لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
حتى وقتٍ قريب، اعتُبر مصطلح “انطوائي” سلبيًّا إلى حد كبير. غالبًا ما يكون الانطوائيون ضحايا لإساءة الفهم، علمًا بأن الآخرين يخلطون بين (الانطوائية) والخجل والإفراط في التحليل، وفي بعض الحالات يُحرم الانطوائيون تمامًا من تعاطف الآخرين. هذه التصورات ليست خاطئة فحسب، بل تخفي أيضًا حقيقة أن الانطوائي يضم -بين جنبيه- العديد من المزايا. هذا صحيح بشكل خاص في بيئة العمل، حيث تتناسب العديد من سمات الشخصية الانطوائية مع كونها موظفًا أكثر استجابة وفعالية.
(8) مزايا لكونك انطوائيًا في العمل
إذن ما -بالضبط- المزايا الرئيسية لكونك انطوائيًا في العمل؟ وكيف يمكنك الاستفادة منها؟ دعنا نستكشف هذا أكثر:
1. الانطوائيون مستمعون رائعون
واحدة من نقاط القوة الأساسية للانطوائي هي قدرته الفطرية على الاستماع، وهناك عدة أسباب لذلك. بادئ ذي بدء، يكون الانطوائيون أكثر راحة في الاستماع من إجراء محادثة، بينما هم أيضًا أكثر تفكيرًا بشأن ما يقولونه ويستخدمون غالبًا ردود الطرف الآخر في المحادثة لإبداء الاهتمام. يمكن أن يكون هذا مفيدًا للغاية في مكان العمل، لأن الانطوائيين لديهم فرصة لاستيعاب المعرفة والبصيرة من حولهم في محاولة للتقدم في حياتهم المهنية. هذا في تناقض صارخ مع المنفتحين، الذين غالبًا ما يستخدمون المحادثات المهنية كمرحلة للترويج لأنفسهم دون الاهتمام بالاستماع الحقيقي.لتحقيق أقصى استفادة من هذه الميزة، كن منتبهًا بشكل خاص لزملائك ومن هم في مناصب أعلى. قبل كل شيء، تأكد من جمع أي معلومات تساهم في رفع أدائك كموظف وتزيد فرص النمو.
2. يمكن للقادة الاعتماد على الانطوائيين
في ملاحظة مماثلة، يعد الاستماع مهارة تساعد على بناء الثقة والاحترام في مكان العمل. هذا هو السبب في أنه -حتى القادة المنفتحون ذوو الكاريزما- يميلون إلى وضع الانطوائيين في مواقع السلطة، حيث يمكن الوثوق بهم للاستماع باهتمام إلى التعليمات الموجزة وتنفيذها بأقل قدر من الاعتراض. بينما رأيت العديد من الأفراد ذوي الشخصيات الانطوائية يحصلون على ترقيات في العمل، لا يزال من المهم استخدام حس مبادرتك حيثما أمكن ضمن مركزك الوظيفي. سيساعدك هذا على اتخاذ المزيد من الخطوات في القيادة أثناء بناء ثقتك كموظف.
3. الانطوائيون هم قادة منفتحون
أحد المفاهيم الرئيسية المحيطة بالانطوائيين هو أنهم لا يشكلون قادة جيدين. ومع ذلك، فإن هذا غير صحيح إلى حد كبير، حيث أنه
في حين قد يفتقر الأشخاص ذوو الشخصية الانطوائية للكاريزما، فإنهم منفتحون عند وضع الإستراتيجيات والخروج بالأفكار المبتكرة وتعيين الموظفين.النقطة الأخيرة مهمة بشكل خاص، حيث يمكن أن يكون المنفتحون غير آمنين ويميلون للمنافسة بطبيعتهم الأمر الذي قد يتسبب في الاحتكاك مع بعض الموظفين الناجحين. لذلك يجب عليك اتخاذ خطوات لإظهار انفتاحك وتفكيرك في مكان العمل، مع تجنب أي تعارض أو منافسة تافهة مع الزملاء.
4. الانطوائيون موظفون متعاطفون
كقاعدة عامة، يتحلى الانطوائيون بمستوى عالٍ -للغاية- من الوعي الذاتي وهم حساسون للغاية لاحتياجات من حولهم. هذه ميزة غير عادية في مكان العمل، حيث ينشغل الكثيرون بقضاياهم الخاصة والرغبة في التقدم في حياتهم المهنية. يمكن للانطوائيين الاستفادة من ذلك، ببساطة من خلال التصرف على طبيعتهم وإظهار الاهتمام للزملاء وأصحاب العمل. سيساعدك هذا على التميز كفرد، خاصة إذا كنت على استعداد للتحلي بالمرونة في دورك عندما يكون الضغط ناتجًا عن الغياب طويل الأمد والمرض.
