Loading Offers..
100 100 100

الأناناس…الفاكهة المحرّمة

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

قبل ٥٠٠ عام كانت فاكهة الأناناس مقصورة على الملوك والنبلاء فقط، أما الطبقة العاملة، والفقراء فتذوق هذه الفاكهة كان حلمًا صعب المنال، أما اليوم فتسببت الأناناس بأزمة سياسية بين الصين وتايوان سنتحدث عنها بالتفصيل في آخر المقال.

اكتشاف فاكهة الأناناس

عرفت أوروبا فاكهة الأناناس لأول مرة عندما جلبها المستكشف الإيطالي “كريستوفر كولومبوس” لإسبانيا، بعد رحلته الثانية إلى العالم الجديد عام ١٤٩٣، وفي هذه الرحلة حط كولومبوس رحاله في جزر “غوادلوب” الكاريبية. ويحكى أن السكان الأصليين لهذه الجزر قدموا لكولومبوس الأناناس كهدية ترحيب، الذي أعجب بها الأخير وأطلق عليها اسم “صنوبر الهنود”، ومن شدة إعجابه بها قرر كولومبوس أن يجلب معه كمية منها إلى أوروبا، لكن بسبب الرحلة الطويلة عبر البحار تعفنت كل حبات الأناناس، ولم يتبق إلا حبة واحدة.

وكان من أوائل من تذوقوا هذه الفاكهة الملك “فرديناند الثاني”، والذي وقع في غرامها وأعلن للعامة بأنها الفاكهة المفضلة له، وسرعان ما انتشر الخبر في أوروبا، ليبدأ السباق الهستيري على امتلاك الأناناس خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر.

لكن العوائق حالت بين ذلك، مثل صعوبة زراعة الأناناس الاستوائية في الأراضي الأوروبية الباردة، فاضطر الملوك والأمراء لجلبها من أمريكيا اللاتينية والجزر الكاريبية بالرغم من غلاء أسعار الشحن البحري لبعد المسافة، حيث بلغ سعر الحبة من الأناناس قرابة ٥٠٠ جنيه إسترليني. ولم تتمكن العائلات العادية من شرائها لأنها كانت تجنى ٥٠ جنيه إسترليني في السنة.

أما الاغنياء فتباهوا بالفاكهة خلال حفلات الشواء الباذخة، وزينوا مآدبهم بها. وأما التجار فقد انتهزوا الطلب العالي على فاكهة الأناناس، وابتكروًا نوعًا جديدًا من التجارة، يقضي بتأجير الفاكهة لأصحاب الطبقات الوسطى، الذين أرادوا التظاهر بامتلاكها في حفلات العشاء، وبعد تأجيرها يلجأ التجار إلى بيعها للأغنياء قبل أن تتعفن.

الأناناس فاكهة محرمة

في عام ١٦٢٥ أعلن ملك إنجلترا “جيمس الأول”، أن الأناناس هي الفاكهة المحرمة التي تسبب بطرد آدم وحواء من الجنة. وأصبح الملوك يتهافتون على الأناناس، ويتباهون باقتنائها مثل ملك إنجلترا “تشارلز الثاني”، الذي طلب من رسامة بعام ١٦٧٥، رسم لوحة له وللبستاني الملكي خاصته وهو يهديه الأناناس في كناية إلى ثرائه الفاحش وبريستيجه. وهو أول من أطلق لقب “فاكهة الملك”، على الأناناس التي كانت تستخدم أيضا لأغراض سياسية ودبلوماسية، فتم اعتمادها كهدايا لتحسين العلاقات.

وأصبحت فاكهة الأناناس رمزًا للإلهام، حيث لم تكن البيوت تخلو من لوحات الأناناس ومنحوتاتها ، وأصبحت صورة الأناناس تزين الاطباق والأثاث، وورق الجدران، ودخلت أيضًا في الهندسة المعمارية.

تراجع شعبية الأناناس

تراجعت شعبية الأناناس وبدأت بالاضمحلال بالقرن التاسع عشر، حينما توصل الأوربيون إلى حل يمكنهم من زراعتها على أراضيهم عبر ابتكار “الدفيئة الزراعية” في القرن التاسع عشر. والتي خلقت مناخًا مناسبًا لزراعة الأناناس، فأصبح الحصول عليها أسهل من ذي قبل، وبالتالي اندثر برستيج الأناناس .

فاكهة الأناناس تُسبب في توتر العلاقات بين الصين وتايوان

تسببت هذه الفاكهة مؤخرًا بتوتر العلاقات بين الصين وتايوان، عندما حظرت الصين استيراد أناناس من تايوان أوائل مارس ٢٠٢١، لاحتوائها على حشرات ضارة. وعلّق الرئيس التايواني على ذلك قائلًا إن ذلك “كمين”، ملمحًا إلى أن الأسباب سياسية خالصة، خاصة بعد وقوف تايوان مع متظاهري “هونغ كونغ” ضد الصين. لكن لم تقف حكومة التايوان مكتوفة الأيدي، وقامت بعدة إجراءات من شأنها إيقاف المد الصيني، والتخفيف من الأضرار الاقتصادية للحضر.

فأطلقت الحكومة حملة أسمتها “حرية الأناناس”، وكانت تلك الحملة متزامنة مع نشاط على وسائل التواصل الاجتماعي، يدعو المستهلكين إلى المزيد من استهلاك الأناناس عن طريق شرائه بكميات كبيرة. كل ذلك التحرك جذب أنظار مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، وسعوا إلى دعم المزارعين التايوانيين، عن طريق نشر صور لكعكات الأناناس وأطباق أخرى من ضمن مكوناتها الأناناس.

إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..