Loading Offers..
100 100 100

تعلم أساليب اللغة العربية بالطريقة الصحيحة

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

يقع الشباب المبتدئ في شَرَك معقد للغاية في بدايات كتابته، وهو أن يتقرب ويتساهل في أساليبه اللغوية ويتخلى عن المطالعة المستمرة في الأساليب الأخرى، ويظل يجنح إلى الاعتماد على المألوف والمتواتر والمتعارف بحجة التقرب إلى ذهن الجمهور، ولعل وراء ذلك عدة أسباب خفية منها النفسية والثقافية، مثل عدم قدرته في الأساس على التسابق في غير هذا المضمار، وغياب التوجيه الثقافي المنشود والمرجو.

ممارسات تضعف أسلوبك اللغوي في الكتابة والكلام

1 – الاعتماد على العامية بالدرجة الأولى وهجر اللغة الفصحى: وذلك إن كان له سبب، فهو النظرة الضيقة التي تستند على خبرات سيئة تجاه اللغة العربية، تم بثها وصبها من خلال سوء المنظومة التعليمية وسوء تعليم اللغة، مما يجعل من هتك صياغتها أمراً مستباحا لا يعني الرقي عند تلك الفئة، ويحرمه مما تعج به من كنوز أسلوبية وجمالية.

2 – التضفير بالإنكليزية: جنح الشباب المبتدئ في كتاباته إلى تسريب بعض الألفاظ الإنكليزية إلى كتابته، حفظاً منه على ضمان المألوف واستمالة الأسماع إليه، وذلك جرم خطير أشد الخطر، إذ أنه يهدم مقومات اللغة الأدبية في اللغة العربية، ويفسد تجانس الأسلوب ورونق النص، كما يساعد على اندثار المقابل العربي.

3 – الإملاء والنحو: أصبح من عدة أمور تكاد من فرط تكرارها صارت عادة، بل تدنت عن كونها عادة إلى كونها طبعاً، ظنا منهم أن القيمة الأدبية تكمن في المضمون الذي يعنيه ويريد إيصاله إلى ذهن المتلقي، وينسى القوة الرنانة لعنصر اللغة في سبك النص مع المعنى.

4 – التقريرية والمباشرة: المعاني التي يجنح إليها المبتدئ يغلب عليها المباشرة والتصريح، وهو ما يفقد العمل وزنه تماما فيجعله طافيا على سطح القيمة الأدبية لا يمسها من أي جانب، وينسى تعريفا هاما كتعريف سيد قطب للعمل الأدبي “التعبير عن التجربة الشعورية بصورة موحية”، والصورة الموحية إلى جانب التعبير هما حجر الزاوية في الأسلوب، إذ أن التعبير إذا صرح بما ينطوي عليه مباشرة قد أدى نصف المهمة الأدبية، التي لخصها تميم البرغوثي في قوله: إن الشعر أقوى درجات الكلام، فإن كان الكلام يدعو إلى الضحك، فالشعر يضحك أقوى من الكلام العادي، وإن كان العادي يحزن، فالشعر يبكي، وذلك لا يتأتى سوى بصورة موحية تجتمع فيها عدة معطيات واستعارات وانزياحات تنوب عن التجربة الأصلية، لا تحمل منها إلا الصدق الوجداني.

5 – الفهم الخاطئ للأسلوب: على أنه وسيلة نقل ليس إلا، وأنه لا يشكل جزءا لا يتجزأ من الغاية الأدبية.

لماذا نحتفي باللغة العربية في يومها العالمي؟

٩ مصادر لتقوية حصيلتك اللغوية وتطوير أدواتك في اللغة العربية

كيفية تكوين الأسلوب الرصين

1 – مطالعة التراث

يعد التراث الأدبي عموماً وفي اللغة العربية خصوصاً ثروة إنسانية لا يستهان بها، إذ ينطوي على منجزات ومدونات حافلة بحضارة لا تزال محل دراسة دؤوبة في الشرق والغرب، وهو حلقة متصلة لا يجوز بأي حال من الأحوال قطعها والبدء من جديد، بل حفاظاً على حقوق الأجيال القادمة يجب على كل مشتغل بالأدب أن يبني عليه ويضيف إليه، ويستفيد منه تمام الاستفادة لتجديد صياغته وبلورته، كما يجب عليه مطالعة الأساليب التي دون بها التراث، والإفادة منها لغايات قومه، وذلك يرجع إلى وظيفة هامة من وظائف الأديب في المقام الأول، كونه مصدراً للثقافة أينما وجد.

2 – المطالعة العامة

لا يجدر بالأسلوب أن يكون منمقا وجميلا وفي ذات الوقت يكون أسلوباً فارغ المحتوى والمعنى، وذلك المعنى عياره سعة الاطلاع والاكتشاف والبحث الدؤوب في شتى المجالات خارج حدود الأدب، ولنا في كثير من النظريات الأدبية التي أفادت من العلوم التطبيقية عبرة وآية شافية، كما أنها من مشكلات الأسلوب التي تبلور ملمحه في الذهن، وتجعل منه مألوفا لدى الأسماع، وتبصِّر القائم عليها ببواطن الأمور ليحيكها في نسج فني بديع.

3 – مراعاة الفئة الموجه إليها الأسلوب

تعد الفجوة التي بين الأديب ومن حوله من الأثقال التي تقع على عاتقه، فإن تهاوت بينهما فعليه أن يدنو بالقدر الذي لا يفقده وظيفته كمصدر للثقافة ومضيف إليها، وألا يغرق في الابتذال والسهولة لكي يستميلهم بلا معنى، ويسايرهم على جهلهم، وإن كان قومه ذوي ثقافة فعليه أن يضيف بالدرجة التي تثقلهم وتصقلهم حضارياً لا أن تسفه ذكرهم، ويعول على الأسلوب في ذلك باعتباره من جنس ما ينطقون به، فإذا ارتقى إبداعيا ارتقوا جميعاً لكي يحاكوه ويتناولوه بالدراسة والتطبيق.

معايير الأسلوب الجيد

وهي غير محصورة، إذ تختلف معطيات بيئة عن بيئة في تلك، إلا أن هناك بعض الخطوط العريضة التي تسمح لنا بالوقوف على بعض العيارات، منها:

  •  أن يكون من جنس المتعارف عليه لا من المتداول: أي أن ما يلبسه العامة كله من القطن، سواء كانت بناطيل أو قمصان، لكن تبقى الصيحة الجديدة والمبتدعة هي محل الإعجاب، رغم أنها من نفس القطن المذكور، وذلك يعني أن سهولة الأسلوب تعد اختراعا ليس اختيارا، إضافة لا تقليداً، وقد كان القرآن الكريم معجزة الأزمنة والأمكنة في هذا العنصر، إذ أن القرآن الكريم جاء بجنس لغة العرب، لكن بديع صوره وأساليبه جعل كفاره يطرون عليه.
  •  أن يكون مضيفاً: لكي يكون الأسلوب نافعاً لا بد وأن يضيف إلى مستمعيه ومتلقيه ثقافياً قيمة ما، وأن يكون مستحدثا من إبداع الأديب نتيجة مطالعة التجارب الإبداعية التي سبقته في هذا الميدان وغيره، وتكمل به حلقة الثقافة، فما جدواه إن شابه غيره أو كان مبتذلا؟
  •  أن يكون متفرداً: وهو أن ينأي بنفسه عن التقليد والمحاكاة وإن كلفه الأمر المشقة حتى يصل إلى ما يكسبه تفرده، ويتأتى ذلك بسعة الاطلاع والبحث والدراسة.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..