Loading Offers..
100 100 100

كيف يفكر علماء اللغة العربية؟

صورة بانورامية لطريقة تفكير علماء اللغة العربية

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

هذه ومضة تأملات حول طبيعة أسلوب تفكير علماء اللغة العربية، و ما هي مميزاتهم؟ تفيد طلاب اللغة العربية و الناطقين بغيرها استخلصتها من خلال تجربتي المتواضعة في قراءة كتبهم، وكتب التجارب الشخصية لبعض الكتاب المشهورين، والكتب التي تعتني بالتدريب على مهارة الكتابة الإبداعية في اللغة العربية. في البداية أحب أن أذكر بأن هذه الأفكار تساعد بشكل كبير على تعلم اللغة العربية وقد تختصر الكثير من الجهد؛ لأنها تساعد على تشكيل الصورة الذهنية لمتعلم اللغة العربية، وكيف يمكن استخدام اللغة العربية بشكل أمثل. وهذه المقالة تعد ملخصا لفوائد متنوعة، أما في الدراسات الجامعية فيطلق على هذا الفرع تاريخ العلوم؛ وهو فرع مفيد ومهم جدا في تطوير العلوم، وفي طرق البحث فيها، وفهم المتعلم لها، وهو قليل أو قد لا يوجد في الجامعات العربية. 1- الاندماج مع طريقة الصياغة القديمة: العديد من علماء اللغة العربية من كثرة مطالعتهم للكتب القديمة، وكثرة جردها وتدريسها أصبح لديهم ملكة أو سليقة تجعلهم يتحدثون ويكتبون مثل أسلوب العلماء القدامى، حتى المصطلحات التي يستخدمونها هي نفس مصطلحات القدامى بما فيها من تعقيد وصعوبة وما فيها من تفريق وتمييز بين العناصر المتشابهة وخصائصها، كما أنهم يستشهدون بقصص وأحداث مرت بالعلماء القدامى، فهي تستثيرهم وتشبع شغفهم لأنها تساعد على تكوين صورة متكاملة عن العلماء القدامى وجهودهم في خدمة اللغة العربية. وهؤلاء في الغالب يدرسون في المدارس الشرعية التقليدية، و في مرحلة الدراسات العليا في الجامعات، ولهم إلمام واسع في اللغة العربية وجهود العلماء القدامى معها، وقد تكون لهم مؤلفات في شرح بعض المتون والمنظومات اللغوية كالآجرومية وألفية ابن مالك، وشرح بعض الدواوين القديمة كديوان المتنبي. وقد تكون لهم مؤلفات تستدرك على بعض العلماء نسبة الأقوال اللغوية إلى قائليها، وقد تكون لهم مؤلفات في تصحيح بعض الأخطاء اللغوية. وقد تكون لهم تحقيقات لكتب قديمة من التراث العربي في الأدب وعلوم اللغة، وفي الغالب يحبون طول الحواشي؛ لأنهم يعدونها من الدقة والأمانة العلمية، ولأنها تسمح للقارئ بأن يتأكد من المعلومة ومن قصد المؤلف بهذه (العبارة) و إلى ماذا يشير (بقوله كذا ). ويتميزون بكثرة الحفظ للتعريفات والتقسيمات كل تقسيم باعتباره، وكيف يمكن تقليص التقسيمات المطولة إلى مختصرة حسب رأي بعض علماء اللغة العربية. 2- التأمل في جمال عناوين الكتب: من خصائص علماء اللغة العربية الفصحى أنهم يطيلون التأمل في عناوين الكتب وما معناها، وما علاقتها بمضمون الكتاب. وكذلك يحبون الربط بين المعاني لتكوين صورة شاملة؛ بمعنى أن المؤلف قد يذكر في بداية المتن أو في بداية المنظومة أمرا معينا على سبيل الإشارة، ثم يذكره بالتفصيل في عدة أبيات من وسط أو آخر القصيدة. أو قد يكون هذا الأمر مبهما ويذكر حل الإشكال في عدة شروح وكتب. فمن خلال قرائتها و تجميعها في ذهنه، يحاول عالم اللغة العربية تكوين تصور عام أو تصور خاص لحل هذا الإشكال حسب مطالعته وحسب ما يقوله العلماء الأقدمون وحسب مطالعته الطويلة لكيفية حل العلماء الأقدمون هذه الإشكالات العلمية. ويربطون كذلك بين المعنى اللغوي والاصطلاحي بتعمق واستطراد، حيث يذكرون الأوجه اللغوية لأصل الكلمة، وما يندرج تحتها من المعاني، وأمثلة على تلك المعاني من القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال العرب وأشعارهم. 3- الاندماج مع نغمة المصطلحات اللغوية القديمة: فتجد من خلال حديثهم أنهم اعتادوا على هذه المصطلحات والتعريفات فينطقونها بسهولة ويتفاعلون معها في أثناء الحديث، والتي قد لا يفهمها الطلاب بسهولة أو يعدونها نوعا من الألغاز التي تحتاج لفك شفرتها. وفي العادة تكون هذه التعريفات والمصطلحات وحشية أو غريبة؛ نظرا لأنها استخدمت في عصور سابقة. كما أنهم اعتادوا على التركيز على جزئيات هذه التعاريف والمصطلحات بمعنى هذا تعريف لا يدخل فيه كذا، وهذا تعريف يدخل كذا وهو خارج هذا التعريف والمصطلح المحدد، أو هذا تعريف شامل لكنه أدخل شيئا ليس من هذا العلم حسب الاصطلاح. وهذه الالفة تحتاج إلى وقت طويل نوعا ما، مقارنة بالتعلم الحديث الذي في الجامعات، فتحتاج إلى جهد ذاتي، وقراءة لشروح، و استعداد ذهني وتركيز شديد مع دراسة الكتب الرئيسة في العلم ويطلق عليها المتون العلمية على شيخ أو أستاذ. 4- التأمل العميق في العلوم اللغوية: بمعنى أن علماء اللغة العربية هؤلاء يتأملون بشكل عميق في طريقة تفكير العلماء القدامى، وكيف وصلوا لهذا التفكير، وجمال التوفيق بين المسائل، والربط بين الكليات والجزئيات. كما أنهم يتأملون في طريقة تفكير عالم معين مميز أو له تأثير في مجرى علوم اللغة العربية من خلال إسهاماته في مختلف العلوم اللغوية.   5-الدقة العلمية: حيث يتميز علماء اللغة العربية هؤلاء بذكر الأقوال ونسبتها إلى قائليها، و بعزو كل قول إلى المرجع الذي نقل منه، وبيان اختلاف النسبة للأقوال عند وجودها في أكثر من مرجع، وبيان ترجيحات علماء اللغة المعتبرين لنسبة هذا القول، وبيان الوضع العلمي الحالي للترجيح، فيميزون بين ترجيح المتقدمين وترجيح المتأخرين، وما عليه العمل الآن في الوضع العلمي. 6- الحنين إلى الماضي: يشعر علماء اللغة العربية هؤلاء بالحنين إلى كل ما هو قديم، من قصص وعبارات وأمثال وأقوال وكتب؛ لأن كونها قديمة يعطي بعدا روحيا لهؤلاء العلماء.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..