لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
هل تعرفون لماذا أحب موقع “زد” أكثر من باقي المواقع التي أكتب فيها؟ ولماذا أُفضل أن أمضي وقتي في كتابة المقالات هنا عوضًا عن البدء في تأليف رواية جديدة؟ لأن “زد” يسمح لي بمساعدة الآخرين حتى في الأوقات التي أعجز فيها عن مساعدة نفسي، والآن خبّروني هل تؤمنون بمقولة “فاقد الشيء لا يعطيه”؟ أنا لا أؤمن بها على الإطلاق؛ لأن من حُرم من شيء ليس بالضرورة ألا يعرف عنه شيء، بل على العكس تمامًا قد يكون هو الشخص المناسب لإعطائه، ولنتخيل مثلًا أن طفلًا كبر بدون أب وأم هل سيعامل أبناءه بقسوة أم سيحنو عليهم أكثر كي لا يشعروا بما شعر به في صغره؟ اعتقد أن البشر يُقدرون قيمة الأشياء التي يفتقدوها أكثر من الأشياء التي يمتلكونها بالفعل.ولذلك لا تقولوا أبدًا كيف نتعلم قواعد الحياة من أُناس فشلوا بالفعل في حياتهم؛ لأن الدروس الحقيقية تأتي من رحم المعاناة والفشل، وأول درس سأخبركم به اليوم هو “أن تعتمد على نفسك فقط”، وعلى الرغم من أني تعلمت هذا الدرس في وقت متأخر جدًّا، إلا أني سعيدة بتعلمه بعد معاناتي، وأعلم أن قراراتي المستقبلية ستتأثر بهذا الدرس كثيرًا، وستذهب بي لحياة أكثر استقلالية.
والآن دعونا ننهي مقدمتي المُملّة، ونبدأ بمعرفة أهم الخطوات التي ستساعدك على تحقيق هدفك رغمًا عن العوائق والتحديات التي تعرقل خططك
1- كوني واقعية
لِمَ لا تسألونني حتى الآن عن سبب كتابتي لمقالة اليوم.. مقالة اليوم موجهه لثلاث نساء تخلّوا عن أحلامهن بعد الزواج وإنجاب الأطفال، وأعلم أن موضوع المقالة يهم كل النساء؛ لأننا في النهاية نملك أحلامًا نتمنى تحقيقها من أجل أنفسنا، ولكن مسئولية البيت والأولاد تُجبرنا على التخلي عن أحلامنا وحتى عن حياتنا الخاصة من أجل رعايتهم، ولهذا قررت أن أكتب لكم تلك السطور؛ فكل الأمهات من حقهن أن يجدوا متنفسًا لأنفسهن على الأقل لحماية صحتهم النفسية.وأول خطوة يجب أن تقومي بها هي أن تكوني واقعية يعني يجب أن تعي تمامًا كيف تديرين يومك، ولا تضعي جدولًا يوميًّا يفوق طاقتك بدافع الحماس؛ لأن عدم التزامك بكل مهامك في الجدول سيصيبك بالإحباط، وتذكري أن من أهم قوانين تنظيم الوقت وتحديد الأهداف أن تكون محددة بوقت، وواقعية، وقابلة للقياس.
2- اكتبي خطة قصيرة المدى
حاولي بقدر المستطاع أن تبدئي حياتك الجديدة بخطة بسيطة لتشجيعك بعد تحقيق أهدافها، ولتكن مثلًا خطة أسبوعية أو شهرية، وذلك لسببين: أولهما أن الخطط القصيرة ستشعرك بالإنجاز، وثانيًا ستمنحك القدرة على التطوير وإجراء التعديلات في الخطط المستقبلية سواء قصيرة أو طويلة المدى.
3- ابدئي بخطوات بسيطة
هل أخبركم سر عن نفسي، أنا أحب مشاهدة حضارات الدول وثقافاتها أكثر من جلوسي مع لوحة المفاتيح لكتابة مقالة أو رواية؛ لأني في البداية كنت أكتب المقالات والروايات من باب الهواية، ولكن عندما أصبحت الكتابة محور حياتي هرب شعوري بالمتعة، ولهذا السبب بدأت أتبع قاعدة “فكرة، وكلمات مفتاحية، وسطور قليلة”، وبتلك الطريقة اعتدت على إنهاء أيّ مهمة مهما كانت صعبة، والخطوات البسيطة ستشجعك على القيام بمهام إضافية، تخيلي نفسك تقومين بـ(4) مهام بسيطة ومؤثرة كل يوم بدلًا من القيام بمهمة واحدة تستنزف كل طاقتك وحماسك، وطبعًا لاحظي أن وقتك مع البيت و الأولاد يحتاج لجدول مرن، وبدء هذا الجدول بإستراتيجية “step by step” سيساعدك على التقدم نحو أهدافك بوتيرة ثابتة.
4- اطلبي النصيحة
من الدروس التي تعلمتها في حياتي أن الأسئلة ستفتح لي دروبًا جديدة دومًا؛ لهذا أعشق طرح الأسئلة، وتلك كانت هوايتي منذ الصغر وتطورت بعد دخولي عالم الصحافة، أنا عن نفسي لا أخجل أبدًا من طلب النصيحة، وكل المحيطين بي حتى قرائي يعرفون أني أفضِّل الاستماع للنقد أكثر من الاستماع لمدحهم؛ لأن النصيحة وحتى النقد يساعدان البشر على معرفة جوانبهم السلبية التي يغفلون عنها، ولكن احذري؛ فليس كل البشر قادرين على توجيه النُّصح للآخرين، وطبعًا لا يجب أن تستمعي لكل نقد يوجَّهَ لكِ دون فلترته؛ لأن النصيحة تُؤخذ من ذوي الخبرة، كذلك النقد يجب أن تسمعيه من شخص جدير بالثقة، وهدفه من نقدك هو مصلحتك ولفت نظرك لأخطائك؛ لأنه يريد الأفضل لكِ دائمًا.
5- جددي أهدافك باستمرار
هل أخبركم بسرٍّ عن الكون لا يعرفه أحد؟ هذا السر هو الشمس التي تشرق كل يوم، هل تعرفون أن شمس كل يوم تأتي ومعها (3) هدايا للبشر؟ الهدية الأولى هي يومك الجديد، وأنت على قيد الحياة، والهدية الثانية هي عقلك وذاكرتك وقدرتك على تذكر ماضيك وما حدث معك بالأمس، وتلك نعمة يغفل عنها كل البشر مع الأسف؛ لأنهم لا يعلمون أن هناك بشر لا يتذكرون أمسهم ويبدؤون كل يوم بذاكرة جديدة، والأسوأ من ذلك أن هناك آخرين يفقدون ذاكرتهم كل (3) ثواني.أما بالنسبة للهدية الثالثة والأخيرة؛ فهي هدية الفرص الجديدة، أتعلمون أني لم أتعرف على تلك الهدايا إلا بعد مروري بالكثير والكثير، ولكن الآن تأكدت أن الحياة كل يوم تُعطي لكُل إنسان صفحة جديدة، ولهذا السبب بالتحديد أنصحك قارئتي العزيزة أن تجددي أهدافك باستمرار، وأن تقتنعي بحقيقة واحدة، وهي: أنتِ اليوم تختلفين كليًّا عما كنتِ عليه بالأمس، وبالطبع ستستقبلين الغد بشخصية مختلفة تمامًا عن شخصيتك اليوم؛ لذا حاولي أن تواكبي التغيير، وتبدئي كل يوم بصفحة جديدة مع الحياة.
في الختام
أشعر أن هناك أصواتًا من نساء تقول قبل نهاية المقالة: الكلام سهل؛ لكن هل تعيشين معنا نفس مسئولياتنا؟ نحن لا نستطيع قراءة صفحة واحدة من كتابنا المفضل وأنتِ الآن تخبريننا بتحقيق الأهداف والمهام.. أخبرينا من أين نشتري الوقت وسنستمع لنصائحك.هذا كلام أغلب النساء، ومنهم صديقاتي وحتى أختي، وأعلم بمسئولياتهم ووقتهم؛ لأن بنات أختي أشرقت وأسيل يتعاملون معي وكأني أمهم، يعني مسئولية مذاكرتهم والاعتناء بهم تقع على عاتقي لحين عودة والدتهم من العمل؛ لذا لكم أن تتخيلوا كيف يمضي يومي مع طفلتين أعمارهن (8) سنوات و(11) سنة بجانب جدول عملي؛ لذا أعلم أن الأمهات لا يملكون أوقات فراغ، ولكن هذا ليس مبررًا على الإطلاق للتخلي عن أحلامك وأهدافك، وحتى لو كانت كل آمالك وطموحاتك تكمن في تربية أطفالك ليصبحوا أفضل من أقرانهم إذن عليكِ أن تطوري نفسك لمساعدتهم على النجاح والتفوق؛ لأنه سواء كانت أهدافك خاصة بكِ أو بأطفالك؛ ففي كلتا الحالتين يجب أن تبذلي مزيدًا من الجهد لتكوني أفضل وأنجح.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد