لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
تمر علينا كثير مشاهد من الاستهزاء الذي قد يمارسها الأب على زوجته أو أبنائه، وقد يظن صديق ما عند وضع أحد رفاقه موضع سخرية بأنه ظريف وخفيف الدم، لمجرد أنه سمع ضحكات عالية من الحاضرين، كل تلك السلوكيات غير المسؤولية تُدعى التنمّر، فما التنمّر؟التنمُّر
هو التصرف بعدائية لإلحاق الضرر بشخص ما، بدنيًّا أو نفسيًّا أو حتى بشكل اعتباري عن طريق الغمز واللمز.كيف ينشأ التنمُّر؟
هناك عدة عوامل تساهم في ظهور التنمر، وتناميه يوما بعد يوم، ومن هذه العوامل هي:- المصدر الرئيسي الذي يُصَدر لنا الأشخاص المتنمرين، هو الأسرة غير المستقرة، بحيث يكون الوالدان فيها على خلاف مستمر، وشجار دائم مستخدمين الألفاظ النابية، وقد يمارس أحد الوالدين التنمّر على الآخر، مما يعطي للطفل نموذجًا عمليًّا مقنعًا ومقبول بالنسبة له، لأنه صادر من أحد أبويه. وهذه السلوكيات الأسرية ينتج عنها إما طفل يعاني من التنمُّر الداخلي أو ما يعرف “بـ العدوان الموجه للداخل”، وهو ما يحول الطفل أو المراهق إلى شخص خاضع لا إرادة له. وقد يكون التنمُّر خارجيًّا ويتحول الطفل أو المراهق إلى عدواني، يمارس التنمُّر بسلوك مضاد للمجتمع.
- التدليل المبالغ فيه يخلق طفلًا متنمرًا، لأنه اعتاد الحصول على كل شيء، فهو يعيش بمبدأ كل ما تقع عليه عيني فهو ملكي، وهذا ينشئ لديه شعورًا طاغيًا من التسلط والتحكم.
- قد يلجأ الوالدان إلى مقارنة ابنهم مع أحد أقاربه كنوع من التوبيخ أو التحفيز كما يظنون، مما يولّد لدى الطفل شعور الكره والرغبة في الأذية. ولأن التنمر سلوك مكتسب، قد ينشأ أيضًا بسبب اضطهاد الشقيق الأكبر لإخوته الصغار.
أدوات التنمر
كل عصر وله أدواته، وهي تختلف على حسب الوسط والبيئة، ومن أشهر أدوات هذا العصر هي:- الألفاظ النابية الجارحة.
- الاستبعاد المصاحب للأذى اللفظي، لدرجة يشعر فيه المتنمَّر عليه بأنه منبوذ ومكروه.
- التعرض للإذلال أمام الآخرين، والتركيز على الضحية أمام الناس، فيشعر بأنه فاشل ويفقد قدرته على الحديث.
- إفشاء أسرار الضحية ونشر الشائعات عنه.
- قهر الضحية عن طريق تشويه ممتلكاته، وقد تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لإرسال رسائل تهديد أو استفزاز، وقد يتطور الأمر إلى نشر صوره وتلفيق التهم له.
الوضع النفسي للشخص المتنمَّر عليه
يبدأ يشعر بالوحدة، والعزلة، والضعف، يفقد الأمان ويزيد لديه شعور الخوف، تتلاشى رغبته في الأكل والنوم، ويجد صعوبة في الخروج لوحده.وقد تُسيء عائلته فهمه، ولا تلاحظ التغير الذي طرأ عليه فتقوم بالضغط عليه وقد تلجأ لأسلوب القسوة بدلًا من محاولة فهم سبب التغير والعزوف عن النشاط، مما يزيد الطين بلة، فيقع الطفل بين مطرقة التنمر الخارجي وسنديان الأسرة الغاضبة، وهذا يؤدي إلى نتيجة خطيرة جدًّا وهي الاستسلام، حيث يستسلم الطفل للعدوان المالي، أو الجنسي، أو اللفظي بدون أي محاولة للدفاع عن نفسه.كيفية حماية أولادنا من التنمر
للأسرة دور كبير جدًّا في حماية أبنائهم من التعرض للتنمر، وهناك عدة أساليب لفعل ذلك منها:- معاملة الأبناء باحترام، حتى يتعلموا حسن المعاملة.
- يجب على الوالدين العَدل بين أبنائهم، وعدم قهر البنات لمجرد أنهن إناث.
- الاستماع للأبناء مهم جدًّا، لأنه يعطيهم الشعور بالثقة للتحدث معنا بكل ما يحدث لهم دون خوف، وهذا يجعلنا مطلعين على كل شيء.
- تشجيعهم على الكلام والحوار، فهذه مهارة حياتية مهمة تزرع فيهم الثقة.
- أن نغرس في أبنائنا الاعتزاز بالنفس وعدم الرضا بالظلم.
- تعليمهم مفهوم الأمن المجتمعي، وقيمة العدل، وأن يسجلوا موقفًا عند رؤيتهم للخطأ.