Loading Offers..
100 100 100

تجربتي الذاتية في الدخول لعالم الكتابة؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

الساعة الآن الثانية عشر بتوقيت جرينتش، بدأت نسمات البرودة في الجو، الوقت المفضل لدي، ما زال يمكنني ارتداء الملابس الصيفية مع السماح بالدغدغة الخفيفة للبرودة بالتسلل داخل عظامي… لسعات خفيفة يمكن اجتنابها بارتداء ملابس الصلاة ذات الأكمام الطويلة وفرد الشعر لحماية أسفل رقبتي من تلك النسمات عندما تشتد.
أنا الآن أجلس في نافذة بيتي، تحديدًا على أرض النافذة، أفكر بعدما نامت صغيرتي كعادتي.  لا وقت أثناء صحو الأطفال لتفكير الأمهات في أي شيء غير متصل بشكل مباشر بالأطفال، طعامهم، أدويتهم، تصحيح كلمة، عقوبة لينة بعدها يتم الصلح بـ”بحبك يا ماما”، تغيير الملابس للمرة الخامسة بعد الألف بسبب اللعب بالماء أو محاولة اطعام الحصان على الملابس التي يرتدينها، الهدهدة بسبب البكاء من الاصطدام بحائط أو بلعبة مكسورة…. هكذا تقضي معظم الأمهات أوقاتهن خاصة من لم يتجاوز أطفالهن الثلاث سنوات.
الآن نامت جميلتي-حماها الله- فيمكنني أن أفكر قليلًا… اليوم أنا أفكر في حياتي العملية، لأكن أكثر دقة، أحاول اتخاذ قرار باحتراف الكتابة.

دراستي الجامعية

عزيزي القارئ دعني أعرفك بي في البداية. أنا ممن يلقبون منذ الصغر بأنهن تلاميذ شطار، وبالتبعية الموروثة في مصر، يجب أن ألتحق بأي كلية داخل القطاع الطبي، لأنني ببساطة “شاطرة”.
في الثانوية العامة حصلت على مجموع لم يمكنني من الأمنية السابقة فالتحقت بكلية العلوم، لا لشيء سوى حزنًا على المجموع. التحقت بالكلية وكان الفشل هو العنوان الرئيسي لها بكل ما يمكن أن يطاله ذهنك لكلمة فشل، فشل في حب الدراسة، وفشل في تكوين أصدقاء حقيقين، فشل في النجاح بالكلية، فشل في استقرار نفسي واجتماعي، فشل في حب نفسي وقبولها، أشعر أنني وقتها كنت عبارة عن كرة مشتعلة من النيران تلتهم حتى نفسها.
ضاعت سنوات الجامعة، عملت في خلالها في إحدى سنوات الرسوب كمساعدة صيدلي، كان الأمر تطوعيًّا بالكامل. أما بعد التخرج من الجامعة بدأت العمل بمستشفى خيري كأخصائية تحاليل طبية، بعدها انتقلت لعدة أماكن، حتى بعد زواجي وأثناء فترة حملي، لم أترك العمل إلا لقرب موعد وضعي.
أحببت عملي بالتحاليل أكثر من الدراسة، لكن في السنتين الأخيرتين كان نجم الكتابة قد بدأ يبزغ في سمائي.

كيف دخلت مجال الكتابة؟

منذ أن بدأت حصة التعبير في الصف الرابع الابتدائي كنت من أوائل الطلبة المتفوقين فيها. لم أجد أبدًا أي صعوبة في التعبير عما يدور برأسي. ما زلت أتذكر أول موضوع كتبته كان بإيحاء من المعلمة وكان عنوانه “ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟” كتبت حينها أنني أود أن أصبح مرشدة سياحية وذلك لحبي الشديد للغات، لاقى الموضوع استحسانًا شديدًا من المعلمة. دام الأمر لسنوات مجرد كتابة في أوراق منفصلة وتفريغ خواطر في الصفحات الأخيرة لكشكول المحاضرات في الجامعة، إلى أن قرأت عن باب لمشاركات القراء في موقع إلكتروني خاص بالمرأة.
بدأت إرسال مشاركة من باب الفضول فقط، لكن المحررة أعجبت به حتى أنني ما زلت أتذكر الرسالة التي أرسلتها “يا دينا أنا بستمتع بكتاباتك” كان هذا هو الباب التي وقفت على بابه نداهة الكتابة الخاصة بي.

العمل الأول في الكتابة كمصدر للدخل

لمدة عامين كاملين بعدها، أرسل المقالات والتدوينات ويتم نشرها مع ردود أفعال مبهرة بالنسبة لي على الأقل وتأكيد من معظم من يقرأون على أن امتهني الكتابة، كنت أرى الأمر في حينها مجرد مجاملة لطيفة أقابلها بابتسامة ودودة.
بعد أن وضعت ابنتي تركت عملي الأساسي للاهتمام بشئونها، لأول مرة منذ سنوات تقارب الثمانية لا أعمل، مع دخول عالم الأمومة. لن أوكل الصغيرة لأحد كي يهتم بشئونها.
يجب أن أعمل من المنزل… ماذا يمكنني أن أفعل؟
بعد أشهر قليلة فكرت في البحث عن عمل في مجال الكتابة. كان تحديًا حقيقيًّا، مجال جديد لا أعرف به أحد ولا حتى أعرف كيفية الدخول إليه. كان الفيسبوك ملجئي الوحيد، أبحث عن الكُتاب وأحاول التواصل مع محررين بالمواقع التي يعملون بها. طريقة جدًّا أتت أُكلها بعد عدة أسابيع.
التحقت بالعمل ككاتبة في أحد أفضل المواقع العربية، خرجت من عباءة التدوينات والكتابة عن المرأة والطفل، لمساحة أوسع وأرض براح، كتبت عن الطفل والمرأة والتعليم وعلم النفس، كتبت مواضيع اجتماعية وتقارير عن تأثير الحياة السياسية على الفن والأفراد.
في التدوينة القادمة سأحكي عن أسباب توقفي ورجوعي للكتابة مرة أخرى ومحاولاتي اتخاذ قرار باحتراف الكتابة، ربما أسرد بعض النصائح والخطايا التي وقعت بها.
أما الآن فعلي أن أذهب للاطمئنان على طفلتي للتأكد من عدم كشفها للغطاء عنها، فقد زادت حدة النسمات الباردة.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..