لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
السعادة لا ترتبط بأي مفهوم معين والجميع يمكنهم الشعور بها ويمكن أن يربطوها بأي شيء يرونه أو يمتلكونه أو يحققونه طوال مسيرتهم، والسعادة ليست شيئًا صعب المنال أو من المخيف نطقها وترديدها يوميًّا، لهذا ما الذي يمكن أن يجعلني سعيدًا؟ تحتاج أن تعرف الجواب وتحتفظ بذلك لنفسك.
يتطلب الأمر منا في بعض الأحيان أن نعود خطوات للوراء لنرى كل شيء وننظر إلى التفاصيل حتى لا نخطئ بحق أنفسنا ولا نتسبب بالمتاعب في حياتنا، ومع الأيام يصل بنا الأمر أن نفقد المعنى من كل شيء فقط؛ لأننا لم نبلغ نشوة السعادة التي يراها البعض بتحقيق النجاح، بالثراء والغنى أو بالسفر أو بأن تكون شخصية مشهورة في وقتنا هذا. لهذا هناك من الأشياء التي يجب أن نلتفت لها لأنها بالفعل موجودة ويجب أن نمعن النظر فيها.
تفاصيل الحياة اليومية
شروق وغروب الشمس، الاستيقاظ باكرًا وشرب كأس قهوة دافئ، التنفس وعيش اللحظة والتدوين الصباحي والسير في الطرقات ومشاهدة الناس والمحلات، الخروج للمشي في الليل، صوت الأمواج ويوم ممطر، رائحة التراب، قراءة كتاب والالتقاء مع صديق. تلك تفاصيل حياتك التي لا ينتبه لها أي شخص ولا يعيرها اهتمامًا. ابدأ أنت الآن بأن تنتبه لذلك وتشعر بالسعادة اتجاه تلك التفاصيل الصغيرة.
الإنجاز والإبداع الذي تقوم به
رسم منظر طبيعي أو تحقيق هدف معين والوصول إلى قمة مرتفعة من الجبل، صنع طائرة من الأمور التي لديك، التفكير بفكرة إبداعية والقيام بها مثلًا إعادة تدوير قارورة أو علبة وحتى أن ترسم أمواج البحر على كأسك المفضل وأن تبادر بطرح فكرتك الجميلة على نفسك وتبدأ بالعمل عليها.
ترتيب غرفتك
إذا كنت تريد أن تكون أمور حياتك على ما يرام ابدأ بالعمل على محيطك. تخلص من الأمور التي لا تحتاجها وخصص ركنًا معينًا تضع فيه أشياءك المفضلة… أن تدهن جدار غرفتك بلونك المفضل، وضع شموعًا مفضلة ورسومات تعبر عن شخصيتك وأن تضع أغاني هادئة وتجلس تشرب كأس قهوة أو تقوم بهوايتك وموهبتك المحببة إليك.
تذكر ذكرياتك ومرحلة طفولتك
خذ وقتًا تعود به إلى الوراء، أول مرة سقط فيها سنك الأول أظن أن الجميع يتذكر هذا حتى الآن لأنه كان جوًّا مختلطًا من الخوف والبكاء مع السعادة عند البعض وعن أول مرة احتفلت بها بعيد ميلادك، أول مرة شاهدت فيها رضيعًا يبكي، أول مرة تعرفت فيها على صديقك والمرحلة التي لبست فيها أزياء تنكرية، وأول مرة شاهدت مسلسلًا أو فيلما ما زال عالقًا بذاكرتك، أول مرة حصلت فيها على هدية، أول مرة احتفلت فيها مع عائلتك بنجاحك الأول في دراستك كلها لحظات لا تقدر بثمن.
كافئ نفسك
متى كانت آخر مرة أهديت فيها نفسك هدية تستحقها أو هدية تلقيتها وما زلت محتفظًا بها إلى حد الآن؟ أو حتى إن لم تفعل ذلك من قبل حان الوقت لتجعل نفسك هي عائلتك، أسرتك وصديقك تكافئها على أي شيء صغير تقوم به عندما تأخذ علامة جيدة وممتازة في مادة دراسة، عندما تستطيع التغلب على خوفك وقلقك وغضبك، عندما تنتهي من ترتيب أغراضك وغرفتك والتخلص من كل شيء لا تحتاج إليه.
