Loading Offers..
100 100 100

المفاجآت التي تفجّرها زوجة ستيفن هوكينغ في كتابها

سيرة ذاتية تكتبها جين وايلد عن زوجها هوكينغ، تخرج عن صمتها لتكشف للقارئ حقيقة العالِم الذي تختبئ خلف شهرته وتمجيد العالَم له.

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

عرَفه العالَم مشلولاً ذا إرادة حديدية وعزيمة لاتلين؛ استطاع رغم إعاقته أن يبلغ أعلى مراتب العِلم، وأن يغيّر عالمنا بنظرياته الفيزيائية الفذّة، لكن الكِتاب الذي نحن بصدَده اليوم سيكشف لك بعضًا مما لاتعرفه عن هذا العالِم، وما لم يتحدّث عنه الإعلام. هي سيرة ذاتية موجّهة للقرّاء الذين لايقتنعون بمشاهدة الأوسمة البرّاقة والجوائز المتعدّدة، ويعرفون تمامًا أن خلف كل ذلك البريق هناك معاناة، وربما أشخاص يحترقون بصمت؛ في كتابها "رحلة إلى اللانهاية" الصادر عام ٢٠٠٧، الذي ترجمته مؤخرًا دار العبيكان إلى اللغة العربية، تقرّر -جين وايلد- التي كانت زوجة العالِم -ستيفن هوكينغ- الخروج عن صمتها، وعلى مدى أكثر من ٧٠٠ صفحة، تسرد للقرّاء تاريخ معاناتها في رعاية زوجها المشلول، لنكتشف كواليس حياة هذا العالِم، الذي لُقّب بخليفة نيوتن وآينشتاين. يُعرف العلماء عادةً بمزاجيتهم وصعوبة طباعهم، ولا شك أن هوكينغ ذاق الأمرّين في عيشِه حبيسًا داخل جسدٍ كسيح؛ حسب تصنيف شخصيات MBTI يُصنّف العالِم ستيفن هوكينغ ضمن نمط INTJ، في حين تُصَنّف زوجته -جين وايلد- ضمن نمط INFJ. من البديهي والحال هكذا أن نتوقّع مُسبقًا ماسوف يُعانيه هذان الزوجان خلال حياتهما معًا، فالمفكّرون يوصَفون عادةً بجفاف المشاعر، في حين يحتاج العاطفيون إلى كميات فائضة من الدعم العاطفي، وإلى سماع كلمات الشكر والتقدير باستمرار؛ هذه الفكرة باختصار تُلخّص تلك السيرة الذاتية الطويلة، حيث اشتكت -جين- بحزن وعلى مدى صفحات الكتاب من عدم تقدير -ستيفن- للمجهود الجبار الذي تبذله من أجل رعايته، وانتقاده المستمر لأتفه أخطائها، ومن حديثها نقتبس مايلي: "كانت ما تزال لديّ الرغبة والعاطفة لرعاية -ستيفن- ولمنحه الحياة المنزلية السعيدة، وجعل كل شيء ممكنًا بالنسبة إليه –طبعًا في حدود المعقول- لكن مايحدث هو أن مطالبه أصبحت فوق الاحتمال وخارج حدود المنطق والمعقول، اصطدمت بجدار تعنّته الذي جعل من الحياة أمرًا لا يطاق". يُعرف أصحاب شخصية INTJ بشكلٍ عام أنهم صعبو الإرضاء، معتدّون بأفكارهم، ويميلون إلى فرض سيطرتهم، في حين يُعرف أصحاب النمط INFJ بأنهم حسّاسون، وملتزمون جدًا على المستوى العائلي، ولديهم ميل للتضحية والشعور بالذنب، وهذا مايساعدنا على فهم شخصية -جين وايلد- ولماذا قبلت الزواج برجُلٍ مريض، وكيف استطاعت على مدى ثلاثين عامًا أن تُلزِم نفسها برعاية زوجها وأطفالهما الثلاثة، حتى طلاقهما عام 