لعل معظم الناس يعانون من مشاكل في الثقة بالنفس لأسباب مختلفة، ومع ذلك فإن بالإمكان تجاوز هذه المشاكل بطرق ذكية تعتمد على عزيمتك.
لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
عندما همستَ باقتراح ما، والشخص الذي بجانبك ردده كالببغاوات -بصوت عال- وحظي بتصفيق حار، كنت تود أن تصرخ: "إنها فكرتي!!"، ولكن جف حلقك وشعرت بجسدك يتصبب عرقًا وضربات قلبك تعلو وكل ما تفكر به انتهى في تلك اللحظات، على الأقل التركيز الآن لا ينصب عليك ولكن سيحين دورك لطرح مقترح ما، ويبدو أنك لن تستطيع، فقد بلغ بك الخوف مبلغه، يدور الحوار وأنت تود المشاركة، قد يلاحظك رؤساؤك، إنك أمام ثلاثة خيارات إما الصمود أو الهروب أو ما اعتدت عليه الجمود، لا يمكنك التحرك كأن عقلك منفصل تمامًا عن جسدك. أعلم بأنك مللت من رؤية من هم أقل منك كفاءةً يصعدون على أكتافك حتى أولئك الذين دربتهم، لماذا لم يلاحظك أحد ويثني على جهودك؟! لقد قمت بعملك جيدًا ولكنه لم يشد انتباه أحد، لم ترفض أي عمل إضافي بل على العكس أنت شخص يعتمد عليه، ولكن عندما يصل الأمر لمسألة الدعم والتأييد لا يلحظ وجودك أحد، قد تشعر بتعب بين حين وآخر ربما قولون عصبي أو إحدى مضاعفات القلق، وقد تثار أعصابك في محاولات مستميته علّ أحدًا ما ينتبه لما تقوم به، أنت شخص كفؤ لدرجة أن توكل إليك أعمال لوحدك، ولكن ما إن يكلف شخص بمتابعة ما تقوم به يصيبك الجمود، كطالب في غرفة الصف!!
لماذا يحدث ذلك؟
لأن عقلك مرتبط بالسلطة ورؤسائك، بصورة أحرى عندما يتولى شخص ما الإشراف عليك تصبح كطفل صغير وهذا الأمر يتكرر في كل مرة تشعر بأن الأضواء مسلطة عليك، ترغب بأن يأخذ عملك نصيبه من الاهتمام، وما إن يحدث ذلك يصبح عقلك مشتتًا، تشعر أنك لا تستحق هذا الاهتمام، فالصوت الناقد بداخلك يسعى دائمًا لإسكاتك، تذكر بنفسك كم مرة قلت لنفسك (لا أحد يرغب في معرفة ما تود قوله أو ما تود معرفته، وقد يصل الأمر لسخريتهم منك)، إن التواصل الشفهي لديك ضعيف فهو يتطلب أسلوبًا ولغة جسد؛ لذا يصعب عليك إثبات نفسك وغالبًا ما يختبئ خلف قال وقالت.
لن تصنع الهمسات منك شخصًا يُؤخذ برأيه، عليك أن تتعلم التحدث حتى يسمعك الآخرون، وقبل ذلك عليك أن تؤمن بنفسك قبل الآخرين، - فكر قليلًا- من هو الشخص الذي يُأخذ برأيه؟ هل هو الشخص الذي يهمس أو المحرج من نفسه؟ أو من ينتهز الفرص ويعبر عن أفكاره بدون تردد أو أعذار؟ بإمكانك البدء بهذه الأربع خطوات لتطور أسلوب حديثك ولتفهم العلاقة بين الثقة بالنفس ولغة الجسد، متى ما طورت إحداهما تطورت الأخرى، قف أمام المرآة تأمل وقوفك وتعابيرك، أراهن بأن الأمر ليس ممتعًا، الآن ابتعد عن المرأة وقم بما يلي:
اخفض صوتك
وانتبه لنبرة حديثك وحدهم الأطفال ومن يفتقرون الثقة بأنفسهم يستخدمون الصوت العالي، حاول تطبيق ذلك عند خروجك من المنزل لتسوق أو غيره.
ردد لحنًا في عقلك لأغنية قريبة لقلبك
فهذا يساعد في تعزيز الثقة وينشط كل أجزاء الدماغ، حيث يهتم الجزء الأيسر بالمنطق أي الكلمات والأيمن باللحن، ستلاحظ على الفور أثر ذلك على جسدك، فسيشجعك على فرد كتفيك بأريحية.
تعلم أن تقول "لا"
لديك الوقت والقدرة، فقط ابدأ بقول "لا"، ولا تتحجج بأي ذريعة، طبّق ذلك أمام المرآة بنبرة صوت منخفضة، تخيل أي شخص ترغب دائمًا بقول "لا" في وجهه، ستجد نفسك تضحك وسعيدًا بذلك، ومن ثم ستشعر بالقوة والسلطة والقدرة على قولها.
فكر في الأشخاص الذين تعجبك ثقتهم بنفسهم؟
قد يكونوا أشخاصًا تعرفهم أو ممثلين أو أحد شخصيات القصص والأفلام، ضع أحدهم في مخيلتك وتذكر ما الذي يعجبك فيه بالضبط؟ ضع نفسك مكانه وقلد لغة جسده وطرازه في اللباس، ثم انظر كيف تشعر. الآن ارجع إلى المرآة، ما هي الاختلافات التي تراها، أراهن بأن وجهك مسترخٍ وجسدك أكثر مرونة! باستطاعتك تطبيق هذه الخطوات البسيطة فورًا، قبل البدء بأي طريقة لتعزيز الثقة امسح الماضي من مخيلتك واختر نمط علاج يناسبك، يُعد العلاج بالتنويم المغناطيسي والبرمجة اللغوية العصبية أنماطا مثالية لتعزيز تقدير الذات؛ لأنها تسلط الضوء على ذاتك الداخلية وعقلك الباطن، فهذا من شأنه أن يشفى ذلك الطفل بداخلك ويعلمه كيف يتحدث بدون أن يعير آراء الآخرين أي انتباه، لا تدع ماضيك يحدد من أنت، فبإمكان هذه الخطوات أن تجعل منك شخصًا تُسمع آرائه.
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد