Loading Offers..
100 100 100

نتيجة تفضيل الذكور على الإناث .. الغيرة والحقد كناتج طبيعي

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

الغيرة بين الأخوات موضوع منتشر ولكن قليل من تطرق إلى الغيرة الخفية من البنت تجاه أخيها نتيجة التربية الذكورية وميل الأم والأب لابنهما عن بناتهما بشكل واضح، هذا السلوك الذي يؤثر على بنية الفتاة النفسية ونظرتها لنفسها وتعاملها مع أسرتها بمشاعر مختلطة، والمشكلة أن تلك الفتاة تعاني دون أن تعلم ما تفسير ما تشعر به.

فهي لا تجد سوى الكثير من الأسئلة التي تقرر كثير منهن ألا تفصح عنها، ومن تقرر الإفصاح تواجه إجابات غير منطقية مثل هناك فرق بينكم أنت فتاة وهو صبي، ومن جهة الأم تجد كثير منهن يستنكرن اتهامات التفرقة في قدر الحب، فهن لا يرون تلك التفرقة ولا يشعرن بها، والتفرقة لا ترها سوى في الصلاحيات الاجتماعية المتاحة أكثر للذكر ولكن لا تفسير لمقدار الحب الزائد وكذلك من جهة الأب وكأنها أسباب سرية أو فطرية.

التفرقة بين الأبناء الذكور والفتيات

ليس فقط في التعاملات ولكن التفضيل في قدر الحب والاهتمام فتلبّي الأم طلبات ابنها وتقلق عليه وتحنو عليه أكثر وتدعمه بكل قوتها وتجعل له شأنًا في الأسرة أكثر من أخواته الإناث، وتميل الأمهات لتوفير كل سبل الراحة له فتطلب من أخواته البنات بخدمته دون أن يقدم أيّ معروف لهن فقط لكونه أخيهم ولا يجب أن ينتظروا منه المثل.

المشكلة أن الأخ لا يعرف شيئًا عن تلك الغيرة، وتحاول البنت إخفاءها، فببساطة أخوها غير مذنب ولم يطلب هذا التفضيل، التفضيل الواضح عندما تجد الأم تسعى جاهدة لتلبية كل طلبات ابنها وربما تأخذ من حق أخواته البنات وتعطيه، حقًّا الوضع مؤسف، تظهر الغيرة بعد كل موقف تقوم فيه الأم بتفضيل ابنها على بنتها فتشعر البنت بالغضب والحقد على كونه ذكرًا والغضب تجاه أمها.

 ذلك الاهتمام الذي قد يصل لتدمير حياة الابن فقد تمنعه بطرق ملتوية من الزواج دون أن تعي ذلك وتؤكد له ألا أحدًا يحبه غيرها، وإذا تزوج تغار بشدة من زوجته وتقوم بصراعات لأنها تشعر أن أحدًا يقاسمها في الذكر الخاص بها.

المشكلات النفسية التي تواجهه الفتاة

مع الأسف إذا لم تفهم سبب هذا التفضيل تتكون ذكريات تلك التربية الذكورية مشبعة بمشاعر الإحباط والحزن والغضب والحيرة، والتي يكون أثر على الفتاه حيث تتذكر أنها لم تنال نفس مقدار الحب عند أمها، فهي لا تفهم لماذا كل هذا التفضيل رغم أنها تحاول جاهدة على إرضاء أمها وقد يكون أخوها لا يبالي ولا يبذل مجهودًا لنيل رضا أمه هو فقط يستمتع بالعطاء دون تقديم ولو نصف ما تفعل أخته، فكيف لا يتسبب هذا المشهد المتكرر بالإحباط للفتاة وقد تشعر أن سبب عدم تفضيل أمها فقط لكونها فتاة.

الأمر ليس سهلًا لأنه ببساطةٍ الفتياتُ تصدقن أن الحب من والدتها يصلها لأنها ابنتها ولكن سوف يوجه بغزاره اتجاه أخيها، هذا يشعرها بالألم النفسي، ببساطة تصل لها رسائل نفسية مؤلمة ربما يتسع مفهوم الرسالة التي تصل لها مثل (أنتِ فتاة إذن أنت إنسان من الدرجة الثانية ولذلك لن تحصلي على كل الحب والاهتمام).

هذا التميز يجعلها تشعر بمشاعر مختلطة لا تعرف كيف تتعامل معها، مشاعر الحب تجاه أمها والغضب والحزن من التفرقة ومشاعر الحب تجاه أخيها الذي يعاملها بحب والغيرة سويًّا، تلك المشاعر لن يكون من السهل عليها التعامل معها خاصة إذا كانت لا تقدر الإفصاح عنها أو لا تفهم مشاعرها أو لا تعرف كيف تتحرر منها، فقد تترجمها أنه شعور بالضيق غير مفهوم.

قد تجد الأثر النفسي يصل لكره كونهن فتيات وتحاولن أن تتشبهن بالرجال في التصرفات والمظهر وكل هذا يكون على المستوى اللاوعي الذي يوجهها لذلك على أمل أن تنال القبول والحب والتقدير الذي تأخذه بقدر منقوص.

وهناك أخريات تجدن أن تلك المشاعر توجه بشكل لا واعٍ تجاه الذكور، فتجد شعور الحقد والغضب تجاه الرجال كافة وليس أخيها فقط، وعندما تكبر وترى أن أمها ليست فقط التي تفضل الأولاد بل نسبة ظاهرة من الأمهات تزداد علامات الاستفهام والتعجب، فكيف لتلك الأمهات التي قد تكون عانت من نفس مشاعر ابنتها تكرر نفس السيناريو؟ ما الدوافع الغامضة وراء ذلك؟

رصد وتفسير الظاهرة

عندما تأملت ترك الغيرة صدمت عندما رأيت أن تفضيل الذكور ليس فقط في المجتمعات الشرقية العربية ولكن في المجتمعات الغربية أيضًا، كان صادمًا لأنه من المعروف أن المجتمع الشرقي مجتمع ذكوري أبويّ، ولكن ماذا عن الغرب مؤكد أن التفسير لن تجيب عنه العادات والتقاليد، ولكن هنا يجب أن يتدخل علم النفس وبالفعل في دراسة تم إجراؤها تم تفسير تلك الظاهرة.

ربما يكمن في أن بعض الأمهات لم تختر زوجها بنفسها أو ليست راضية عن اختيارها الحالي فتقرر في المستوى اللاوعي أن تشكل رجلًا جديدًا كما تحب أو كما كانت تتمنى أن تتزوجه، فتكرس كل مجهوداتها في تربية هذا الذكر ليصبح مرغوبًا من الجميع وتراه الأفضل، خاصه إذا كان الابن الأكبر أو الوحيد، وقالت الأخصائية إن في بعض الحالات قد تصل درجه التقدير والاهتمام أن يشكو الزوج من الإهمال.

من بعض التفسيرات أن الأم ترى أن ابنها سوف يكون الرجل الذي يدعمها ويوفر لها الأمان والحماية في كبرها وكذلك أنه يمكن أن يعوضها عن الحرمان العاطفي من جهة الذكور الذين مرّوا في حياة الأم سواء الزوج أو الأب.

رسالة للفتاة التي تواجه التمييز

أشعر بألمك ومشاعرك المختلطة، اعلمي أن أمك تحبك بكثرة والتفرقة سوك سيئ مكتسب منفصل عنك تمامًا لا يتعلق بأي شيء يخصك، أمك لا تقصدك أنت بالتحديد فإذا وجدت فتيات أخريات سوف تفعل نفس السلوك السلبي، وكما قلت هو سلوك سلبي لكن هو ليس أمك بكل شخصيتها، وتغييره يحتاج وعيًا كبيرًا من الأم وجهدًا، فماذا ستفعلين إن لم تمتلك أمك هذا الوعي هل ستقضين حياتك تقارنين بينكما وتسمحين للمشاعر المختلطة بأذيتك.

أنت الآن مسؤولة عن مداواة ألمك لأن من أذاك لا يعلم أنه أذاك وإذا عرف العلاج ليس بيده، فماذا سوف تنتظرين؟ انهضي واحتضني ألمك وتعلّمي أن تسمحي له بالرحيل، وتعلمي عن كيفية التحرر من الذكريات المؤلمة التعلم يكون عن طريق القراءة في مواضيع التشافي والتصالح مع الماضي والتعامل مع المشاعر وحضور محاضرات المتخصصين المتوفرة على الإنترنت أو التوجه للمعالج النفسي وهذا الاختيار الذي أفضله لتسهيل الطريق وتوفير الدعم النفسي.

وبتطور وعيك أن أمك لا تقصد وتحبك بعمق يمكنك أن تركزي على الاستمتاع بالعطاء والحب الذي تمنحه لكِ، فتركيزك على نقطة محددة سلبية كالتفرقة سوف يحرمك من كل الحب الذي تمنحه لكِ أمك، مؤكد هي تفعل لأجلك الكثير وتضحي ولكن لن تري إذا وضعتِ المقارنة أمام عينك دائمًا وسوف تقتلين كل متعة الحب والعطاء التي تمنحها أمك لكِ.

انظري لها وكأنك ابنتها الوحيدة، استمري في التعلم عن المشاعر والتشافي، إذا كان من الممكن الإفصاح عن ألمك لأمك لا تترددي، وإذا كان ألمك كبيرًا أثّر على سلوكك ووجدت نفسك تميلين للتشبه بالرجال وتبغضين تصرفات النساء أو تشعرين بالغضب أو الكره تجاه الرجال، تأكدي أن تلك علامة على تضررك من الداخل دون وعيك فلا تترددي في مداوة نفسك لتتسقي مع مشاعرك وتشعري بالسلام الداخلي يمكنك زيارة الأخصائي النفسي وتختصرين الطريق ويكون ذلك طريقك لدعم نفسك.

إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..