5. يميل الانطوائيون لتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة
إذا كان هناك درس واحد تعلمته من العمل، فهو أن التفاعل اليومي مع الزملاء وأصحاب العمل يمكن أن يكون مرهقًا للغاية لأي شخص يمتلك شخصية انطوائية. هذا شيء يدركه الانطوائيون في جميع الأوقات، مما يعني أن لديهم تقديرًا فطريًا للحاجة إلى توازن إيجابي بين العمل والحياة يمكن أن يعزز حياتهم الشخصية.مع الأبحاث الحديثة التي تشير إلى أن
الوظائف التي تدفع راتبًا سنويًا قدره 37000 جنيه إسترليني تميل إلى خدمة نقطة تحول فيما يتعلق بالتوازن بين التضحية والمكافأة في مكان العمل، فإن تقدير حدودك يمكن أن يساعدك على تحسين حياتك إلى مالانهاية. بمرور الوقت، سيجعلك هذا زميلًا متميزًا دون التأثير سلبًا على وقتك الخاص خارج العمل.
6. الانطوائيون ذاتيّو التفكير وممتازون في تصحيح الخطأ
لقد تطرقنا بالفعل إلى حقيقة أن الانطوائيين هم مستمعون ممتازون، وهذا يعني أنهم قادرون على تلقي ملاحظات كبيرة فيما يتعلق بأدائهم في العمل. ليس هذا فحسب، بل يمتلك الانطوائيون أيضًا عقلية تمكنهم من معالجة هذه المعلومات وتحويلها إلى خطوات عمل من أجل تطورهم الشخصي. تسمح هذه الفلسفة أيضًا للانطوائيين بالتميز عند تصحيح أخطائهم، لأنهم يأخذون أخطاءهم على محمل الجدّ بمجرد تسليط الضوء عليها ويلزمون أنفسهم بتصحيحها علانية. وعندما تؤمن أن ارتكاب الأخطاء هو عنصر لا مفر منه لكونك إنسانًا، فإن نظرتك الطبيعية بصفتك انطوائيًّا تقدم لك ميزة كشخصٍ واعٍ وذي نزاهة كبيرة.
7. يتمتع الانطوائيون بمزيد من الاتصالات المهنية المتعمقة والهادفة
نحن نعيش في العصر الرقمي، حيث يتم تشغيل الشبكات الاحترافية من خلال محادثات في الوقت الفعلي ومقدمات من سطر واحد. في حين أن هذا يمكّن المنفتحين من بناء شبكات واسعة وغالبًا ما تكون فارغة، إلا أنه من المعروف جيدًا أن الانطوائيين يتوقون إلى نوع الاتصال المتعمق والهادف الذي يدفع إلى التفاهم الحقيقي. يمكن أن يكون هذا مفيدًا في الواقع للانطوائيين في مكان العمل اليوم، حيث تبرز العلاقات الحميمة القائمة على المعرفة والثقة. يمكنك أيضًا الجمع بين حاجتك إلى اتصالات متعمقة لبناء علاقة مع الزملاء والعملاء على حدٍ سواء، وتعزيز مكانتك داخل الشركة مع المساهمة أيضًا في زيادة الإيرادات.
8. يتخذ الانطوائيون قراراتهم بروية بعيدًا عن الاندفاع
سواء كنت قائدًا أو لا، فمن المرجح أن تتخذ قرارات في حياتك المهنية. بينما غالبًا ما يُنتقد الانطوائيون بسبب المبالغة في تحليل القرارات لدرجة أنهم يعانون من شلل في الفكر، فإن هذه “المبالغة” تخفي جوهرة الخروج بقرارات مدروسة من زوايا متعددة.في الواقع، فإن قدرة الانطوائيين على إيلاء الاعتبار الواجب لكل جانب من جوانب القرار يمكن أن تفيد الشركات بشكل أكبر، لأنها تساعد على تجنب نوع الخطأ الاندفاعي الذي يمكن أن يدمر حتى المشاريع الناشئة. من وجهة نظرك بصفتك انطوائيًّا، يجب عليك بالتالي أن تظل صادقًا مع عمليات تفكيرك الداخلية عند اتخاذ قرار ومقاومة اقتراحات أولئك الذين يريدون منك التصرف بسرعة.
في الختام
هذه ليست سوى بعض الفوائد العديدة لكونك انطوائيًّا في مكان العمل، في حين أن هذه الأمثلة يمكن أن تساعدك على تطوير حياتك المهنية قبل من يتمتعون بجاذبية وسحر أكبر.
انطوائي أو مهتم بالانطوائية؟ هذه المقالات لك إذًا:
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد