Loading Offers..
100 100 100

ماذا تتعلم من الشطرنج؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

الشطرنج تعتبر واحدة من أكثر الألعاب شهرة في العالم، والتي يُختلف على تاريخ وموقع نشأتها، ولكن يُتفق على عبقرية مبتكرها، فالقطع منسقة بدقة شديدة ومتوازنة، تجعلها جاهزة للدفاع أو الهجوم على الخصم في أي وقت، كما إنها على عكس الألعاب الأخرى لا يلعب الحظّ فيها دورًا ملحوظًا، إنما تكون الغلبة للأكثر دقة في اختيار النقلات مع أفضلية بسيطة لصاحب النقلة الأولى. وهذا سبب شعبيتها الكبيرة لدى الأذكياء، الذين لا يؤمنون أن الحظّ يجب أن يكون في صفك للفوز، إنما يحبون الفوز بمجهودهم الشخصي.

الدروس والعبر التي يمكن تعلمها من الشطرنج تجعلها أكثر من مجرد لعبة عادية، بخلاف الفوائد الصحية للشطرنج من تنشيط العقل والتركيز والحفظ وغيرها، في الشطرنج لا يُكتفى بذلك فله أيضًا فوائد أخرى غير محسوسة نستطيع أن نعكسها على حياتنا الواقعية.

نستعرض هنا بعض الفوائد التي استنبطتها شخصيًّا من ممارستي للشطرنج

تحمل العواقب

النقلة الخاطئة قد يكون لها عواقب وخيمة، قد تكون في المستقبل القريب أو البعيد، لذلك تتعلم من الشطرنج أن تفكر جيدًا في نقلتك التالية، وأن تفكر مرة أخرى أيضًا لأنه لا مجال للتراجع بعد ذلك عليك تحمل عواقب تسرعك وأخطائك وقد يعني ذلك بكل بساطة –كش مات– إذا أخطأت بشدة. يقول إمانويل لاسكر: “عندما تفكر في حركة جيدة، فكر ثانية، فهناك دائمًا حركة أفضل”.

التضحية

من أجل الحصول على الكثير عليك التضحية بالقليل، وكلما كانت تضحيتك أكبر كانت جائزتك أكبر، فقد تضحي بجندي من أجل الفوز بحصان، أو تضحي بوزير من أجل الفوز بالملك، حتى في الحياة لا فوز بدون تضحيات فإذا كنت تطمح بشدة إلى الوصول إلى الانتصار عليك أحيانًا كثير تقديم التضحيات. لكن عليك الحذر دائمًا من التضحيات غير المحسوبة، واحذر من أن تضحي بالكثير من أجل القليل.

التعلم من الخسارة

إذا كان هناك أمر وحيد يجمع جلّ الناجحين فهو أنهم وقفوا بعد السقوط، تعلموا من أخطائهم، يمكن أن نتعلم من الخسارة أكثر بكثير من الفوز، يقول بطل العالم السابق راؤول كابابلانكا “قد تتعلم من اللعبة التي تخسرها أكثر بكثير من اللعبة التي تفوز بها، سيكون عليك خسارة مئات المباريات قبل أن تصبح لاعبًا جيدًا”.

خطة سيئة أفضل من لا خطة

السير بدون هدف يعني وقوفك مكانك، وقوفك مكانك يعني أنك تتأخر، تأخرك سيتسبب في حصارك وخسارتك. خطة سيئة تأخذك إلى منتصف الطريق أفضل من البقاء مكانك واستقبال الهجمات، خطة سيئة تأخذك الى منتصف الطريق قد تفتح لك أبوابًا أخرى لم تكن تدرك وجودها. وفي ذلك يقول رجل الأعمال تد تيرنر “الحياة والعمل مثل لعبة الشطرنج تمامًا، يجب أن تنظر فيهما إلى المستقبل دائمًا وتتوقع ماذا سيحدث لخطوات عديدة قادمة، وللأسف قليلون من يفعلون ذلك. هم يفكرون في خطواتهم الحالية ولذلك كثيرًا ما ينهزمون”.

اللاعب الموقفي جيد، لكن اللاعب الإستراتيجي يفوز

التجهيز لمعركة واحدة يختلف عن التجهيز للحرب، قد تكون واسع الحيلة وتنجح في الفوز مرة بعد مرة لكن دون إستراتيجية واضحة للوصول إلى هدفك ستجد من يسبقك دائمًا، اهتمامك بالتفاصيل وحساب خطواتك خطوة بخطوة ودراسة نقاط الضعف والقوة يضمن لك نتائج أفضل وستجد مخارج حتى في الأوضاع التي لم تحسب حسابها. وقد قال يومًا جيرالد ابرهامز: “لاعب التكتيك يعرف ما يفعله عندما يكون هناك ما يمكن فعله، لاعب الإستراتيجية يعرف ما يفعله عندما لا يكون هناك ما يمكن فعله”.

حتى أفضل الخصوم يرتكبون الأخطاء عندما تقف بصلابة

الوقوف بصلابة يعني بناء أساساتك على أسس متينة، يعني أن تبدأ ببناء قاعدة صلبة يصعب كسرها، وعندها فقط يصبح انكسارك أمرًا غير وارد، وإن سقطت نهوضك سوف يكون أسهل، واستغلال الهفوات لخصومك سيكون أقوى وأسرع، وتذكر دائمًا نصيحة تال: “يجب أن تأخذ خصمك إلى غابة عميقة ومظلمة، حيث 2+2=5 وطريق الخروج يسمح بعبور شخص واحد فقط”.

في الختام، الشطرنج لعبة لا تعرف كبيرًا، فيمكن لجندي وضيع من هزيمة ملك مغوار، متى ما استهان الملك بالجندي، لذلك فهي تعلمنا دروسًا وحكمًا كثيرة. استعرضنا بعض الفوائد على سبيل المثال وليس الحصر، وأنت أيضًا بإمكانك استنتاج فوائد عدة لم نلاحظها نحن، فالشطرنج كما الحياة كل منا ينظر لها بمنظور مختلف وآراء مغايرة. ونختم بمقولة الأديب المصري أنيس منصور: “في الشطرنج كما في الموت بعد نهاية اللعب يوضع الملك والعسكري في صندوق واحد“.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..