Loading Offers..
100 100 100

Unorthodox: سيرة “إستر” في رفضِ مجتمعٍ والبحث عن آخر. 

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

أذاعت شبكة نتفلكس العام الماضي الجزء الأول من المسلسل القصير Unorthodox والمقتبس عن سيرة ديبورا فليدمان "غير ملتزمة: قصة رفضي الفضائحي لجذوري الحاسيدية" Unorthodox : The scandalous Hasidic roots. ، قصةٌ تروي معاناة البطلة إستر ستابيرو من تعاليم طائفتها الحاسيدية وحياتها التي تعتبر سلسلةً من ممارسةِ هذه التعاليم.

من هم الحاسيديون

طائفة يهودية تتمركز حاليًا بأميركا في أحياءٍ خاصةٍ بهم، حيث هربَ اليهود من ألمانيا بعد التصفية العرقية التي تعرضوا لها علي يدِ النازيين، يملكون معتقدًا خاصًّا بهم، حيث يعتبر الإنجاب أهم أهدافهم إيمانًا منهم بتعويض كلّ من قُتِلَ من النازية، وتعتبر الطائفة منغلقة على ذاتها ولا تشارك المجتمع الذي تعيش معه توجهه، ولا آماله وطموحاته ولا تسمح لأبنائها بمزاولةِ الدراسة في المدارس العادية ولا الاختلاط مع الآخرين.من خلال هذا العمل الذي تم تأليفه من طرف (آخا وينجر وآيسا كارولينسكي) وإخراج ماريا شريد نتتبع حياةَ إستر الهاربةَ من هذا المجتمع.

إستر: رحلةُ الرفض والتخلي

تبدأ إستير رحلتها بعدَ الهروب من منزلِ الزوجية بنيويورك لتعود إلى المكان الذي هربَ منه أجدادها ألمانيا ببروكلين تحديدًا، باحثة عن حياةٍ جديدة غير التي رسمها لها الأهل والعادات. رحلةٌ للتخلي عن جميع القيم المكتسبة والمفروضة لبناءِ إستر جديدة تريد أن تدخل المعهد الموسيقي وتتعرف على رفاقٍ وأناس جدد لا يشبهون أولئك الذين تركتهم في نيويورك. إن المتابع للمسلسل يدرك تمامًا أن رحلة الرفض والتخلي التي تعيشها إستر لم تكن بتلك السهولة والانطلاق.يظهر ذلكَ في طريقتها لخلعها الباروكة وهي حليقة الرأس ذلك القانون الذي تتبعه الطائفة حيث تُحلق رؤوس المتزوجات ثم تغطيتها بوشاح، وحتى وهي تنزع الجوارب الطويلة لتدخل البحر، في نظرتها للآخرين الذين عاشوا حياةً أخرى خالية من كلّ الماضي الذي تحمله معها، أشخاص ولدوا في مجتمع وانصهروا فيه بانسيابية تامة.تنظر إستر إلى الحياةِ بعين الريبة، بالخوف الذي يلاحقها ليس فقط من هذا العالم الجديد الذي تدخلهُ أولَ مرةٍ، وتحاول أن تتبادل معه المشاعرَ، وتتناغم معه بل أيضًا من المجتمع الذي تركته خلفها حيث يعتبرها "هاربة" ويريدها أن تعود بأي طريقة كانت.

بحث مستمر عن إستر ومحاولة لاكتشافِ خارج حدود الممكن

في أحداثٍ موازيةٍ، يبرز لنا العملُ ما يفرضهُ هذا المجتمعُ على الرجالِ أيضا. حيث يقومُ يانكي زوجُ إستر وصديقه بالبحثِ عنها. لتنكشفُ حياتهم وتفكيرهم. لا يبدو الأمرُ بعيدًا عن التناول بالنسبة لصديقِ يانكي وهو يدخل النزل، ويمارس حياةً عادية تشبهُ حياةَ أي فردٍ أوروبي منصهرٍ في مجتمعهِ، لا صلة له الآن بمجتمعه الحاسيدي الذي سبقَ أن تركه ولكنهُ عادَ بسببِ النبذ والرفض الذي تلقاهُ من الجميع. رفض فوق رفض من مجتمعٍ تلجأ إليه فلا يشبهك ولا تنساق معهُ بالشكلِ الكافي ولا مجتمعك الأم الذي يلفظك مع أولِ إعلانٍ برفضِ قيمه.في المقابل يعيش يانكي حالةَ الشريد، المنبهرِ بالعالم والذي يريد اكتشافَ ما سقط منهُ قبل، وبين دهشته بما يراه وصديقه. ترجعُ كل الأمور والتصرفاتِ إلى أسيادِ الطائفة التي تمنع حتى الهواتف النقالة ذلك الذي يظهر في حوارٍ بين يانكي وصديقه الذي اعترف أنه يملك واحدًا خفية وآخر للعمل، فهذا ما يفرضهُ العالم الخارجي.يمنح لك العمل، فرصة للتعرفُ عن طائفة ومجتمع يعيش بقيمهِ وعرفه المفروض على أبنائه، بتغذيةٍ بصريةٍ وحوارٍ عالي المستوى. صورة متكاملة عن العائلة، المرأة، الرجل والأبناء في مجتمعِ الحاسيديين، هندامهم وإرثهم الفكري وعلاقتهم ببعضٍ، ومن يوجهُ حركتهم وحياتهم.إن أهم ما يقدمه العمل، هو الغوص في نفسيات الأبطالِ، بين قرارات الرفض والتخلي ضد انتمائهم المفروض عليهم ورحلتهم لزراعةِ أنفسهم في أماكنَ جديدة لا تشبه الماضي الذين أتوا منه، وحتى العودة إلى انتمائهم الأول ظاهريًّا كحالةِ صديق يانكي بعد التخلي عنه والشعور بالوحدة في مواجهةِ العالم، وصفة الهجين التي أصبحت تلازم حياته، فانتماؤه للمجتمع ظاهريًّا وانفصاله عنه متى خرج منه.حالة البين بين التي تواجه يانكي مثلًا، حين خرج من مجتمعه الأولِ لمواجهة عالم جديد آخر لا يعلم عنه شيئًا ليصبح حائرًا فيما يريدهُ وما يعشه والمهمة التي خرجَ من أجلها. باختلافِ الحالات والاختيارات ربما أهم ما قدمه العمل ليس فقط تقديم المجتمع ولكن بمدى تقبل الآخر لما وُضع فيه، اختياره في البقاء والخروج عنه، وكيف يؤثر ما هو خارج القناعات الأولى التي زرعت في الفرد.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..