لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
كان العالم منقسم إلى فريقين الأول دول “الحلفاء” والذي يتكون من الاتحاد السوفيتي، فرنسا، بريطانيا، المدعومين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. والفريق الثاني دول “المحور” وهي ألمانيا، إيطاليا، اليابان، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥ لصالح الحلفاء خرجت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي كقوتين متكافئتين، وهنا حدث الخلاف، فأمريكيا الرأسمالية تصف الاتحاد السوفييتي الشيوعي بالدكتاتوريين، والأخير يصف الأول بوحش جشع يريد السيطرة على مقدرات العالم.
هذان البلدان الكبيران حوّلا العالم إلى مسرح حرب لم يتواجها مباشرة، ومن هنا جاء اسم “الحرب الباردة”.
أهداف الحرب
كل قوة كانت تحاول فرض سيطرتها على العالم بمنع الأخرى من السيطرة عليه، بحيث يصبح أحادي القطب، ولا تنازعها أي قوة أخرى.
أسباب الحرب
- سباق التسّلح كان من أهم أسباب هذه الحرب.
- الاختلافات الأيديولوجية والفكرية، فكان صراع بين الشيوعية والرأسمالية، وكل طرف حاول تطبيق مبادئ مذهبه، ولم تتوافق الأنظمة الرأسمالية في الولايات المتحدة الأمريكية مع الأنظمة الشيوعية في الاتحاد السوفييتي.
- انعدام الثقة وتنامي الشك بين القوتين العظيمتين، بسبب تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أثناء الحرب مع ألمانيا، وتأخر الولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ بعض النقاط المتفق عليها من الجانبين.
- طفت الكثير من الخلافات على السطح بخصوص ألمانيا المهزومة، فقد تم تقسيم ألمانيا إلى أربعة أقسام بين الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، والاتحاد السوفياتي، بحيث تعود إدارة كل قسم للدولة المسيطرة عليه.
- أبدى ستالين رغبته في إضعاف اقتصاد ألمانيا ليضمن عدم قدرتها على الهجوم مرة أخرى، كما طالب بتعويضات مادية عن خسائره في الحرب، ولكن بقية الدول رفضت ذلك ودعموا ألمانيا لتساهم في التجارة العالمية.
مراحل الحرب
مرت الحرب الباردة بعدة مراحل وهي:
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بين ١٩٤٥ و١٩٥٥ والتي كان مسرحها أوروبا والشرق الأقصى. فرض السوفييت سيطرتهم على أوروبا الشرقية، ودخلت الولايات المتحدة الأمريكية في تحالفات مع أوروبا الغربية، وقلب الصراع كان ألمانيا المهزومة والتي قُسّمت عام ١٩٤٩ لقسم شرقي ينتمي للمعسكر السوفييتي وغربي ينتمي لمعسكر الولايات المتحدة الأمريكية. وفي العام نفسه اختبر السوفييت أول قنبلة ذرية. وهذا الاختبار استفز الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأ سباق التسلح النووي بين الطرفين. فعام ١٩٤٩ كان حافلًا بالتنافس.وانتقل الصراع إلى أقصى الشرق ووصل الشيوعيون إلى حكم الصين، بعدها بسنة واحدة عام ١٩٥٠ هاجمت كوريا الشمالية بدعم من السوفييت جارتها الجنوبية التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية. ولإنهاء الحرب قُسّمت كوريا رسميًّا إلى شمالية عاصمتها “بيونغ يانغ”، وجنوبية وعاصمتها “سيول”، وما زالت مقسمة ليومنا هذا. وبالرجوع إلى سباق التسلح عام ١٩٥٣، اختبرت القوتان القنابل الهيدروجينية وظهرت نظرية التدمير المتبادل.
ما بين عام ١٩٥٦ وعام ١٩٦٢ كان “خرتشوف” لا يزال رئيس الاتحاد السوفييتي، بدأ بتطوير صواريخ بالستية عابرة للقارات، وتخلل عام ١٩٦١ بناء جدار فصل شرق العاصمة برلين عن غربها برعاية السوفييت وتزامن ذلك وصول جون كندي لحكم الولايات المتحدة الأمريكية. و في عام ١٩٦٢ كادت الأمور تخرج عن السيطرة وتتحول إلى مواجهة مباشرة بالأسلحة النووية، وذلك بعد ورود معلومات تفيد بأن كوبا الشيوعية سمحت للسوفييت بتركيب صواريخ يمكن أن يطال مداها المدن الأمريكية. بعد ذلك فكك السوفييت الصواريخ وعاقبت الولايات المتحدة الأمريكية كوبا اقتصاديًّا.
ساند السوفييت الحكومة الشيوعية في فيتنام الشمالية، بينما تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية عسكريًّا لمساندة فيتنام الجنوبية منتصف الستينات، حتى أعلن الرئيس الولايات المتحدة الأمريكية “نيكسون” الانسحاب عام ١٩٧٣، بعد مقتل أكثر من ثمانية وخمسين ألف أمريكي. وفي عهد آخر رئيس للاتحاد السوفييتي “ميخائيل غورباتشوف”، عام ١٩٨٩ انهار جدار برلين، وبدأ الاتحاد في فقدان سيطرته على أوروبا الشرقية، بل ورغبة بعض قادته بعدم الاستمرار في هذه الوحدة.
الخاتمة
في الواحد والعشرين من ديسمبر لعام ١٩٩١، بدأت نشرة الأخبار في روسيا بجملة “مساء الخير، الاتحاد السوفييتي لم يعد موجودًا بعد الآن”، وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة الكبرى في العالم.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد