لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
الطفل الأول في حياة الوالدين يكون حقل تجارب، فأر التجارب عندما سمعنا عما يحدث به في المعامل بدون رحمة قامت مؤسسات الرفق بالحيوان بالتكلم عنهم وعن وجوب الرحمة لهم ودافع عنهم كل من رأى صور التعذيب، ولكن ماذا عن الطفل الأول للوالدين فهو فأر تجارب قد تنظر له فتجد به كدمات وحرق ترك أثرًا، وأقلام لطمت على الوجوه هدأ أثرها واختفى ولكن ما زال الأثر عميقًا في نفس هذا الطفل الضعيف، الأطفال تعاني وحدها في صمت من مشاعر مختلطة بين الخوف والحب المختلط بالرهبة تجاه الوالدين.كيف يكون الطفل فأر تجارب؟
بمجرد أن يولد الطفل الأول لوالدين قرَّرَا عدم القراءة أو التعلم بأي شكل عن التربية السليمة، فيصبح الطفل الأول بمثابة تجربة جديدة ومرحلة للاكتشاف وبالطبع تكون تجربة مثل أي تجربة بها احتمالات الفشل والنجاح، ولكن الفشل يكون على حساب طفل مشوه نفسيًّا، خلال تلك المغامرة يراقب الأب والأم تصرفات الطفل وما يزعجهما منها أو يكون غير لائق فيحتاران في طرق التوجيه فيجربان التوجيه الهادئ مرة أو الصراخ مرة أو الضرب مرة وطرق أخرى.بعد ذلك يريان النتائج لكل طريقة والطريقة التي يستجيب بها الطفل للأوامر تكون بذلك الطريقة المعتمدة لتوجيه الطفل فيما بعد، ونتيجة لتلك التجارب وُجِد أطفال تم حرق أيديهم أو لسعهم بالملعقة الساخنة أو الكبريت وآخرون تم ملء أفواههم بالبهارات الحارة وتلك من محاولات التأديب وطاعة الأوامر دون عناء.يقرر بعض الأهالي بأن يعاملوا طفلهم بلطف زائد خوفًا من أذيته كما حدث لهم في طفولتهم، ونتيجة لذلك الطفل الأول قد يكون لقي عطفًا وحنانًا مبالَغًا به خوفًا عليه إلى أن أصبح طفلًا مدللًا لا يمكنه فعل شيء دون والديه، وعلى العكس تجد طفلًا تم تعنيفه والقسوة عليه لأن والديه يحركهما الخوف من أن يكون طفلهما الأول مدللًا وبالتالي نتج عن هذا العنف طفل مشوه نفسيًّا في حاجة للعطف والاحتواء.الطفل الأول يكون كفأر التجارب عندما تجد أم تسأل إحدى صديقاتها فتخبرها لا تضربي طفلك حفاظًا على نفسيته سليمة وتكتفي الأم بتلك النصيحة المنقوصة ولا تعاقبه بأي شكل فينتج عنه طفل بدون تهذيب لسلوكه ولا يتبع أي قواعد فببساطة هو الطفل المدلل، وفي تجمعات الأمهات يحدث تبادل الخبرات فتواجه الأم معلومات كثيرة مغلوطة ومنقوصة ضررها أكثر من نفعها، فهي نصائح من كل الأمهات باختلاف أعمارهم وخبراتهم دون توجيه مختص أو قراءة كتاب واحد في التربية.الطفل الأول يكون كفأر التجارب عندما يكون هو النموذج الذي تتعلم الأم عليه تطبيق كل النصائح وبعد ذلك تحاول تجنبها في تربية أطفالها المستقبليين، وأيضًا في تربية الطفل الأول تكون التربية مشاركة بين الوالدين وعائلاتهم وأصدقائهم وكل من له معلومة أو فكرة عن التربية وكل من يمد يد العون للوالدين الجدد التائهين في تجربتهم الأولى.الطفل الأول لا تتوقف التجارب عليه عند مرحلة الطفولة ولكن تستمر في كل مراحل حياته ففي الشباب والمراهقة تجد بعض الأهل يحاولون ردع محاولات تمرده أو إبداء أنه قد كبُر، ومع عدم الوعي بما عليهم فعله والخوف من أن ينفلت زمامه يحبسونه ويستمرون في فرض التحكمات وعدم السماح بفرض شخصيته، وتكون التربية حينها حسب الطريقة التي توارثها الأهل والتي تكون كالترِكة التي يجب أن يستلمها الطفل.
نتيجة التجارب على الطفل
الطفل يولد كالورقة البيضاء يتسلمها والداه يدونون عليها كلماتهم والصفات التي يصفون الطفل بها والصراخ والتأنيب المؤذي والضرب إلى أن تتكون الركائز الأساسية لشخصية الطفل وصورته الذاتية عن نفسه ، وذكر الطبيب النفسي محمد طه في كتاب الخروج عن النص أن هناك ما يسمى بذاكرة الجسد التي تحتفظ بالكلمات التي قيلت عن أجزاء جسدنا في الطفولة، فإذا ذهبت طفلة ترى والدتها فستانها ونظرت الأم لها باشمئزاز وقالت إلا تري أن ظهرك عارٍ وكم هو نحيف، حينها تحزن الطفلة وتكون هناك احتمالية أن تمرض بألم مزمن في ظهرها دون تشخيص واضح من الأطباء.
الأطفال لا ينسون الإساءة
يقولون إن الأطفال ينسون ولكن الدليل بسيط فإذا جلس أحدهم يتذكر طفولته سوف يرى شريط ذكرياته يمرّ ويتذكر لحظات من التعنيف أو الغضب المخيف الذي يظهر على وجه والده، بعد جلسة كتلك قد يأخذ قرار بعدم تكرار تلك المعاناة مع أطفاله ولن يذيقهم من نفس الكأس المؤلم ويتعلم كيف يربي أطفاله دون أن يسبب أذى لهم وإذا لم يمتلك الوعس الكافي سوف يجتهد وفق مستوى وعيه وهذا لن يصل به إلى تربية قويمة فقد تبوء محاولاته واجتهاداته بالفشل ما دام لم يعتمد على مصدر تربوي.كلمة للوالدين
أن تكون شريك حياة رائع وتحسن التصرف لا يعني أن تحسن التصرف في كل الأمور، فببساطة إذا قررت السفر لمكان جديد سوف تحتاج للاستعداد والاستعانة بمرشد لتصل وجهتك بسلام، وإذا قال لك أحدهم جرب السفر دون أن تعلم أي شيء عن البلد الذي تتوجه له وطبيعتك سوف ترشدك في رحلتك، مؤكد هو شخص غير ناضج ولن تستمع له وربما تسخر منه، لأنك تعلم أنه أمر جديد يحتاج للاستعداد وحزم الأمتعة وتعلم أنك تحتاج مرشد سياحي لتصل بسلام.نفس الأمر ينطبق على التربية، لا يعني أن تتزوج أن تنجب فهم ليسوا نتيجة لبعضهم لأن لكل منهم قرارًا مختلفًا له أبعاده ومتطلباته ومسؤوليات، وبمجرد أن يأتي طفلك مؤكد سوف تبذل قصارى جهدك ليكون في أفضل صورة ونواياك صالحة تجاه ولا تريد سوى مصلحة طفلك بالطبع، فماذا إذا كان يمكنك أن تبذل مجهود أقل وتعرف نتيجته وتقلل من الضرر النفسي لك ولطفلك؟مؤكد تريد طفلك أن يكون طفلك سويًّا نفسيًّا، والحل هو الاستعداد الصحيح بالاستعانة بمصادر التوجيه التربوية والدينية، كل ما عليك أن تسهل المهمة على نفسك وتبدأ قبل الإنجاب بمتابعة المتخصصين التربويين في مواقع التواصل والتوجه للاستشارات الخاصة معهم، وقراءة الكتب أو سماعها قدر استطاعتك عن قصد وبذل مجهود موجه بدافع تحمل المسؤولية التربوية تجاه أطفالك.وفي النهاية … لا يسعني سوى قول: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فضع أمام عينك أن الله سوف يسألك عن طفلك الذي يودعه الله أمانة وكيف تصرفت معه.