Loading Offers..
100 100 100

مسلسل “You”: كيف يتحول الحب إلى جرائم قتل؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

عبر جزئين يتناولُ مسلسل « you » قصةَ قاتلٍ متسلسلٍ يدعى "جو" يعيش بمفردهِ ويعملُ بمكتبةٍ خاصةً. يُقحمنا العمل في أفكاره، هذا البطلِ المبهَم بداية ونهاية والذي لا تنكشفُ أسراره إلا بعد مرور حلقات، يترصد ضحاياه بعينِ المحب، يدخل حياتهم خفية، ثم لا يلبث أن يصيرَ أهم فردٍ فيها، يعمل "جو" على كسبِ الثقة والحب والاهتمام لضحاياه، فالحب يغلف كل طرقهِ وأيضًا هو طريق يسعاهُ ليصل لضحيته.حين أحب "جو" كلّفه ذلك أن يتعقب محبوبته، ثم جميع المهتمين بها، يدخل حياتها، جوالها، إيميلاتها، وبيتها أيضًا، كل ذلك عبر جواله ومن مكانه. الحياةُ الحالية منحت مراقبةً تفتح وتغلقُ بزرٍّ واحدٍ. تتحولُ حياةُ المحب إلى ولعٍ واهتمامٍ ولقاءاتٍ في الحب، وتتحول حياة "جو" إلى ضابطِ مخابراتٍ إلكترونية، ليخرجَ كشبحٍ في كل الأماكن، وحتى في البيوت المغلقة.

الجزء الأول

في الجزء الأولِ من العمل، يتعرف "جو" على كاتبةٍ شابة، تكتبُ بكدٍّ وتريد الوصولَ إلى النجاح المبهرِ سريعًا، ضحية سهلة، لها مشاعرُ فوارة، ومهتمة بالكتب، قريبةٌ من عالمهِ يستطيع أن يقترح عليها كتبًا ويوجهها إلى كُتَّاب يقرأون أعمالها، يتسلل إلى حياتها، وينفردُ بها بطريقةٍ دموية، عن طريق التخلصِ من كل أحدٍ يريد الاقتراب من حياتها أو الاستحواذ عليها. يُقرْصِن هاتفها ويتماهى مع وجودها كظل أو شبحٍ يترقب خطواتها وخطواتِ مَن حولها.خطط لا نهائية، وأفكارٌ وحشية تخرجُ من شاب يبدو هادئًا ووحيدًا، وذا حياةٍ عادية، يعود من المكتبة إلى بيته، ويذهب من البيتِ إلى المكتبة، حتى أن حياته خاليةً من السهر أو النوادي الليلية، كأي قاتلٍ متسلسل، لا أحد سيوجهُ له أصابعَ الاتهام، ذكيّ، يعرفُ الكثير عن طرقِ المراقبة، الترصد، وحتى القتل الذي يعتاده.يغوصُ المسلسل شيئًا فشيئًا، في الطفلِ "جو" الذي يبدو ما واجهه، صورةً عما يفعله، وأن الحب والتعلق في حياته يأتي بالدم، وأن خياله يوثق لفكرةِ أن من نحبهم نحميهم بالعنف، ونسترجعهم بالقتلِ الهين والسريع. لنمحي كل ذلك ونعودُ إلى حياتنا الطبيعية. وفي غضونِ ذلك نكون قد أسسنا لشخصية القاتلِ المنتقم بداخلنا.

الجزء الثاني

في الجزء الثاني من العمل، يهرب "جو" إلى لوس أنجلوس، هربًا يضاهي ممحاةً من ماضٍ يلاحقه، وعيونٍ مترصدة له بعد أن اشتبكت قضاياه وصارَ من الممكنِ أن يكون محلَ شكٍّ.حياة جديدة، لكن لنفسِ الشخصِ، عقدة الحب المرتبط بالحماية القصوى من الجميع، حتى لو كلف ذلك زرع سكينٍ أو رصاصة. بنفس التكنيك، بنفسِ الأفكار ولكن هذه المرةِ في معملِ حلوياتٍ يتعرفُ على صانعة حلوى جميلة، ليدخل معها علاقةً جديدة، أو رحلة استخبارية جديدة. مراقبة وتتبعٍ لشابٍ أتى من بعيدٍ واستقر في هذهِ المدينة تحت اسم "ويل". يدخل "جو" في هذا الجزء إلى عالمِ الأثرياء والمشاهير، لياليهم الصاخبة، حفلاتهم المليئة بالممنوعات، مشاكلهم النفسية ومعاناتهم العائلية، الشقاق الموجود بين الآباء والأبناء، وبين الأبناء نفسهم ودواخل الأفراد ككل.ربما هذه رسالةٌ لـ"جو" أنه ليس وحده مَنْ عانى من زوجِ أمٍ، فحتى الآباء الحقيقيون يعاني منهم أولادهم. لقد فتحت له حفلات الأغنياء والمشاهير رحلةً جديدة من المراقبة، يملك هذا البطلُ فضولًا عاليًا تجاه حيواتِ الأشخاص، ليس وحدهُ الحب والاهتمام تجاه الأشخاص يجعل منه مفتشًا أمنيًا ربما لحاجةٍ في نفسهِ أولًا. تبدو حياة "ويل" الآن مستقرة وتعاد حياته كـ"جو" مرةً أخرى، إلى أن تظهر حبيبته الأولى، فقد ما زالت على قيد الحياة رغم محاولة قتلها. يواصلُ مغامراته وهروبه أيضًا، كأن لحياته كـ"جو" وويل حياتين انفتحتا على بعضٍ لكنها تستمر، خاصةً مع الحقائق التي تظهر في حياةِ حبيبته الجديدة.إن السؤال المرعب الذي قد تطرحه على نفسك وأنت تشاهد هذا الشخص المريض: كيف تستطيع أن تكتشف قاتلًا متسلسلًا قبل أن يقتلك؟ كيف يتحول الحب إلى جرائم قتل؟يكشف لنا هذا العمل، ما قد يحدث نتاجًا لجرح الطفولة، ليس فقط من خلال "جو"، بل من خلال طفولة حبيبته في الجزء الثاني أيضًا، وكيف تصنع هذه المرحلة العمرية الحساسة أشخاصًا مريضين. وجود الآباء، وعلاقتهم ببعضٍ وعلاقتهم بالأبناء، وكيف تبني لحياةٍ نفسية صحية أو منحرفة. كيفَ لشخصٍ يبدو ظاهريًّا عاديًّا، يمارس الحياة بمفارقاتها بشكلٍ لا يثير القلق أو الانتباه أن يكون بداخله عالم كاملٌ من العنفِ والتلصص، يتحكم فيه بمفردهِ، وصنعه بمفردهِ تمامًا دون أي يدٍ للعونِ أو حتى أن يتفوه بأسرارها لآخر.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..