Loading Offers..
100 100 100

هوس الأضواء، لما نحب أن نكون موضع الاهتمام؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

مَن منا يكره أن يكون محبوب الجماهير وموضع الاهتمام من الجميع؟ عندما تبدي برأيك في حديث ما، تحب بالتأكيد أن يشار إلى رأيك أنه صحيح وعلى مبلغ من الحكمة، وحتى لو كان ما تقوله في الحقيقة هو مجرد هراء محض، ولكن نحن البشر نحب التقدير، وحتى وإن كان مصطنعًا ومبالغًا فيه.

الجري تجاه التقدير

منذ صغرنا ويُدفع بنا تجاه المنافسة، فسيحبك والدك إذا تفوقت في دراستك، في رياضتك، إذا كنت مهذبًا، مطيعًا، نظيفًا.. إلخ، وأنا لست ضد أن يتفوق الإنسان ويتقن شيئًا يحبه، ولكن السيئ أن ينظر إلينا فقط عندما نفعل شيئًا، فالجميع يحبك لسبب ما وعندما ينتهي السبب ينتهي الحب والتقدير. قد يكون هذا السبب ما يدفع الكثيرين الآن إلى أن يبدو في إنشائه قنوات على اليوتيوب، يستعرضون فيها حياتهم المهمشة، مواقف يومية بالغة في العادية، أو حتى يصل بهم الأمر إلى عمل مقالب سخيفة وشتم بعضهم البعض بأقذع الألفاظ للفت مزيد من الانتباه.والأمر لا يتوقف على صانعي المحتوى المبتذل على اليوتيوب، ولكن أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي، كالفيس بوك وإنستغرام، فيمكنك أن تجد ثنائيًّا (فتاة وفتى) يستعرضان حبهما على الملأ، مع الكثير من الصور المبهجة التي تحول الحب لقالب متمثل في كل ما يفعله تلك الثنائي. والألف المتابعين لهم، المنقسمين بين كارهين ومحبين، فتلك الحسابات لا تدر ربحًا عليهم فقط، ولكن تقدير أن هذا الشي المفرط في التقليدية الذي يفعلونه هو محل تقدير بشكل مبالغ فيه من الجميع، فتفرز جرعة زيادة من الدوبامين في عقله مما يدفع به نحو كشف المزيد من حياته واستعراضها بشكل مبهرج لجذب مزيد من الانتباه.

الشهرة ما بين السعي والتجربة

الشهرة ليست أمرًا سيئًا في مضمونه وخصوصًا ولو كان المحتوي هادفًا، يحاول أن يقدم أشياء بها قدر من الجمال والإفادة. كما أنها أمر أقرب إلى الطبيعي، فمسيرة البشر منذ الأزل لم يلتصق بها سواء المشاهير من الفرسان والكاذبين والملوك والشجعان والشعراء.. إلخ من صفات عديدة كانت السبب في شهرة أصحابها.فنحن بحاجة لأن نشعر أننا محطّ تقدير، وأن الآخرين يروننا، قد يكون ذلك لشيء غريزي بنا يدفعنا للفت انتباه الآخرين مثلما تفعل بعض الطيور والحيوانات، أو تكون بسبب رواسب الطفولة، فقد يكون سعي البعض لهذا النوع من الشهرة القائمة على محتوى ضار أو مبتذل، سببه طفولة مهمشة، وكونه طفلًا مهملًا لم يكن محل تقدير أو رؤية من أفراد أسرته، فأسفر عن اضطرابات نفسية أدت به لإيذاء نفسه بدنيًّا أو نفسيًّا في سبيل الشهرة ولفت مزيد من الانتباه.

كيف تدفعنا السوشيال ميديا إلى الشهرة

لا أنكر الفوائد العديدة التي تمنحها لنا السوشيال ميديا، فنصنع من خلالها صداقات، ونتعرف على أشخاص يشاركوننا نفس الاهتمامات، وبرغم كونها تظهر العالم كبالوعة مقززة في كثير من الأحيان، إلا أنها ملتقى مهم يجمع عددًا لا بأس به من المبدعين.و لكن عند غياب الوعي وتفكك الروابط الأسرية نتيجة لضغوط كثيرة ، أصبحت السوشيال تحول المراهقين لأفراد مهووسين بالتقليد، فتنمي رغبة الشهرة بداخلهم، حيث يمكن الوصول اليها بسهولة، فالفرد غير الواعي بوضعه والأحداث الجارية حوله، يتصرف مثلما يتصرف باقي الجماعة، فمثلًا أثناء الحظر الذي فرض في مارس الماضي بسبب الجائحة،  شهدنا الكثير من الفنانين والمراهقين على موقع التيك توك  يقلدون بعض الأصوات أو يؤدي بعض الحركات على موسيقى سبق أن حظيت بشهرة، فتحول موقع التيك توك من موقع سيئ السمعة لمكان يمكنك أن تحظى فيه بالكثير من المرح والمال والشهرة بمنتهى السهولة، مما عرّض الكثيرين من المرهقين للابتزاز والاستغلال .الاهتمام عادة يشعرنا بأننا موضع ترحيب وقبول، وجميعا نرغب بأن نكون محبوبين وذوات حظوة لدى من نحب، نشعر أن قدراتنا تستحق أن تمدح ومالنا يقدر، الملابس التي نشتريها ترى، وهكذا من الأشياء التي خلقتها فينا السوشيال ميديا، فجعلتنا متمحورين حول ذواتنا، نحاول تجميلها وزيادة كفاءتها لتلقى إحسان الجميع.فعندما لا نري التقدير في أعين من حولنا، نجد السوشيال ميديا كمتنفس نعبر به عما يجول بخواطرنا، والتعبير ليس أمرًا سيئًا أو مذمومًا، ولكن السعي المحموم تجاه الشهرة أيًّا كان الثمن أمر يستحق التأمل لوهلة في الذات (ما الذي يدفعنا لذلك؟ وأي ثمن ندفع؟)  وفي بعض الأحيان نحتاج إلى مساعدة من مختص نفسي على نحو ضروري.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..