1995. بشكلٍ عام، يغلب الطابع العاطفي على طريقة الكتابة في هذه السيرة؛ من السِمات المعروفة أيضًا لدى أصحاب الوظيفة العقلية Fi، هو تذكّرهم لتفاصيل الماضي بصورةٍ مدهشة، وهذا ماظهر واضحًا خلال صفحات الكتاب؛ في الثالثة والستين من عمرها لاتزال -جين وايلد- تتذكّر تفاصيل كل عطلةٍ صيفية قضتها العائلة، وكل فندقٍ أقاموا فيه، لكن من الناحية الأخرى فهذه التفاصيل الكثيرة أضعفت الكتاب وساهمت في تشتيت القارئ، وجعلت من الممكن اختصار عدد صفحاته الكبير إلى النصف تقريبًا. وتروي السيدة -هوكينغ- بمرارةٍ تفيض من صفحات الكتاب، كيف استطاعت إحدى الممرّضات أن تستحوذ على قلب البروفيسور بعد خمسةٍ وعشرين عامًا من زواجه، وتُقنعه بتطليق زوجته لكي يتزوجّها هي، وكيف اختار -ستيفن- التضحية بها وبأطفالهما الثلاثة بعد كل مابذلته من أجله. من الأمور الطريفة في الكتاب أن السيدة -جين وايلد- بعد انفصالها عن زوجها البروفيسور هوكينغ بعامين، لم تجد غضاضة في الزواج مجددًا وهي بعُمر الثالثة والخمسين، وبحضور ابنيها الشابّين وابنتها الحامل! حيث تزوّجت من -جوناثان جونز- صديقها المقرّب، وصاحب فرقة عزف موسيقية، والذي يشابهها في النمط العاطفي، في حين تزوّج هوكينغ أيضًا من ممرّضته -إيلين ماسون- والمفارقة أن زواجه الثاني انتهى بالطلاق أيضًا عام ٢٠٠٦. أما في الفصل السابع عشر والأخير من الكِتاب، فتحدّثت -جين- قليلاً عن موضوع آخر، وهو -حفيدها ويليام- حيث نقتبس هذه الفقرة مع بعض التصرّف: "كان ويليام طفلاً عبوسًا وجميلاً جدًا، لكنه لم يتمكّن من الكلام، وكان سلوكه من سيّئ إلى أسوأ، وأخيرًا شخّص مركز تنمية الطفل في -إيدينبره- حالته على أنه مصاب بمرض التوحّد؛ شعرتُ أن إيماني الذي تعرّض سابقًا لهزّات عدّة قد تلقّى ضربةً قاسية هذه المرة، وعلى أي حال لايمكنني مواجهة الأمر دون موارد خاصّة، وقد وجدتُ هذه الموارد في إيماني الراسخ كالصخرة". تروي -جين- بعدها تفاصيل سَعيِهم لعلاج الطفل، حيث كان رأسه يوصَل بأقطاب كهربائية، ثم يجلس لمشاهدة لعبة فيديو، والهدف من هذا العلاج هو مساعدة الأجزاء المتضرّرة في الدماغ على استعادة فاعليّتها، وقد أثبت العلاج نجاعته وتحسّنت حالة الصغير، واستطاع ارتياد المدرسة الابتدائية، لكنه ظلّ يعاني مشكلة كبيرة في الكلام. الجدير بالذكر أن هذه السيرة الذاتية قد تحوّلت إلى فيلم سينمائي عام ٢٠١٤ بعنوان The theory of everything، بميزانية بلغت ١٥ مليون دولار، وهو من إخراج -جيمس مارش- حيث قام فيه الممثّل -إيدي ريدماين- بأداء دور العالِم -هوكينغ- وقامت الممثلة -فيليسيتي جونز- بأداء دور الزوجة -جين وايلد- واستطاع الفيلم النجاح مُحققًا أرباحًا تجاوزت ١٢٠ مليون دولار.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..