الاهتمام بنفسك
قبل أن تحب أي شخص أحب نفسك وفي كل صباح انظر إلى نفسك في المرآة وابتسم معها، احضنها وارتدِ أجمل الثياب ولا تنتظر أي مناسبة معينة لتقوم بقصة شعر معينة أو أن تضعي بعض المكياج. كل وقت مناسب لك تهتم فيه بنفسك وتشعرها بالحب والتقدير وتعطيها القيمة التي تستحقها.
تدوين يومياتك
اعتمد على كتابة أي حدث من حياتك مهما كان، عبِّر عن أيّ شيء وتذكر كل شيء بدافع الحب والتحرر ونسيان كل شيء مؤلم وأن تقترب من لحظات حياتك وتكتب كل شيء مهم عنك، عن نفسك وعقلك وشخصيتك، هذه اليوميات ستبقى معك وستجعلك تتعرف أكثر على نفسك وتحب حياتك.
ترك بعض الأشياء أكثر من الحصول عليها
لا تنتظر الحصول على بعض الأشياء في حياتك لأن الانتظار لا يفيد بشيء وحتى التفكير بشأنها يفسد عليك أن تعيش هذه اللحظة وأن تستقبلها بصدر رحب ولأن في بعض الأحيان الأسئلة التي تطرحها لا تعود عليك بأجوبة، اتركها كما هي والتي تسبب لك المتاعب والمشقات وليست من نصيبك فلا داعي لأن تجري وراءها، ليس كل ما تريد تحصل عليه لأن الأنسب والأحسن سيأتي إليك في كل شيء.
حرر قلبك من الحزن والكراهية
هناك العديد ممن تسببوا لك بأذى نفسي وأثروا عليك بشكل سلبي لكن ذلك لا يعني أن تبقى متعلقًا ومرتبطًا بما حدث، تحرر لا شيء يستحق ولا شيء يمكنه أن يقتلك طالما ما زلت تتنفس. الكثير من الأشياء حدثت في حياتك وهي الآن من الماضي تخلص منها وتجاوزها كما تجاوزت أي محنة في حياتك، تحرر من العدوان، البغض والحزن الذي يفسد عليك متعة العيش.
تقبل الذات والاكتفاء
لا أحد سيتقبلك طالما لم تصل بعد إلى مرحلة التقبل شكلًا، نفسيًّا وشخصيًّا، يجب أن تتقبل نفسك وتحبها كما هي ولا تقلل من قيمتها حتى لا يفعل الآخرون لك هذا. تقبل ذاتك واسع نحو تغييرها وتطويرها، لا تسأم من المحاولة التزم واستمر وحسِّن نفسك وأحبها وأيضًا لا تبني حياتك على أيّ شخص أو أن قدوم أحد ما سيأتي لك بالسعادة لأن السعادة تأتي منك أنت فقط، وإن انتظرت قدوم شخص معين فنفسك ستذهب عنك وتتركك.
الانتظار لا يَأتي بِشيء، لِنَتوقف حَتى تأتي الأشياء مٌباغتةً ومُفاجِئة لَم نضعها يومًا في الحُسبان ولم نُفكر بها، تَأتي عِنْدما نتعلم أن نَتْرك ونَنْسى كل شيء يُتعِبُنا ولا نَتعلق. ذلك الانتظار لا يُفيد لكن الصَّبْر يأتي بِثِماره والأحْداث الجَميلة تَأخُذ وَقْتًا لتَحْصُل كَنوعٍ من المُكافأة، وعندما يحدث ذلك فإن الحياة لا تبقى محصورة في الانتظار بل في العيش والاستمرار، وعندما نتعلم هذا فإنك ستحصل على السعادة.