لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
كان الانضباط بالنسبة لي كالعقاب الذي أردت الهروب مِنه دومًا، لم أكُن من المُنضبطين في المدرسة أو من المنضبطين في جداولهم وكثيرًا ما كُنت أَميل إلى التأجيل وتسويف المهام حتى لا يتبقى لي من الوقت إلا القليل القليل.
كُنت أظُن أن الانضباط هو أن ترمي بمتعتك جانبًا وتُحلّ الواجبات، وأن تفوت وجبات العائلة لتُذاكر لاختباراتك وكثيرًا ما كُنت أربطه في المدرسة لأن هذه المفردة تكررت كثيرًا في ذلك المكان، وقد تكررت بعدة أشكال.. تهديد، رجاء وتحذير إلا أنها لم تشغل بالي كثيرًا حتى كُنت أشكي إحدى المرات إلى إحدى صديقاتي بأنه مهما حاولت القيام بأي شيء أميل إلى فُقدان الحماس بعد فترة وينتهي بي المطاف بتجربة شيء آخر، يظن البعض بأني كثيرة المواهب ولكن حقيقةً لا أملك أي المواهب بل إني أمتلك التجارب في عدة أماكن وذلك مُحبط لأنه بالرغم من تجاربي الكثيرة لم أصل لأي مكان بها
بعدها بدقائق أرسلت صديقتي مقطعًا باللغة الإنجليزية يتحدث عن ضبط الذات وكان مُثيرًا للاهتمام حقًّا فقد كانت عن قصة أحدهم وطريقة تغييره لحياته هو أنه كان مُنضبطًا بعمله وأدى ذلك لترقيته وما إلى ذلك، في بادئ الأمر كُنت مليئة بالتحفيز وبعدها هبطت معنوياتي كثيرًا فظننت أني من الأشخاص الذين يحتاجون إلى التحفيز طوال الوقت وحتى مع محاولة تحفيزي لذاتي ومشاهدة فيديوهات التحفيز لم يكن لها أثرٌ دائم ويزول بعد فترة بسيط.
فأخذت أبحث أكثر هُنا وهناك عن ضبط الذات حتى سمعت ميل روبنس تقول عبارة: “ليس المُهم ما تفعله في الأيام التي تشعر بالحماس فيها وإنما المُهم ما الذي تفعله في الأيام التي لا تشعر فيها بالحماس أو الرغبة في القيام بمهامك” كانت بالنسبة لي كالشيء الذي كُنت أبحث عنه وهو حقيقةً تعريف ضبط الذات.
قررت أن أخذه كمبدأ في حياتي هو أن أُكمل مهامي حتى لو لم تَكُن لي الرغبة، حتى لو كَثُرت المُغريات والدعوات أنا يجب أن تنتهي من مهامي أولاً ولم أعلم بأنه له التأثير الذي كُنت أبحث عنه في كُل مرة أكتب في مُذكراتي بأني أنجزت الكثير بالرغم من أنني لم أملك الرغبات أشعر بالفخر بأني غلبت نفسي ورغباتها الكسولة، أشعر وكما لو أني أُمٌّ أحسن طفلها الفعل. كُنت فخورة إلى ذلك الحد.
التحفيز لا يُجدي نفعًا
علينا أن نتخلص من فكرة كوننا أُناسًا آليين يرغبون أن يملأهم الحماس ومنجزين في كل يوم ولو كُنا لما كان الحماس شعور جميل نحن علينا أن نجبر ذواتنا في أوقات كثيرة فنحن حين نُجبرها نُعامل ذواتنا كما لو أنه يتم تهذبينا من أشخاص أكبر سنًّا وسيتم توبيخنا لاحقًا لو لم ننتهِ من المهام.
لا طاقة أم لا رغبة؟
من السهل علينا أن نقول نحن متعبون اليوم ولا طاقة لنا بالقيام بأي مهمة إضافية، هُناك خُدعة نفسية بسيطة قُمت بها وكانت لها تأثير كبير في نفسي وفي معرفة هل حقًّا لا طاقة لي أو لا رغبة لي في القيام بما يجب على القيام به، وهو في أن كُنت حقًّا مُتعبة إذًا على الأخذ يومين راحة وحين أبدأ بيومي الراحة يبدأ الشعور بالذنب يتسلل على وعندها أُدرك بألا رغبة لي.
قاعدة الخمس ثوانٍ
وهناك وسيلة أخرى ذكرتها ميل روبنس أيضًا وكتبت كتابًا عن تجارب الناس مع هذه القاعدة ألا وهي قاعدة الخمس ثوانٍ، وهو العد التنازلي من ٥ إلى ١ أو صفر، وبعدها تقف سريعًا للقيام بالمهمة التي يجب عليك القيام بها فمثلاً لو كُنت تُريد القيام بكتابة كتابٍ ما ولكن استمررت بالتسويف حينها عُد تنازليًّا من ٥ إلى ١ وابدأ سريعًا بكتابة لو كلمة واحد وبقية الكلمات سوف تسترسل لأنك أمرت ذاتك في البدء بالكتابة. وسبب العد تنازليا هو في أحيان كثيرة نعُد من ١ إلى ما لا نهاية ويجعلنا نتناسى ما علينا القيام به.
أخيرًا
تهذيب الذات، مُنذ صغرنا ونحن يتم توجيهنا من قِبَل الآخرين والبالغين ويتم تعليمنا بطريقة واعية أو لا واعية عن الأخلاق وما إلى ذلك وحين بلغنا بعضًا من العُمر وأصبحنا مسؤولين عن ذواتنا نبدأ بتدليلها وإطاعة رغباتها دون وعيٍ منها وكل هذا يُوصلنا لسعادة مؤقته فقط بعيدًا عن الشعور بالإنجاز، لذا تذكير بأن ذواتنا كالأطفال الذي يحتاجون لرعاية وراحة في أيام كثيرة ولكن حين يتم تدليلهم سيميلون إلى البقاء كسولين ودون حراك يضيعون طاقتهم هباء.