لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
من منا لا يواجه مشكلات يومية وتحديات صعبة على مدار العمر؟ الإجابة هي كلنا، نعم هذه الحقيقة في كل يوم جديد هناك مواجهات وضغوطات حياتية تصاحب كل فرد منا ولكن قد تختلف حدتها أو ضعفها وفقًا لموقف ما تم حدوثه.
ومما لا شك فيه أن ضغوط الحياة تؤثر بشكل كبير على نشاطاتنا وممارساتنا اليومية والتي ترهق قدراتنا العقلية والنفسية بل والجسمانية. لكن من حكمة الله (عز وجل) إنه لم يخلق لنا شيئًا إلا وجعل معه حكمة ونعمة. فلا تتعجب إن قلنا إن لضغوط الحياة بعض الجوانب الإيجابية بجانب جوانبها السلبية. ربما تخفى بين طياتها نواحي إيجابية لها تأثير طيب على الشخص. وفي مقال اليوم سوف نسرد بشكل متفائل فوائد ضغوط الحياة.
أنواع الضغوطات الحياتية
• ضغوطات طويلة الأجل: هي الصعوبات والعقبات طويلة الأمد وتترك تأثيرًا سلبيًّا على الفرد لمدة زمنية طويلة.
• ضغوطات قصيرة الأجل: مشكلات صغيرة وعابرة لا تترك أثرًا مزعجًا لدى الشخص لفترة طويلة، فهي تنتهي بشكل سريع.
• ضغوطات يومية: يتعرض الإنسان يوميًّا لبعض المواقف والضغوطات والتي يختلف تأثيرها من فرد لآخر، فهناك مشكلات اجتماعية، دراسية، أسرية ومادية.
فوائد ضغوط الحياة
على الرغم من أن ضغوط الحياة تعتبر غير صحية لصحة الإنسان النفسية والعصبية إلا إن الصعوبات والتحديات اليومية قصيرة الأجل تفيد صحة الإنسان وعقله.
• تعلم كيفية مواجهة التحديات.
• رفع مستوى جهاز المناعة.
• الإصرار على النجاح والوصول للأهداف.
• تعزيز قدرة الأطفال.
تعلم كيفية مواجهة التحديات
يسمح لك التعرض للضغوط المنخفضة باكتساب بعض المهارات القادرة على حل وتخطي هذه الصعوبات بطرق مناسبة لكل منها. فالتعرض للمشاكل اليومية يعد سلاحًا قويًّا يقوي الإنسان ويحفز المخ لإنتاج المواد الكيميائية المسئولة عن زيادة التركيز ومواجهة التحدي.
رفع مستوى جهاز المناعة
عندما يتعرض الإنسان لضغط عصبي معتدل يبدأ الجسم في إفراز مواد وجسيمات تجعل جهاز المناعة قادرًا على تنظيم وتوفير عوامل دفاعية مؤقتة تستطيع تخطي الخطر وحماية الجسم من خلال الخلايا المناعية.
الإصرار على النجاح والوصول للأهداف
ربما يعد التعرض لضغوط الحياة من الخبرات غير المرغوب فيها لما تحدثه من آثار جانبية، لكن على الجانب الآخر قد نجد بعض الإيجابيات. فهو يحفز سلوك الفرد للتحكم في أفعاله والسيطرة على المواقف بطريقة فعاله ومجدية وهو أمر محمود. لأن مواجهة الضغوط والتحديات يأتي نتيجة تعرض الإنسان لمواقف حياتية صعبة نوعًا ما، فهي ترفع معدل التحفيز للنجاح وتخطي الصعاب.
تعزيز قدرة الأطفال
أثبتت الدراسات والبحوث العلمية أن بعض الأطفال لديهم قدرات ومهارات أعلى من غيرهم وهذا بسبب تعرض أمهاتهم لضغوط الحياة المعتدلة أثناء فترة الحمل. وهو غير المتعارف عليه من قبل العديد من الأمهات حيث إنهن يعتقدن بأن تكرار الضغط العصبي والتوتر يؤثر بالسلب على الجنين.
النصائح الذهبية للتغلب على ضغوط الحياة
1. عِش يومك فقط ولا تهتم بما سيحدث غدًا، فقد تتوقع الأسوأ ويحدث العكس، حينها ستجد آثارًا سلبية نفسيًّا وجسمانيًّا لما توقعته ولم يحدث.
2. لا تبالغ في التضحيات التي تقدمها للآخرين على حساب حياتك ونفسيتك.
3. خصص وقت للاسترخاء بعيدًا عن أجهزة المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي على الأقل نصف ساعة يوميًّا.
4. تقبل الخسارة واجعلها سببًا للنجاح في المرة الأخرى.
5. حاول ترتيب أولويات تود إنجازها خلال فترة زمنية محددة. ولا تبالغ في تنفيذ هذه المهام.
6. حدد مصدر القلق وقيمه محاولًا تخفيف العبء عن نفسك.
7. ممارسة الرياضة من أهم وأفضل وسائل تقليل الضغط النفسي والعصبي، لذا يوصي العلماء بالمشي يوميًّا أو على الأقل ثلاث مرات بالأسبوع.
8. لا بد أن يكون لك شخص أمين تتمكن من التحدث معه بأريحية ودون قلق لتفريغ ما بداخلك، ومشاركته معك في إيجاد حلول للمشكلة التي تسبب لك ضغطًا نفسيًّا.
ولتعلم أن أولى علامات الضغط النفسي هي قلة النوم والأرق، عندما تجد هناك صعوبة في النوم العميق ستواجه صعوبات أخرى على مدار اليوم بدأ من سرعة الانفعالات لديك وعدم القدرة على السيطرة على ردود أفعالك، بل من المحتمل أن يكون تعبيرك عن الغضب لموقف معين مبالغ فيه.
أيضًا هناك أعراض جسدية ونفسية تدل على سيطرة ضغوط الحياة على الشخص بشكل ملحوظ، كالشعور بضيق النفس، آلام في المعدة والجهاز الهضمي، الصداع المستمر وغير المبرر، إسهال مزمن، كآبة، عدم الرغبة في التعامل مع الآخرين، والتعرق والعديد من الأعراض المختلفة من فرد لأخر.
وفي الختام… لا تجعل ضغوط الحياة تنتصر عليك ولتعلم دائمًا أنك قادر على مواجهة التحديات والصعوبات أيًّا كانت. كن واثقًا في الله (عز وجل) أولًا وفي قدراتك ثانيًا.