، ونخفف قبضة أيدينا من التمسك بشكل معين للحياة. والأهم ألّا نجعل أنفسنا ضحايا الماضي وأسرى له، فكل ما حدث نستطيع أن نتخطاه مهما كان، فقط إذا كنّا نريد ذلك.

كيف نُشْفى من سيطرة أحداث ومشاعر الماضي؟

هناك عدة طرق للتصالح مع الماضي وأحداثه، أهمهم محاولة تقبله عن طريق تفريغ طاقته المُخزَّنة داخلك. ما طريقتك المُفضّلة للتفريغ؟، هل استحضار الموقف والبكاء، أم كتابة مشاعرك وأفكارك وتمزيقها أو حرقها، أم مواجهة الأشخاص الذين تسببوا بجرحك أم إرسال رسائل مُطوّلة تحتوي على ما كان يجب أن تقوله وقتها. أبحث داخلك عن الطريقة المناسبة أو جرب كل الطرق حتى تجدها.

وإذا شعرت أنك لا تستطيع وحدك، لا عليك؛ يمكنك أن تطلب المساعدة ممن حولك أو من زيارة طبيب نفسي. فكلنا نحتاج إلى زيارته من حين لآخر مثلما نذهب إلى طبيب عندما نتألم جسديًّا. سيساعدك على تخطي الماضي والتعلم مما حدث، وسيجعلك تُبصر مواطن القوة فيك، وكيفية العيش بسلام وهدوء وإقبال على الحياة.

الماضي بنظرة مختلفة

أحداث الماضي تصنعُنا وتُعيد تشكيلنا وتكشف لنا عن مواطن القوة والضعف في أنفسنا، ومن هنا نستطيع التطور لمواجهة الأحداث القادمة في رحلتنا الأرضية بثبات وقوة واختيار لما يناسبنا أكثر. لا تنظر للماضي على أنه مؤلم فقط، بل تأكد أنه رسول جاء لانتقالك إلى النسخة الأفضل من شخصيتك.

بعض التوكيدات لمساعدتك على تخطي الماضي

  •  أنا أحرر جسدي وعقلي من الماضي.
  •  أنا أغير من نفسي ومعتقداتي الآن.
  •  تحرري من الماضي يجعلني إنسانًا أقوى.
  •  أنا أكسر كل حواجز الماضي الحائلة بيني وبين العيش بسلام.
  •  أنا اسامح كل من أساء إليّ في الماضي.
  •  قيود الماضي تتلاشى وأتحرر في هذه اللحظة.
  •  أنا أسامح نفسي من دون شروط.
  •  أنا اخترت العيش في الحاضر وروحي الآن صافية.

يمكنك تكرارهم يوميًّا قبل النوم، أو كلما شعرت أنك بحاجة للتأكيد على التحرر من الماضي والعيش في الحاضر.

وفي النهاية تذكر أننا في رحلة أرضية فانية، قال الله سبحانه وتعالى عنها إنها لعبٌ ولهو، فلا تُهلِك نفسك بالنظر إلى الوراء، فقط خذ الحكمة وامتن واستقبل الخير القادم بإذن الله.

إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..