لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
في نهاية اليوم وعندما تخلد إلى الراحة تفكر في حلمك الذي يأخذك إلى عنان السماء إلى تلك النجمة المضيئة، إلى راحةِ كفيّ الغيمة النقيّة، إلى المنطقة الوردية وشعور الدفء ثم تستوعب أنه ينتظر منك سعيًا، وتعزم في نفسك وأن تبذل كل جهدك في السعي لأجله وإن كان متعبًا فإنه لا يضيع عند اللهِ التعب، وإذا بالنعاس يغلب التوهج الذي اكتسح عينيك ثم تستيقظ في يوم جديد، وكأن كل ذلك مجرد حديث نفس انطفئت شعلته.هذا المقال ليس لأجل أن يملأك بهواء الهيليوم المؤقت، الذي يملأ البالون ويطير بها إلى السماء وما إن تلبث ساعات حتى تعود ذاوية إلى الأرض، أكتب هذا المقال بكل واقعية، أريدك أن تعلم أن الأحلام الوردية ليست مستحيلة ولكنها ليست وردية المسار لأن لذيذ الفوز لا يأتي إلا بصعب الجهد وعرق الجبين وبعد عدة مراحل من الإخفاق، لكنك لا بد أن تقتنع بأنه لا شيء سيجلب الرزق في فمك هكذا، جُبل الإنسان على العمل لأجل أن يسعى وأن يختار هدفه أيًّا كان – وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز – حديث صحيح. واستشعر معية الله وتسخيره لنبي آدم الأرض والسماء والشمر والقمر كل ذلك لأجلك قال تعالى: (فامشوا في مَنَاكِبِهَا) أي اطلب في الارض رزقك ومكسبك واسعَ فيها باحثًا عن مرادك، لتبني برج أحلامك، فقد سُخرت لك الطرُق فاسلكها وافعل ما يحبه الله أن يراه منك وأخلص قبل ذلك نواياك فإنما اللبنة الأساسية في عملك هي (نيتك) فاجعلها خالصةً لله، وانو الخير دائمًا تكن بخير.حلمك ليس بذاك البعيد، ولا مجرد وهم، إنما هو أنت، ولكن في المستقبل القريب بجهدك وسعيك مستعينًا بربك تصلُ إلى أرض أحلامك التي بنيتها فقم، وابحث عن سر الواصلين، لن أمجد صنعهم وأكتب لك الناجحين، الملهمين، لأني سأحدثك بكل واقعية إنهم هم الساعون في طرقات أحلامهم مثلك تمامًا، ولكن هل هناك سر عظيم، أو خلطة عجيبة للذين وصلوا قمة أهدافهم؟
1. ومن يتصبر يصبره الله
-باعتقادي- أن الفرق بين الواصلين والقاعدين هو أن الأُوَل اختاروا الصبر لأننا جميعنا ذوو أحلام وردية، والصبر ليس مقصورًا على الصبر على المصائب والابتلاءات، وإنما الصبر أولًا تصبر على نفسك في البحث عن ذاتك، عن رغباتك، وتصبر بعد اختيارك للهدف وخروجك من كفوف الراحة وتحملك لمشقة العناء وتعب الطريق وما يحمل من تعثرات، عندما بدأت أختي دراسة الدكتوراه قال لهم البرفسور عند تهنئتهم بالقبول “لا تعتقدون أنكم وصلتم إلى هنا لأنكم الأذكى، بل لأنكم الأصبر” لا يوجد نجاح في هذا العالم يحدث بين عشية وضُحاها، الطرق ليست ممهدة.الأحلام نعم كالنجم البعيد، ولن نصل إلى مبتغانا إلا بالصبر والعمل، هدف واحد قد يأخذ من عمرك 4 سنوات لتحققه كالشهادة الجامعية، العبرة في قوة صبرك ومدى تحملك، لأن الانسان الذي يمكنه إتقان الصبر يمكنه إتقان أي شيء آخر، ويكفيك أيها الساعي أنك في معية خاصة من الله عز وجل ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ سورة البقرة الآية: 153 تعني أن الله مع الصابرين بالتوفيق، والتأييد، والمعونة والحفظ.
هل الصبر اختيار أم صفة؟
من حُسن الحظ أن الصبر لا نولد به بل يُمكننا اكتسابه نستطيع أن نقوم بالتدريب عليه، وكلما تدربنا عليه زاد صبرنا واكتسبت صفة حميدة واطلب من الله أن يقوي صبرك ويسهل طريقك “ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر” -حديث صحيح-
2. لا وجود للإلهام لا وجود للشغف
إن الإلهام والشغف لا ينزلون على جوفك كالوحي، بل يُخلق مع العمل والرغبة الملحة لتحقيق الأحلام، فلا يُخلق فجأة أو عند استيقاظك ذات مرة من النوم. إن للحب سبعة مراحل حتى تبلغ الهيام، وباعتقادي أن الإلهام والشغف تأتي بعد عدة مراحل وهي (التجربة/ الاكتشاف/ الالهام/ الاستمرار/ الشغف).
3. التسليم والموازنة
بعد مرحلة اكتشاف ذاتك، يجب عليك أن تُلزم وتسلم نفسك بالتعلم وقاوم نفسك، مخاوفك، النوم، الناس السلبيين، وأهم طرق المقاومة استبدال ما لا ينفع بما ينفع، وأن تستمر بالعمل حتى وإن أصابك الملل فلن تصبح كاتبًا ناجحًا حتى تقرأ كثيرًا، وأن تعطي نفسك طبيعتها البشرية وحقها باللجوء إلى الراحة، بأخذ الوقت الكافي للمشاعر الوجدانية واعلم أنه خزان الوقود لطاقة الإنسان وقد يعتريه بعض النقص وهذا لا يضاد فكرة الاستمرارية للوصول للهدف، بل هي طبيعة بشرية إن خالفتها قد تتفاقم لحالات سيئة من التعب فلا تخالف طبيعتك الإنسانية، مثلًا هنا الشجرة، بدت صغيرة هشة إلى أن صارت كبيرة وراسية ولكن هذا لا يكفيها فهي تمر في عدة مراحل في السنة، تصفر وتصل إلى مرحلة اليبس ومواسم تعود خضراء معطاءة مثمرة فهي لا تخالف طبيعتها النباتية فلا يكون لها أن تظل خضراء يانعة طول السنة.
4. 90% سوف تفشل
عليك أن تضع في ذهنك أن تسع أعشار المحاولات تفشل، حتى تتقبل فكرة الإخفاق أنها واردة الحدوث، وليست مشكلة تخوض بعدها معارك مع ذاتك في التحطيم وقد تلجأ إلى خطة جديدة، أو قد يأخذك منحنى الإخفاق إلى طريق مجهول ولكن لا تجعل لليأس في محطة قلبك وقم وحاول مرة بعد مرة، ولا تنسَ أن بدايتك كانت أحاديث تجول في نفسك التي أخذتك إلى السماء المكتظة بالأحلام فخذ منها نجمةً تلو الأخرى واصنع سلسالًا من عظيم إنجازاتك وتذكر أن نجمةً واحدة لا تكفيك!
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد